تصاعدت أزمة حزب النور، فى الأيام الأخيرة، بين جبهة «عبدالغفور» والإصلاحيين، وجبهة أشرف ثابت، التى تصفها الأولى بالمنشقة على الحزب وقياداته وقراراته، وفشل اجتماع مجلس أمناء الدعوة الذى عقد الجمعة الماضى فى اتخاذ قرارات حاسمة تنهى الأزمة، بسبب تغيب 3 من أعضاء المجلس ال6، إلا أن الثلاثة الذين حضورا أكدوا دعمهم للدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب، فى مواجهة الجبهة المنشقة، وأعلنت أمانتا «النور» بشرق وشمال القاهرة تجميد نشاطهما الحزبى لحين انتهاء الأزمة بتأييد عبدالغفور، وطالبته «جبهة الإصلاح» بإحالة أشرف ثابت، عضو الهيئة العليا المنشق، إلى التحقيق تمهيداً لفصله، لزيارته للفريق أحمد شفيق، المعادى للإسلاميين والثورة بحسب الجبهة. من جانبها، أصرت جبهة «ثابت» على موقفها، مؤكدة أن انتخابات «النور» انتهت، على الرغم من إجرائها فى المساجد بعيداً عن مقرات الحزب الرسمية. وأوضح العميد يحيى حسين، عضو الهيئة العليا للحزب، رئيس جبهة الإصلاح، أن جبهة «ثابت المنشقة» أجرت ما سمته الانتخابات، مساء أمس الأول، فى بعض المساجد بدلاً من مقرات الحزب، ما يعد مخالفة للقانون، ولم يتجاوز عدد للمشاركين فيها 3% من أعضاء الحزب، ما يؤكد التزام الغالبية بقرارات الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب. وحول ما أعلنته الجبهة المنشقة عن الحزب من انتهاء الانتخابات وما تصدره من بيانات باسم أمناء المحافظات، قال «حسين» فى تصريحات ل«الوطن» إن تلك البيانات لا محل لها من الصحة، وجميع أعضاء الهيئة العليا المنشقين عن الحزب محالون للتحقيق أمام مجلس الشيوخ، والحزب سيتخذ إجراءات ضدهم إذا لم يمثلوا للتحقيق. وأضاف أن الدعوة السلفية أجلت اجتماعها الذى كان مقرراً مساء أمس الأول، إلى مساء أمس، بعد مثول الجريدة للطبع، لاتخاذ قرار نهائى بشأن أزمة الحزب، مؤكداً أن الدكتور أحمد فريد، والشيخ سعيد عبدالعظيم، عضوى مجلس أمناء الدعوة، أصدرا بياناً لتأييد قرارات «عبدالغفور»، كما سيصدر الشيخ أحمد حطيبة، عضو مجلس الأمناء، بياناً آخر لتأييد رئيس الحزب، ووصف المنشقين بأنهم ساعون لتخريب الحزب، ولا تهمهم المصلحة العامة. وقال محمود عباس، المتحدث باسم الإصلاحيين فى الحزب، إن مجلس الأمناء قرر عقد اجتماع طارئ اليوم، بعد فشل اجتماعه السابق الجمعة الماضى، فى اتخاذ قرار يحل الأزمة لاعتذار البعض عن الحضور، مؤكداً أن الدكتور سعيد عبدالعظيم أعلن تأييد عبدالغفور كرئيس شرعى للحزب. وأضاف «عباس» أن المكتب التنفيذى للإصلاحيين اجتمع مساء أمس الأول، وقرر مطالبة عبدالغفور بتحويل أشرف ثابت للتحقيق تمهيداً لفصله، بسبب زيارته للفريق أحمد شفيق، المرشح السابق للرئاسة، والمعادى للإسلاميين والثورة، حسب قوله. كما طالب المجتمعون بالفصل بين الهيئة العليا للحزب، ومجلس إدارة الدعوة، مشيراً إلى أن هناك 5 أعضاء فى الهيئة العليا للحزب، يشغلون مناصب فى مجلس إدارة الدعوة، وعليهم أن يستقيلوا من أحد المنصبين، وهم: أشرف ثابت، ويونس مخيون، وجلال مرة، وعلى حاتم، ومحمد إبراهيم منصور. وأشار «عباس» إلى أن الإصلاحيين لديهم ملفات كثيرة ضد البعض، يعتبر أهونها وأقلها خطورة لقاء «شفيق»، لافتاً إلى أنه من حق رئيس الحزب فى المرحلة الانتقالية أن يضيف من يشاء للهيئة العليا، ولو 50 عضواً، أما بعد الانتخابات فلا يتجاوز أعضاؤها العدد السابق. وأعلن الدكتور أحمد ربيع، أمين الحزب بشرق القاهرة، عضو الهيئة العليا، عن تجميد عمل مقرات الحزب بالدائرة، وغلقها لحين تأكيد شرعية عبدالغفور، وإنهاء الأزمة