تحدث خطباء الجمعة بكفر الشيخ، اليوم، عن دوام الطاعات بعد شهر رمضان، مؤكدين أن العبد يجب أن يكوم ربانيًا وليس رمضانيًا. وقال الشيخ شعيب صقر، في خطبته بمسجد الزهور بمدينة كفر الشيخ، انتهي شهر رمضان المبارك وانقضت أيامه وودعه المسلمون وقلوبهم مازالت آسفه لفراقه ورحيله، وربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، فهنيئا لمن قام بصيامه وقيامه. وأضاف صقر، أن المتأمل في حال الكثير من المسلمين بعد رمضان يجد الفرق شاسع، والبون البعيد، ويجد الناس قد عادوا إلى سيرتهم الأولي بعد انقضاء رمضان وكأنهم بعملهم هذا يعتقدون أن الله رقيب عليهم في رمضان وغائب عنهم بعد رمضان، كما قال تعالى: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض"، ولكن المسلم الحق الذي يعلم أن رب رمضان هو رب كل الشهور والأعوام تجده دائم الصلة بالله، ومستمر على الطاعة، وسائر العبادات فهنيئا لهذا، فقد تقبل الله طاعته ولقبول الطاعة علامات منها المداومة علي الأعمال الصالحة وأن يوفق العبد لطاعة بعدها وأن يخلص العبد في عبادته لله لا يشرك فيها أحداً من خلقه والخوف من عدم القبول وعدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى. وأكد الشيخ عبد الناصر بليح، في خطبته بمسجد السلام بقرية صندلا، أن هناك علامات لقبول منها رسوخ العقيدة لدي المسلم والإيمان بالغيب والإيمان بما جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم، ومِمّا يَجِبُ التَّصْدِيقُ به عَذابُ القَبْرِ لِلْكافِرِ ولِبَعْضِ عُصاةِ الْمُسْلِمِينَ، فقالَ الإِمامُ أَبُو حَنِيفَةَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ فى الفِقْهِ الأَكْبَرِ "وضَغْطَةُ القَبْرِ وعَذابُهُ حَقٌّ كائِنٌ لِلْكُفّارِ ولِبَعْضِ عُصاةِ المُسْلِمِينَ". مضيفا َلا يَجُوزُ إِنْكارُ عَذابِ القَبْرِ بَلْ إِنْكارُهُ كُفْرٌ، قالَ الإِمامُ أَبُو مَنْصُورٍ البَغْدادِيُّ فِى كِتابِ الفَرْقِ بَيْنَ الفِرَقِ "وقَطَعُوا أَىْ أَهْلُ السُّنَّةِ والجَماعَةِ بِأَنَّ المُنْكِرِينَ لِعَذابِ القَبْرِ يُعَذَّبُونَ فِى القَبْرِ". وهَذا العَذابُ يَكُونُ بِالرُّوحِ والجَسَدِ لَكِنَّ اللهَ يَحْجُبُهُ عَنْ أَبْصارِ أَكْثَرِ الناسِ لِيَكُونَ إِيمانُ العَبْدِ إِيمانًا بِالغَيْبِ فَيَعْظُمَ ثَوابُه. ويَدُلُّ عَلَى كَوْنِ العَذابِ بِالرُّوحِ والجَسَدِ وأشار "بليح" عَنْ الحَياةِ البَرْزَخِية وما فِيها، يَقُولُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالى ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا (1۲4)﴾ سُورَةُ طَهَ. أَيْ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الإِيمانِ بِاللهِ تَعالى ﴿فِإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ أَيْ ضَيِّقَةً في القَبْرِ كَما فَسَّرَها النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّم. فيما أوضح الشيخ عماد بدير، خطيب مسجد آل عمران بقرية "أبوسكين" التابعة لمركز الحامول، أن الله يطيل في العمر ويزيد في الرزق بفعل طاعته، وأخصها صلة الأرحام، مشيرًا إلى أن مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله، هي كما وردت في آيات القرآن الكريم: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".