هدأت الأوضاع، والتزم كل مواطن بيته مع حلول الظلام وزيادة برودة الطقس، خصوصاً في تلك القرية النائية التي تقع في أحضان الجبل، حيث أنّ أهالي القرية ينامون مُبكراً كل يوم، ويستيقظون مبكراً للذهاب إلى عملهم في الأراضي الزراعية، التي تعد مصدر رزقهم الوحيد، ومن لم ينم يجلس ليشاهد التلفزيون برفقة أسرته، بعدما أغلقوا باب منزلهم عليهم للهرب من الصقيع، إلى أن قطع ذلك السكون صوت مشاجرة واستغاثة سيدة تصرخ بوجود حرامي، يحاول سرقة دراجة بخارية، متوقفة أمام أحد منازل القرية. وما هي إلا لحظات قليلة وخرج عشرات الشباب والرجال من منازلهم، ليجدوا أحد جيرانهم يتشاجر مع شاب، ويتشبث به بشدة، فيما يحاول الثاني الفرار، فأخبرهم أنّ يمسكوه جيداً، حيث قام بضبطه بينما كان يحاول سرقة دراجة بخارية من أمام المنزل، فهرع الجميع وأمسكوا بذلك اللص وأبرحوه ضرباً، وقاموا بربطه بأحد أعمدة الإنارة، لحين تسليمه إلى الأجهزة الأمنية، بعدما تلقى علقة ساخنة، وسط هذه الأجواء الباردة. تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي اللواء رمزي البسيوني المزين، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطاراً من العميد أسامة أبو طالب، مأمور مركز شرطة إطسا، يفيد بورود بلاغ من أهالي «عزبة علاق»، بتمكنهم من الإمساك بلص خلال محاولته سرقة إحدى الدراجات البخارية من أمام أحد المنازل بالقرية. وتبينّ من التحريات الأولية، التي أجراها الرائد أحمد الشريف، رئيس مباحث مركز إطسا، أنّ أهالي القرية أمسكوا باللص أثناء محاولته سرقة الدراجة البخارية الخاصة بأحدهم، مستغلاً سكون الليل وخلو الشوارع من المارة، فأمسك به أحد الأهالي وما أن استغاث بالجيران تجمع العشرات فوراً، وأبرحوا اللص ضرباً، ثم ربطوه في عمود إنارة، واتصلوا بالشرطة التي جاءت إلى القرية وتسلمت المتهم، واقتادته إلى مركز شرطة إطسا، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، حيث تم تحرير المحضر اللازم للعرض على النيابة العامة التي تولت التحقيق.