ينقل الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، مدير مكتبة الإسكندرية، بعض المواقف التي جمعته بالرئيس الأسبق حسني مبارك، عندما كان سكرتيرا لرئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة، (1985- 1992)، عبر مذكراته «الرواية.. رحلة الزمان والمكان»، الصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، ومنها حكايات ينقلها عن علاقة الراحل بالرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات. وقال «الفقي»: «ربطتنى بالرئيس الأسبق مبارك علاقة عمل طويلة، ولا بد أن أعترف أنه إنسان صلب وقوي، وفي ذات الوقت بسيط للغاية، ويمكن مناقشته في كل الأمور شريطة الجدية والإلمام الكامل بالموضوع، وقد كان يسترسل كثيرا في ذكريات خدمته الجوية والقيادات التي عمل معها مثل الفريق مدكور أبو العز، والفريق علي بغدادي وغيرهما من قيادات الطيران». وأضاف المفكر السياسي: «ولاحظت أنه صاحب تاريخ يحفل بالترقيات الاستثنائية وعمليات التصعيد المستمرة، وقد ألتقاه الرئيس عبدالناصر وكان مديرا للكلية الجوية في بلبيس، وسأله عما يفعله، فرد أنه قام بتخريج دفعتين من الطيارين بعد النكسة، في ذات اليوم أصدر الرئيس عبدالناصر قرارا بتعيين مبارك رئيسا لأركان القوات الجوية، وكان الأخير- رحمه الله- يعتز بذلك كثيرا». وتابع: «ويردد دائما أنه فخور لأنه موضع ثقة الرئيسين عبدالناصر والسادات، كل في مرحلته، وكان يقول لي أن المشير عامر القائد العام قال في إحدى خطبه إن المقدم طيار مبارك من القوات الجوية يقوم بطلعتين على جبال اليمن في اليوم الواحد في تأكيد على بسالته وتفانيه في العمل». وعن موقف آخر يستكمل الدكتور مصطفى الفقي: «وقد أرسل الرئيس عبدالناصر يستدعي مبارك ذات يوم أثناء حرب الاستنزاف، وحضر إلى منزل الرئيس في منشية البكري وسأله الرئيس عبدالناصر عن أسباب سقوط بعض الطائرات، وأوضح له مبارك أننا نتكبد خسائر كبيرة في المعارك الجوية نظرا لعدم وجود حائط صواريخ، وقد أبدى الرئيس عبدالناصر تفهمه واقتناعه بوجهة نظر اللواء طيار حسني مبارك، وبدأ في الإعداد لمرحلة جديدة في الدفاع الجوي».