بيت واحد يجمع ثلاثة مرشحين لا تخرج من بينهم اختيارات الأقباط في مصر، أحمد شفيق وعمرو موسى وحمدين صباحي، أسرة جان جبرة، التي تنتمي للعقيدة الكاثوليكية، يجمعها منزل واحد وتفرق بين أفرادها انتخابات الرئاسة، قرر الأب انتخاب أحمد شفيق، بينما أصرت الأم وابنها على انتخاب عمرو موسى، وعلى جانب آخر ما زال أندريه الابن الأكبر حائرا بين حمدين صباحي وعمرو موسى. يبلغ أندريه من العمر 28 عاما، ارتبك موقفه السياسي بعد قرار البرادعي بالانسحاب من السباق الرئاسي ليقف حائرا بين حمدين صباحي وعمرو موسى "أصل صباحي برنامجه عظيم وعمرو موسي عنده خبرة سياسية كبيرة". أندريه يعمل في مجال التنمية البشرية، ولم يستطع المشاركة في الثورة إلا يوما واحدا "عشان برده لازم أراعي أهلى اللي بيقلقوا عليا"، أيام الثورة لم يسمع عن أي كنيسة تصدر أوامر بعينها للنزول إلى الميدان أو العكس "كان لما حد بيسأل بيقولوا لو شايف مصلحة البلد في نزولك انزل". أول مرة يسمع فيها عن توجيهات سياسية صريحة من الكنيسة كانت في انتخابات مجلس الشعب، رغم أنه لم يجد أبدا في كنيسته من يدعو لانتخاب شخص بعينه، لكنه يعلم جيدا من خلال أصدقائه أن بعض الكنائس دعت لانتخاب "الكتلة المصرية" بشكل صريح في مجلس الشعب "كانوا بيقولوا انتخبوا اللى شايفينه أصلح بس اللي مش قادر يقرر ينتخب الكتلة"، ويبرر أندريه هذا بأن الكتلة كانت الأكثر اعتدالا فهي لا تتمتع بالتعصب الديني "وأحسن الوحشين". صحيح أنه شخصيا ذهب لانتخاب "الكتلة المصرية"، لكن هذا كان مدفوعا باختياراته الشخصية وليس بتوجيهات الكنيسة "اخترتهم رغم إن أنا كنت متأكد أنهم مش هيكسبوا، بس هم الأفضل"، وأبدى أندريه سعادته بفوز أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات البرلمان "عشان الناس تعرف حقيقتهم قبل انتخابات الرئاسة"، على حد قوله. يؤكد أندريه أن الكنيسة لا تحاول نهائيا التأثير على اختياراتهم السياسية الآن "أو على الأقل الكنائس اللي بروحها، كنيسة البازليك وآل يسوع"، ويبرهن على ذلك بأن بيته "يحتوي ثلاث اختيارات مختلفة". يذهب أندرية دائما إلى قداس يوم الأحد، ويؤكد أن البابا يتطرق إلى "موضوع الانتخابات" في أقل من دقيقة منبها على شيء واحد "وهو إن إحنا نقرأ كويس عن المرشح قبل ما ننتخبه"، ولا يذكر البابا اسم أي مرشح بعينه "حتى لو سألناه بشكل مباشر"، أندرية يجد هذا مثاليا ويتوافق مع إيمانه الشديد بفصل الدين عن السياسة. كانت أمنيته أن ينتخب البرادعي فهو الاختيار الأمثل من وجهة نظر، "الرئيس دي وظيفة إدارية عشان يتابع الناس اللي تحت إيده بتعمل إيه والبرادعي إداري شاطر"، يرى أندريه أنه الآن في مأزق وعليه اختيار بين حمدين صباحي وعمرو موسى، "الحلو في صباحي أنه يعلم أن دوره إداري ودائما يقول أسماء الخبراء الذين استعان بهم في وضع برنامجه"، وينتقد أندريه المرشحين الذين يرددون دائما اعتمادهم على خبراء في وضع برنامجهم دون ذكر أسماء محددة. أما عمرو موسى فتاريخه السياسي هو الذي دفع أندريه للتفكير فيه كرئيس محتمل "وعلى فكرة هو مش فلول لأنه اعترض على الكثير من أعمال النظام السابق". وحول فكرة سيطرة التيار الإسلامي على انتخابات الرئاسة علق أندرية قائلا "كلهم مسلمين"، لكنه استنكر من تشدد أنصار أبو إسماعيل "يعني الناس دي كلها عرفته وحبته في الفترة القصيرة دي". كل ما يتمناه أندريه أن يجد رئيسا ينهض بأحوال البلد "خاصة الاقتصادية" فهي الأهم الآن من وجهة نظره.