مبنى مكون من طابق واحد، مساحته تقترب من 300 متر، يطل على ترعة المريوطية في البدرشين، تحيط به مجموعة من الفيلات، يغلب على المنطقة الزراعات الشاسعة، هنا مصحة علاج الإدمان، الهارب منها المتوفى كريم صبري شقيق رامي صبري، كانت مصحة الإدمان أو «الموت»، من الخارج عبارة عن مكان يخيم عليه الهدوء والنسمات الصافية المنبعثة من الزراعات والأشجار، ما يجعل الإنسان أكثر راحة وطمأنينة، لكن المشهد الخارجي يختلف كليًا عن الوضع المآساوي في الداخل، الأشبه بالسجن. غرف أشبه بالزنازين غرف ضيقة للغاية أشبه بالزنازين، لا يدخلها الهواء بشكل جيد، تجهيزاتها متواضعة للغاية، لا يوجد بها أي أجهزة أو معدات طبية، تستخدم في إسعاف أي مريض، في حالة حدوث أي طارئ، عدد الغرف يزيد عن 15، بحسب جولة «الوطن» داخل المصحة، التي كانت تدار دون أي تراخيص من الجهات المختصة، فهي غير مؤهلة لتقديم أي خدمات طبية خاصة لعلاج الإدمان، معاينة النيابة العامة وتحقيقاتها أوضحت أن المصحة تدار بغير المختصين، أي بواسطة عدد من الموظفين، ليس لهم أي علاقة بالنشاط الطبي. والد كريم صبري الوضع المآساوي الداخلي لمصحة الموت، يقدم إجابة عن السؤال المطروح: لماذا هرب شقيق رامي صبري بعد 24 ساعة ومات غريقًا؟ النيابة العامة بحثت عن أسباب هروب المطرب الشاب، من خلال معاينة المصحة، وكلفت إدارة العلاج الحر في وزارة الصحة بمعاينتها، للوقوف على طبيعة نشاطها، وبيان مدى الترخيص لها كمنشأة طبية، واستيفائها الشروط من عدمه. وسألت النيابة العامة والد المتوفى، واثنين عاوناه في إيداع ابنه لدى المصحة، وقال والد المتوفى، إن نجله كان يتعاطى المخدرات وسعى لعلاجه، وأودعوه بالمصحة خاصة، وفي اليوم التالي لإيداعه، عرف بموته غريقًا. شاهدا العيان وأفادت تحقيقات النيابة من خلال سماع رواية شاهدي العيان أبصرا غرقه، كما سألت مُجري التحريات، فأكد غرقَ المتوفى أثناء هروبه من المصحة وهي عبارة عن عقار استأجره اثنان دون أن يكون أحدهما مقيدًا بنقابة الأطباء، ودون استيفائهما التراخيص اللازمة لذلك، مع علم صاحب العقار بالأمر، فقررت النيابة ضبط المتهمين، وواجهتهم بأدلة الاتهام، وقررت حبسهم على ذمة التحقيق بتهمة إدارة منشأة طبية دون ترخيص، وتعريض حياة المرضى للخطر، كما أوضحت تحريات المباحث، أن المصحة عقب الحادث لم يكن بها أي من المرضى.