الحالية، ولرفض موقف الجبهة المنشقة التى استمرت فى مهزلة الانتخابات، بحسب ربيع. من جانبه، أعلن الشيخ أحمد فريد دعمه الكامل ل«عبدالغفور» رئيساً شرعياً للحزب، فى بيان له، مساء أمس الأول، وأنه لا يجوز التعدى عليه، لأنه أول من اقترح تأسيس الحزب، واجتهد لإخراجه للنور، مؤكداً أن الدعوة السلفية لن تسمح بزعزعة الحزب، أو عزل رئيسه ووكيل مؤسسيه. وقال «فريد» إن المحاولات المستمرة من البعض لإقالته والانقلاب عليه تخالف الشرع والقانون والعرف والأخلاق، وعلى سلفيى مصر كلها أن يقفوا صفاً واحداً خلف «عبدالغفور». وكشفت مصادر مطلعة بالدعوة السلفية عن أن اجتماع مجلس الأمناء مساء الجمعة الماضى استمر حتى 11 مساءً، وحضره أحمد فريد وسعيد عبدالعظيم وأحمد حطيبة، وتغيب عنه الشيخ محمد إسماعيل المقدم، والمهندس محمود أبوإدريس للسفر، والشيخ ياسر برهامى دون سبب. وأضافت المصادر أن الأعضاء الثلاثة اتفقوا على ضرورة إطلاق يد عبدالغفور فى إدارة الحزب، واتخاذ القرارات الإصلاحية، ومطالبة الشيخ ياسر برهامى بعدم التدخل فى شئون «النور». وأشارت إلى أن الدكتور المقدم، مؤسس الدعوة السلفية، يؤيدهم فى رأيهم. وأوضحت المصادر أن مشايخ الدعوة السلفية من خارج الإسكندرية يؤيدون حركات الإصلاح التى يقودها رئيس الحزب، لأنه الأقدر على قيادة «النور»، لكن الشيخ برهامى يرى أن على «عبدالغفور» الاكتفاء بمنصبه كمساعد لرئيس جمهورية، ليتولى أشرف ثابت رئاسة الحزب بدلاً منه. وأشارت المصادر إلى أن مجلس الأمناء سيجتمع اليوم بأعضائه ال6 لأن الوضع فى الحزب والدعوة لا يحتمل الانتظار للجمعة المقبل، وسيتخذون خلال لقائهم قرارات بسحب الملف السياسى للدعوة السلفية من الشيخ برهامى، النائب الأول للدعوة، وسيوقع الجميع على هذا القرار ليكون ملزماً لبرهامى وأتباعه. وبحسب المصار نفسها، فإن المجلس وضع 3 سيناريوهات للملف السياسى للدعوة، أولها أن يتولاه الدكتور سعيد عبدالعظيم، أو الشيخ أحمد فريد و الشيخ أحمد حطيبة بالتقاسم بينهما، أو تشكيل لجنة من مشايخ الدعوة لتكون لها المرجعية الشرعية للملف، على أن تضع الدعوة الإطار العام لعمل الحزب، ويكون ل«عبدالغفور» مطلق قيادته. فى المقابل، أصدرت «جبهة ثابت» بياناً نسبته لمجلس أمناء المحافظات، أكدت فيه صحة الانتخابات، وقرارها بإقالة عبدالغفور، بسبب ما سمته ضرورة العمل المؤسسى داخل الحزب، وأن رئيسه الحالى هو السيد مصطفى خليفة، لحين الانتهاء من الانتخابات الداخلية. وأشاد الدكتور يونس مخيون، عضو الهيئة العليا ل«جبهة ثابت»، بأعضاء لجنة شئون العضوية، لبذلهم مجهوداً كبيراً من أجل إنجاح الانتخابات الداخلية فى وقت قصير، وقال فى كلمة له بالمؤتمر العام الأول للحزب بالبحيرة، أمس الأول، إن الأزمة الداخلية للحزب ستكشف الأعضاء ذوى الانتماء الضعيف والمدعين، فى مقابل المنتمين بقوة للحزب ومصلحته. وأضاف: «المناصب الداخلية تكليف لا تشريف، ويجب أن نسير بروح التجرد، ولا مكان بيننا لمن يريدون العلو فى الأرض». وأعلن الدكتور أحمد عبدالحميد، مسئول اللجنة المركزية للانتخابات الداخلية للحزب، فى تصريحات صحفية، أنه تم تأجيل الانتخابات الداخلية لأمانة بورسعيد بضعة أيام، لحين الانتهاء من فحص كل سجلات العضوية، والتأكد من صحة الإجراءات الانتخابية وسلامتها، قطعاً للشكوك والطعون حول العملية الانتخابية بالمحافظة. ومن جانبها، أعلنت أمانة «النور» بمحافظة الأقصر، عن كامل تأييدها لقرار الهيئة العليا «جبهة ثابت» بتعيين السيد مصطفى خليفة رئيساً للحزب، خلفاً ل«عبدالغفور»، وفقاً للائحة الداخلية للحزب.