حكاية لم تنتهِ، مر عليها 80 عاماً وما زال فى فصولها بقية، حكاية «زينب» التى شارفت على العقد الثامن فى عمرها وما زالت تحمل على كتفيها هَمّ «خلفة البنات». «صغيرة باصرف على بناتى، وكبيرة باربى أحفادى».. جزء من حياة «زينب محمد إبراهيم» (80 عاماً) التى توفى زوجها بعد 15 عاماً من الزواج، تاركاً خلفه 4 فتيات، حملاً ثقيلاً على ظهر أمهم الثمانينية، التى لم تترك عملاً إلا أفنت فيه حياتها من «طباخة» فى أحد المستشفيات إلى «بائعة سبح» أمام أحد العقارات العريقة بمصر الجديدة حتى تتمكن من سد نفقات بناتها «الأرامل» وأحفادها». منذ بزوغ الشمس، تنتفض «زينب» من فوق فراشها فى وهن، تمسح بنظرها الحجرة التى امتلأت بالبنات والأحفاد قبل أن تبدأ رحلتها الشاقة من الدويقة إلى مصر الجديدة لبيع السبح، بتنهيدة ينقبض لها قفصها الصدرى تقول زينب: «البيت اتملا حزن وهم، على يمينى بنتى العاجزة بقالها سنة ونص مبتتحركش، وعلى شمالى التانية بعيالها، ده غير بناتى اللى لسه مجوزتهمش.. هاجيب منين؟»، رغم ضيق ذات اليد فإن الجدة «الثمانينية» أصرت على أن تحمل «هم البنات» إلى الممات حتى لا تُسأل عنهن يوم أن تصعد روحها للسماء «بناتى حتة منى وأمانة فى رقبتى ومش ممكن أسيبهم يشوفوا اللى أنا عشته ولا يشتغلوا عند حد.. أنا واخدة على المرمطة، وطول ما نفَسى طالع وداخل هاشقى عشانهم».