يقف على متن العبارة بشموخ كبير، ينظم صفوف المصريين العائدين من ليبيا، ويطمئن عليهم، حتى يلبى رغباتهم، يبتسم فى وجههم، ويقول لهم: «حمداً لله على السلامة، فى أطهر بقاع الأرض»، بهذه الكلمات استقبل عم مصطفى أحمد، أحد أفراد طاقم العبارة «عايدة 4»، التى انطلقت من الأراضى المصرية، منذ 10 أيام، 284 مصرياً، كانوا عالقين على الحدود التونسية الليبية. وقال عم مصطفى، صاحب الستين عاماً، الذى يعد من أقدم أفراد طاقم العبارة: «خدمت فيها أكثر من 15 سنة، وغلاوتها عندى من غلاوة أولادى وأسرتى، وقضيت فيها ومعاها وقت، أكبر من أى شخص، حتى أكتر من الوقت اللى بقضيه مع أسرتى وأولادى». وأضاف: «لما سمعنا أخبار أن فيه مصريين عالقين على الحدود التونسية - الليبية، شعورى كمصرى، خلانى أتمنى إنى أروح أجيبهم بنفسى، ولما سمعت خبر إننا طالعين تونس، عشان نجلى المصريين إلى وطنهم، شعرت بالفخر، وحسيت إن ديه أكتر مهمة وطنية ممكن نعملها». وتابع: «أول ما قابلنا المصريين فى تونس، عينى دمعت، لقيت فيهم أخويا وابن عمى وابنى، اللى اتبهدلوا وساعتها كان لازم إحنا نخفف عن بعض، ونخدمهم بكل ما نملك من طاقة». واستكمل: «أنا مش هاخد أجر الرحلة ديه، عشان شعورى إن الواجب، اللى اتعلمته على السفينة، من أكتر من 15 سنة، واجب خدمة الوطن، والمواطنين، ولو اضطريت إنى آخد الفلوس، هتبرع بيها لمصر». وبتأثر شديد قال: «لو أقدر أروح أجيب باقى المصريين، اللى موجودين جوه ليبيا، هروح وآخدهم، وأنا عارف إن مصر، عمرها ما هتقصر معاهم، ولو كان فيه أكتر من 1000 شخص عالقين فى تونس، كنا مستعدين نرجعهم، حتى لو هنفديهم بأرواحنا». الأخبار المتعلقة «عايدة 4» تعيد 248 هارباً من جحيم ليبيا إلى الإسكندرية العائدون يسجدون على أرض ميناء الإسكندرية.. ويهتفون «تحيا مصر» السيد أحمد: «بلدنا حاربت عشانا وهشتغل فى مشروع قناة السويس» ياسر السيد: «خروجى من بلدى غلطة وأخدمها ولو من غير فلوس» صالح العويطى: «لما قابلت المسئولين قلت مصر اتغيرت وبتخاف على عيالها» خلف: «سرقوا شقا 5 سنين غربة وفرحان إن بلدى قدرت تحمينى» «مصر للطيران» تنظم 3 رحلات جديدة إلى مطار «قابس» التونسى لإجلاء 700 من العالقين على الحدود