شهور وأيام من العمل المتواصل لبعثة الآثار، التي تواجدت في منطقة «تل الفراعين»، المعروفة باسم «بوتو»، بمدينة دسوق، في محافظة كفر الشيخ، على مدار 4 سنوات، للتنقيب والحفائر عن الآثار واستخراجها من أكبر منطقة أثرية بالمحافظة، وفي عام 2018 كان الحدث الأبرز، حيث تم اكتشاف بقايا معبد يعود لعصر الأسرة 26 الفرعونية، وشمل الكشف الأثري العثور على مجموعة من التماثيل في صالات المعبد، ضمن خطة البعثة التي دعمتها الدولة بنحو 15 مليون جنيه، ليأتي الحدث الأبرز ايضاً في عام 2021، باكتشاف أثري كبير، يُضاف إلى الاكتشافات الأثرية للدولة المصرية خلال الأعوام الأخيرة. الكشف عن مبنى ضخم من الحجر الجيري المصقول ووفقاً للدكتور حسام غنيم، مدير عام آثار كفر الشيخ، الذي تولى مهام منصبه منذ أشهر قليلة، ورئيس بعثة الكشف عن الأثار في «تل الفراعين» منذ أعوام طويلة، فإن الكشف الأثري الكبير عبارة عن مباخر وتماثيل وقشور ذهبية، وبعض الأدوات المستخدمة في الطقوس الدينية بالمعبد، ومبنى ضخم من الحجر الجيري المصقول من الداخل، يمثل بئر للماء المقدس المستخدم في الطقوس اليومية، كما تم الكشف عن الطبقات العليا للتل من حمام بطلمي من الطوب الأحمر عليه طبقة بلاط، ويتكون من صالة بانيو، وحوض للمياه، ومكان لتسخين المياه، والحمام كله يخضع لدورة مائية على أعلى مستوى، من حيث تزويده بالمياه أو صرفها خارجه. وأضاف «غنيم» أنه جرى وضع هذه الأدوات بشكل سريع أسفل مجموعة من الكتل الحجرية المرصوصة بشكل منتظم أعلى تبة من الرمل في جنوب معبد الآلهة «واجيت»، في «تل الفراعين»، كما يضم الكشف الأثري تماثيل صغيرة للمعبودة «تاورت»، والمعبود «جحوتي»، وكرسي صغيرة للولادة، وحامل قرابين كبير الحجم، و«عين أوجات» من الذهب الخالص، وبقايا قشور ذهبية، استخدمت في تذهيب بعض القطع الآخرى، ويضم أيضاً جزءاً من عمود من الحجر الجيري على هيئة المعبودة «حتحور»، ومجموعة من المباخر المصنوعة من «الفيانس»، أحدها برأس المعبود «حورس»، ومجموعة من الصلاصل التي استخدمت في الطقوس الدينية والاحتفالية للمعبودة «حتحور». استخراج جزء من لوحة ملكية لملك يؤدي طقوسا وأوضح أنه جرى الكشف عن جزء من لوحة ملكية لملك يؤدي طقوساً دينية بمعبد «بوتو»، وبعض القطع مسجل عليها نصوص وأسطر هيروغليفية، والألقاب الخمسة للملك «بسماتيك الأول»، واسم الملكين «واح ايب رع» و«أحمس الثاني» من ملوك الأسرة 26، ومجموعة من المناظر المصورة على العاج لسيدات تحملن القرابين، ومناظر الحياة اليومية لأفراس الدلتا، بما فيها من نباتات وطيور وحيوانات، وعتب كبير من الحجر الجيري عليه نصوص هيروغليفية بالنقش الغائر. ومن المقرر إيداع الاكتشافات في مخزن تل الفراعين، بعد عملية التنظيف والحفظ، تمهيداً لنقلها إلى متحف آثار كفر الشيخ، الذي جرى افتتاحه قبل أشهر، ونقل كافة الآثار إليه.
