سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أم يونس»: اتقى ربنا فينا مادة (8) يقوم المجتمع على التضامن الاجتماعى. وتلتزم الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير سبل التكافل الاجتماعى، بما يضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين، على النحو الذى ينظمه القانون.
مع حلول موسم الحج كل عام، تشتاق نفس «أم يونس» لزيارة بيت الله الحرام، وقبر حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام، لكن هذه المرة تربط فى حديثها بين هذه الأمنية والرئيس المقبل، قائلة «الدعوة الأولى عند مشاهدة الكعبة لأول مرة، مستجابة، ولو جه رئيس وطلّعنى أحج فأول دعوة هتكون من نصيبه». وتوضح السيدة «أم يونس» أنها تعتز باسم ولدها لأنه على اسم النبى الذى نجاه الله من الحوت، وتعلم أن الله سيحقق لها أمنيتها على يد رجل ربما لا تعرف اسمه لكنها متأكدة أنه «يعرف ربنا»، وتضيف «أهل المنطقة اتبرعوا لى أكتر من مره عشان أحج بس مبرضاش لأنى متعودتش آخد حاجة من حد، بس لو جت من بلدى هقبلها عشان ده حقى عليها، أنا مبطلبش حاجة أكتر من إن ييجى رئيس يعرف ربنا بجد، ويخلينى أشوف الكعبة قبل ما أموت». «نفسى ييجى ريس يوعد وميخلفش ولا يغيره كرسى، ويساعد الناس الغلابة اللى زيى عشان يشوفوا بيت ربنا، دى أكتر حاجة محتاجة لها وبعدها أموت ميهمش»، بهذه الكلمات تحدثت السيدة الخمسينية التى تبيع الخضار على «فرشة» بالشارع وترفع رأسها إلى السماء، لتدعو الله قائلة «الحمد لله على كل حال، يا رب أنا راضية بقسمتى ونصيبى ومش زعلانة إنى ست غلبانة بتجرى على أكل عيالها، ولا الظلم اللى الواحد شايفه فى البلد، كل اللى باطلبه هو رئيس كويس يحكم بلدنا بالعدل ويخلينى أشوف الكعبة وقبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام». وبعيون دامعة، تروى «أم يونس» حكايتها وتقول «فى عهد عبدالناصر كنت لسه صغيرة، ولما كبرت إخواتى جوزونى وربنا رزقنى ب 5 عيال، وبعدها أبوهم مات وسابنى، ملقتش قدامى غير إنى أقعد على فرشة خضار وأكلهم من غير ما أقول لحد هات»، مضيفة «أيام السادات مقدرش أنساها على قد ما كنت غلبانة برضه، بس الأيام كان فيها بركة ولما كنت أعرف إنه هييجى يزور مكان كنت أقف أستناه عشان أقوله إنى نفسى أروح الكعبة، لكن مكنتش بعرف أوصله، ولما جه مبارك طول ال30 سنة مكنتش باشوفه إلا فى التليفزيون، لحد ما قامت ثورة 25 يناير وجالى بعدها كل الأمل إننا هنختار رئيسنا، الريس اللى هيحقق حلمنا، وشفت بعدها أيام سواد من مرسى والإرهابيين اللى معاه والناس مبقاش معاها فلوس ومصر كانت بتضيع، بس دلوقتى بعد ما مرسى بقى فى السجن الأمل رجعلنا تانى، والرئيس اللى جاى عمره ما هيقدر يضحك علينا تانى زى اللى ضحكوا علينا قبله». تخرج «أم يونس» يومياً فى الصباح الباكر للعمل فى الشارع، وتقول «بقالى أكتر من 27 سنة ببيع الخضار اللى ربيت عيالى منه على الأخلاق وعزة النفس، الفرشة دى هى اللى كبرتهم وخلتهم بقوا رجالة بيحموا بلدهم، عيالى كلهم دخلوا الجيش وفدا الوطن، بس المهم إن مصر تفضل أم الدنيا اللى كل الناس بتتعلم منها، ومنديش فرصة تانى إن حد يدخل يفرق بينا، ونختار رئيس يحمينا ويحفظ بلدنا ويحقق العدل بينا، ميبقاش ناس بترمى أكلها عشان مش عاجبهم وناس محتاجة للقمة». وعبرت «أم يونس» عن حالة الرضا التى ملأت قلبها، قائلة: «حالى أحسن من حال ناس كتيرة والواحد بيحمد ربنا على الستر وحب الناس ليَّا، جيرانى فى المنطقة بيحبونى ولما بتعب بيسألوا عنى لما بيلاقونى اختفيت ولما يشوفوا واحد من عيالى يقف بدالى على الفرشة يسألوه عليَّا، ودى عندى بالدنيا كلها».