المستشار محمود فوزي: الحكومة تحضر بكامل تشكيلها لعرض الملامح العامة لبرنامجها أمام البرلمان    وزير الأوقاف يستقبل رئيس جامعة سوهاج لتهنئته بتوليه منصبه الجديد    رئيس جامعة سوهاج يستعرض أمام وزير التعليم العالي خطة التطوير    اليوم.. فرصة أخيرة للتقديم بمدارس تمريض "المستشفيات التعليمية" (روابط وشروط)    «الرقابة المالية» تقرر تعديل ضوابط ممارسة نشاط تمويل المشروعات متناهية الصغر    محافظ أسيوط يكلف رئيس حي غرب بإصلاح خط صرف صحي لأحد المنازل    تعديل قواعد وإجراءات التعامل على الأوراق المالية غير المقيدة بجداول البورصة المصرية    مبروك على تجديد الثقة.. القصير يهنئ وزير الزراعة الجديد ونائبه في العاصمة الإدارية -صور    برلماني: المصريون يأملون الكثير من الحكومة في ملف الإسكان.. فيديو    لمواجهة الباعة الجائلين.. وضع نقطة شرطية في منطقة عزبة السوق ببنها    ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 38193 شهيدا منذ 7 أكتوبر    رئيس وزراء فرنسا يتوجه إلى قصر الإليزيه لتقديم استقالته رسميا لماكرون    بعد وداع يورو 2024.. ليروي ساني يخضع لعملية جراحية    تقارير: موديست يقترب من الانتقال إلى دوري الدرجة الثانية التركي    "سيارة موتى بدلا من الإسعاف".. عضو اتحاد الكرة يفجر مفاجأة عما يحدث في الملاعب    النقض ترفض طعون شيرى هانم وابنتها وتؤيد الأحكام    تحليل مخدرات للسائق المتسبب في مصرع شخصين في زفة أعلى كوبري المنيب    مجازاة مدير مدرسة ومسؤولة شؤون طلاب ببني سويف لعدم إخطار طالبة برسوبها    تفاصيل خناقة محمد رمضان في الساحل.. صفعة انتهت بالتصالح| إنفوجراف    العلمين الجديدة تستعد لإبهار زوارها بنسخة ثانية من الحدث الترفيهي الأكبر في العالم العربي    مكتبة الإسكندرية تناقش مستقبل التعليم في عصر الثورة الرقمية    تعرف على موعد صيام عاشوراء 2024 والادعية المستجابة    محافظ المنوفية للمترددين على العيادات الطبية: "أنا مش ورايا غير خدمتكم"| صور    تراجع عدد النساء المنتخبات داخل البرلمان الفرنسى    محافظ شمال سيناء يتفقد المخازن اللوجستية لمساعدات غزة فى مدينة العريش    محمود فوزي: التواصل السياسي رسالة من القيادة السياسية بالانفتاح على المجتمع    علاء عابد ل"اكسترا نيوز": ملف النقل شهد نقلة كبيرة فى عهد الرئيس السيسى    شيخ الأزهر لسفراء الدول العربية والإسلامية بتايلاند : عليكم مسؤولية كبيرة في فضح الانتهاكات التي يتعرَّض لها أبناء غزة    المنيا: ندب الطب الشرعي لتشريح جثة خمسيني عثر عليه في حالة تعفن في سمالوط    وزير الصحة يصدر قرارا بشأن صرف العلاج المجانى للمترددين على العيادات الخارجية    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره فى غارات إسرائيلية على بلدة القليلة جنوب لبنان    «لا تحزن إن الله معنا».. موضوع خطبة الجمعة القادمة    رابط نتيجة تنسيق رياض الأطفال بالرقم القومي 2024 محافظة الإسكندرية    مستشار رئيس وزراء المجر: زيارة أوربان لروسيا وأوكرانيا كانت لبحث إمكانية وقف إطلاق النار    الكشف على 1385 حالة في قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    أشرف عقبة: يجب التخلي عن الرغبة في الحصول على المناعة القوية.. «نريدها متوازنة»    روما يحسم أولي صفقاته الصيفية    القبض على عاطلين سرقا مشغولات ذهبية من داخل مسكن بالسلام    تقرير لجنة الخبراء يؤجل محاكمة المتهمين في فساد وزارة التموين ل5 سبتمبر المقبل    شبانة: الأهلي يتخذ قراره النهائي بشأن عمار حمدي    لمواليد برج الدلو.. ماذا يخبئ شهر يوليو لمفكر الأبراج الهوائية 2024 ؟ (التفاصيل)    «تصديري الصناعات الغذائية»: ارتفاع الصادرات إلى 2.7 مليار دولار في 5 شهور    تنسيق الجامعات 2024، كل ما تريد معرفته عن كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان    كامل الوزير: حان الوقت لإزالة كافة التحديات والمعوقات التي تواجه توطين صناعة السيارات    عقب قصف مدرسة للنازحين.. الكويت تطالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه في غزة    طارق الشناوي يكشف تطورات صادمة عن أزمة شيرين عبدالوهاب: تتعرض لعنف وسادية    28.6 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم جوازة توكسيك في 5 أيام عرض (تفاصيل)    الجارديان: إسرائيل متهمة بمحاولة تقويض اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة    مواجهة جديدة بين الأرجنتين وكندا في كوبا أمريكا 2024    الأرصاد الجوية تكشف تفاصيل حالة الطقس من اليوم حتى السبت المقبل .. اعرف التفاصيل    وزير الرياضة يكشف آخر مستجدات التحقيق في أزمة أحمد رفعت    حزب الأمة القومى السودانى: مؤتمر القاهرة فتح باب الحوار بين السودانيين    "توافر".. تفاصيل خدمة رسمية لتوفير الأدوية الناقصة (رابط وبيانات)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8-7-2024 في المنيا    احتفالات الأطفال بالعام الهجري الجديد.. «طلع البدرُ علينا»    دعاء في جوف الليل: اللهم يا صاحب كل غريب اجعل لنا من أمورنا فرجًا ومخرجًا    هل العمل في شركات السجائر حرام؟ مبروك عطية يجيب (فيديو)    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلتي جزاء الزمالك أمام الإسماعيلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن علاج العَرض.. وعلاج المرض
نشر في الوطن يوم 01 - 09 - 2014

لا شك أن أهم ما يهدد ويعيق مسيرة التنمية بمصر هى الأفكار.. فالإرهاب فكر، والتعصب ورفض الآخر فكر، والفساد هو أيضاً فكر، والتنمية الحقيقية لن تتحقق إلا بدحر تلك الأفكار المريضة، لا حَمَلَة ألويتها من الأفراد والجماعات وحسب، ومهما بلغت نجاحاتنا فى السيطرة الأمنية ومنع التفجيرات وحل الجماعات الإرهابية وملاحقتها أمنياً، فإنها فى النهاية نجاحات فى السيطرة المؤقتة على الأعراض الظاهرة للمرض الذى سوف يستمر فى نهش جسد الوطن المنهك، وينخر فى عظامه، طالما تناسينا أو تعامينا عن مواجهة حقيقة أن التعامل الأمنى مع الإرهاب هو فقط وسيلتنا لمواجهة أعراض مرض التطرف، ولن يكون أبداً الوسيلة لاجتثاث الفكر الظلامى من المجتمع، ولا بد أن نقر بأن دور الأمن هو حماية المجتمع من الأخطار الوشيكة المحدقة، ولكن التخلص بشكل نهائى وبات من أخطار الفكر الظلامى لن يأتى إلا عبر سلاح وحيد، وهو سلاح الثقافة والفنون، فالثقافة والفنون هما أمضى سلاح فى مجابهة بذور التطرف، وهما المفتاح للتفكير السليم وقبول الآخر.
لذلك هالنى ما قرأته عن مقدرات وزارة المالية فى مصر -ذلك البلد الذى لن يستقيم التفكير فى أى مستقبل له، دون اعتبار الاستثمار فى الثقافة أولوية قصوى، واعتبار معركة التنوير ضد الظلاميين هى «أم المعارك»- هالنى أن أعرف أن الموازنة للخدمات الثقافية لعام (2013 -2014) لا تتعدى 0.23٪ من الموازنة العامة للدولة، وأن نصيب الفرد من الثقافة لا يتعدى جنيهين وثمانين قرشاً سنوياً! أضف إلى هذا عزيزى القارئ انخفاض عدد المسارح من 48 مسرحاً إلى 40 خلال أربع سنوات فقط (من 2007 إلى 2011) إلى جانب العدد الكبير من دور العرض السينمائية التى تحولت مؤخراً إلى مولات ومتاجر وخلافه.
وإذا أخذنا فى الاعتبار أن ما يتم إنفاقه فعلياً على النشاط الثقافى والفنى لا يتعدى 17٪ من موازنة وزارة الثقافة (بعد استبعاد نفقات الصيانة للمبانى والمنشآت ومرتبات العاملين وخلافه) فإننى أحسب أن هذه الأرقام هى الإجابة الشافية لتساؤل شاعرنا الكبير صلاح عبدالصبور: «كيف ترعرع فى وادينا الطيب هذا القدر من السفلة والأوغاد».
إن الانسحاب شبه الكامل للدولة من الحقل الثقافى وترك مجتمعنا نهباً للأفكار المريضة المقبلة من بلاد بترولية عدة مع عود جحافل ال«مُعارين» إلى مصر مشبعين بأفكار الوهابية وابن تيمية شديدة التطرف، وانتقالهم من طبقات معوزة مادياً غير قادرة على التأثير إلى طبقات أعلى ذات تأثير قوى فى المجتمع، أدى إلى بيئة شديدة الخصوبة لأفكار التطرف والإرهاب.
لا بد من أن تعتبر القيادة السياسية لمصر إذا أرادت حقاً أن تقضى على مرض التطرف، لا على تسكين أعراضه فحسب أن توجه كل طاقات الوطن إلى إعادة التنمية الثقافية وأن تضعها على قمة الأولويات، وأن تدرك أننا فى سباق مع الوقت، لأن فى كل يوم نتجاهل فيه أساس كل المشاكل، وهو الجهل والتطرف، سوف ندفع ثمنه غالياً من تفجيرات وضحايا أبرياء، دعونا نبدأ الآن وفوراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.