تواصل، أمس، العدوان الإسرائيلى المكثف على قطاع غزة وتبادل إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلى. وكثفت إسرائيل من غاراتها وقصفها المدفعى على قطاع غزة، حيث استهدفت فجر أمس مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما تسبب فى استشهاد 54 فلسطينياً فى القطاع ليرتفع العدد الإجمالى خلال 23 يوماً من العدوان الإسرائيلى إلى قرابة 1283 شهيداً وما يزيد على 7100 مصاب، فيما ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلى إلى 53 قتيلاً، وهى الحصيلة الأعلى منذ حرب لبنان عام 2006. وقالت حركة «حماس» إن فشل الأممالمتحدة فى حماية المدارس التابعة لها هو دليل عجز وخضوع أمام «العربدة الإسرائيلية». وفى الوقت ذاته، كشفت القناة الأولى الإسرائيلية عن مكالمة هاتفية مسربة بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أجريت يوم الأحد الماضى، طالب خلالها «أوباما» بوقف إطلاق النار فوراً ضد قطاع غزة، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى التساؤل عن المقابل الذى سيحصل عليه مقابل وقف إطلاق النار، وقال «أوباما» إنه يعتقد أن المقابل هو الهدوء حيث ستتوقف حركة «حماس» أيضاً عن إطلاق الصواريخ، بما يعنى أن الهدوء مقابل الهدوء. وأضاف «أوباما»: «فور أن يجرى وقف إطلاق النار، ستكون هناك مساحة لوساطة قطرية تركية خلال أسبوع على الأكثر، لبدء التفاوض للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار على أساس تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار عام 2012، إضافة إلى التزام إسرائيل بفك الحصار والقيود عن قطاع غزة»، وهو ما دفع «نتنياهو» إلى الرفض على الفور، مؤكداً أن تركياوقطر من أكبر الداعمين لحركة «حماس» وهو ما يعنى انحيازهما لها ولا يمكن الاعتماد عليهما. وأشار «نتنياهو» إلى أن اقتراحات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لوقف إطلاق النار كانت غير واقعية على الإطلاق وتعطى الأفضلية العسكرية والدبلوماسية لحركة «حماس». وأضاف «أوباما»: «أنا أعتمد على قطروتركيا، وإسرائيل ليست فى وضع يسمح لها باختيار الوسطاء»، فيما رد «نتنياهو» قائلاً: «أنا أحذر من أن حركة حماس تستطيع الاستمرار فى إطلاق الصواريخ واستخدام الأنفاق فى الهجمات الإرهابية»، وهو ما دفع «أوباما» إلى مقاطعته، مؤكداً أن الكرة الآن باتت فى ملعب إسرائيل، وعليها الالتزام بوقف كل الأعمال العسكرية ضد قطاع غزة. من جانبيهما، نفى البيت الأبيض ورئاسة الوزراء الإسرائيلية صحة ما ورد على لسان القناة الأولى الإسرائيلية بشأن المكالمة الهاتفية بين «أوباما» و«نتنياهو»، وقال السفير الأمريكى فى إسرائيل دان شابيرو، إنه استمع إلى التقرير الذى كشف عن المكالمة، مؤكداً أنه عار تماماً عن الصحة ولا أصل له، فيما كشفت القناة الأولى الإسرائيلية عن أن مصدر التسريب هو مصدر أمريكى داخل البيت الأبيض. وفى إطار جهود التوافق على وفد موحد لمناقشة وقف إطلاق النار فى القاهرة والمبادرة المصرية، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، إن تشكيل الوفد الفلسطينى الموحد مرهون بإعلان إسرائيل استعدادها للتهدئة وإرسال وفد للقاهرة. وأوضح «رأفت» أنه حتى الآن لم يتم تشكيل الوفد الفلسطينى الموحد للتوجه إلى القاهرة، نظراً لأن إسرائيل حتى هذه اللحظة لم تقبل لا تهدئة 24 ساعة ولا تهدئة 72 ساعة، ولم تقبل على الإطلاق بوقف إطلاق النار، وبالتأكيد لن يذهب الوفد الفلسطينى، لأن العدوان ما زال مستمراً. وأضاف: «لا معنى على الإطلاق لإرسال وفد فلسطينى إلى القاهرة بدون أن يكون هناك أيضاً بمقابله وفد إسرائيلى من أجل أن يتم التوصل عبر المصريين إلى فك هذا الحصار الظالم لشعبنا»، مشيراً إلى أن الجانب المصرى سيتنقل ما بين الوفدين الفلسطينى والإسرائيلى من أجل البحث فى كل المطالب الفلسطينية، مشدداً على أن كل الفصائل لديها استعداد للتشاور من أجل تشكيل الوفد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بالإضافة إلى حركتى «حماس» و«الجهاد الإسلامى». من جانبه، كشف وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى مساء أمس الأول، فى مؤتمر صحفى، عن أن «نتنياهو» طلب منه إعداد خطة لوقف إطلاق النار، وأضاف: «نتنياهو اتصل بى وطالبنى بالتجهيز لهدنة إنسانية فى قطاع غزة»، وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن تصريحات «كيرى» تأتى فى إطار الحرب السياسية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل بشأن عملية «الجرف الصامد» العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، لافتة إلى أن التصريحات تأتى بعد أن اتهمت الإدارة الأمريكية مسئولين إسرائيليين بنشر معلومات غير صحيحة بشأن مهمة «كيرى» خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة. وفى سياق متصل، دعا مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشئون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، القاهرة إلى سرعة إصدار الترخيص اللازم لنقل المساعدات الغذائية والدوائية الإيرانية إلى قطاع غزة. وقال «عبداللهيان»: «الدفعة الأولى من جرحى غزة التى تضم 57 جريحاً من الرضع والأطفال والنساء بانتظار طائرة الإغاثة الإيرانية لنقلهم بصورة عاجلة من مصر إلى طهران وتلقيهم العلاج اللازم.. وأول شحنة من المساعدات الإنسانية الإيرانية تقدر ب100 طن وكذلك قائمة الجرحى الفلسطينيين لتلقيهم العلاج فى إيران قد أرسلت إلى الخارجية المصرية ومكتب رعاية المصالح المصرية فى طهران». وأوصت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس، «نتنياهو» بالمبادرة إلى صياغة مشروع قرار فى إطار مجلس الأمن الدولى لإنهاء العملية العسكرية فى قطاع غزة. وقالت إذاعة «صوت إسرائيل» الإسرائيلية، إن الهدف من المبادرة هو دفع المصالح الإسرائيلية بنزع السلاح فى قطاع غزة وإعادة السلطة الفلسطينية للسيطرة على القطاع، مشيرة إلى أن الخارجية الإسرائيلية أكدت أن مثل هذه الخطوة ستقلل مدى الشرعية الدولية التى قد تنالها حركة «حماس» نتيجة العدوان الإسرائيلى. أكد محمد الضيف «أبوخالد»، القائد العام لكتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أن على العدو أن يعلم أن غزة أكثر صعوبة مما يتصور، ولا وقف لإطلاق النار إلا برفع الحصار ووقف العدوان. وفق موقع كتائب القسام على الإنترنت.