اتفق وفد فلسطينى يضم ممثلين عن حركة حماس أمس فى القاهرة على مطالب مشتركة سيتم تقديمها للوسيط المصرى من أجل الوصول الى تهدئة فى قطاع غزة، أبرزها فك الحصار عن القطاع المحاصر منذ العام 2006 ، حسب ما قال مسئولون فلسطينيون. وسيلتقى الوفد الفلسطينى الذى يضم ممثلين عن السلطة الفلسطينية التى يترأسها الرئيس الفلسطينى محمود عباس وممثلون عن حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة، وسطاء مصريين فى وقت لاحق . ومن المنتظر ان تمرر مصر المطالب الفلسطينية لاسرائيل التى امتنعت عن ارسال مفاوضين لها بعدما اتهمت حركة حماس بخرق هدنة لمدة 72 ساعة بعد وقت قليل من سريانها صباح الجمعة. وقال ماهر الطاهر عضو المكتب السياسى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لوكالة فرانس برس إن الفصائل الفلسطينية التى التقت فى القاهرة اتفقت على مطالب موحدة ابرزها "وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وفك الحصار بكل ما يترتب عليه من فتح المعابر". وأضاف الطاهر وهو عضو فى الوفد الفلسطينى أن المطالب الفلسطينية تتضمن أيضا «حقوق الصيد البحرى بعمق 12 ميلا بحريا وإطلاق سراح أسرى صفقة (الجندى الاسرائيلى الاسير المفرج عنه جلعاد شاليط) الذين اعيد اعتقالهم، وسراح نواب المجلس التشريعى». وصل إلى القاهرة أمس وفد من حركة حماس الفلسطينية قادما من الدوحة للمشاركة فى مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة التى تعقد بالقاهرة فى وقت لاحق، وينضم وفد حماس إلى الوفد الذى شكله الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن والذى وصلت مجموعة منه إلى القاهرة أمس الأول. وقد أفادت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولى بأن الوفد وصل من العاصمة القطرية الدوحة برئاسة عزت الرشق عضو المكتب السياسى للحركة و يضم 6 أعضاء آخرين. جاء ذلك فى الوقت الذى استشهد فيه 38 فلسطينيا على الأقل أمس، بينهم تسعة من عائلة واحدة، وأصيب العشرات فى قصف إسرائيلى جديد لقطاع غزة بعدما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو بمواصلة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) حتى بعد أن يحقق الجيش مهمته الرئيسية وهى تدمير شبكة أنفاق تمتد إلى داخل إسرائيل. وأكد أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أن ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين لقوا حتفهم فى قصف إسرائيلى استهدف مدرسة تابعة للأمم المتحدة فى رفح جنوب قطاع غزة. وأوضح أن القتلى من بين المدنيين الذى لجأوا إلى المدرسة هربا من القصف الإسرائيلي. وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع العدوان الإسرائيلى على غزة منذ ما يقرب من الشهر إلى 1708 فلسطينيا معظمهم من المدنيين. وأعلنت إسرائيل أمس مقتل جندى كانت تعتقد أن حماس أسرته فى غزة وأعادت نشر قواتها فى القطاع وأبلغت العديد من السكان بأن بإمكانهم العودة إلى منازلهم بعد أن دمرت أحياء بكاملها فى القصف المستمر منذ قرابة شهر. وقال الجيش الإسرائيلى فيما بعد إن جولدين الذى استدرجه مقاتلون لدخول نفق بعد مقتل اثنين من زملائه قتل أيضا فى الاشتباك. وقال اللفتاننت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش: النتائج على الأرض والأشياء التى عثرنا عليها جعلتنا نخلص إلى أنه قتل فى الهجوم الأول. وأضاف أنه تمت اعادة نشر القوات البرية فى قطاع غزة لكنه لم يقدم تفاصيل عن مواقعهم الجديدة وقال إن سكان عدد من الأحياء التى تم اخلاؤها يمكنهم العودة. وقال الجيش إنه عثر على أكثر من 30 نفقا وعشرات الفتحات وفجرها. وأضاف ليرنر نحن مستمرون فى المهمة للقضاء على هذه (الأنفاق) التى عثرنا عليها ونتوقع الانتهاء من هذا خلال فترة قصيرة من الوقت ربما خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة. وبدأت إسرائيل هجومها الجوى والبحرى على غزة فى الثامن من يوليو تموز لوقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود التى تشنها حماس ونشطاء آخرون ثم شنت هجوما بريا. ومن جانبها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، مسئوليتها عن قصف الحشود العسكرية المتوغلة على حدود غزة وقنص جندى إسرائيلى ردا على العدوان والمجازر المتواصلة على القطاع. وقالت كتائب القسام فى بيان عسكرى إنها قصفت الحشود العسكرية شرق مخيم المغازى (وسط القطاع) وفى أحراش كيسوفيم شرق خان يونس وقوة راجلة شرق رفح (جنوب القطاع) بقذائف الهاون. وأشارت إلى أنها قصفت تجمعا للأليات والجنود شرق بلدة جباليا شمال القطاع ب 8 قذائف هاون، واشتبكت معها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، كما تمكنت من قنص جندى وتفجير عبوة برميلية فى دبابة إسرائيلية فى هذه المنطقة. وبدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الاسلامى، أنها قصفت مدينة اسدود (شمال القطاع) ب3 صواريخ جراد وتمكنت من قنص جند يشرق حى التفاح (شرق مدينة غزة) وأصابته بدقة. وفى غضون ذلك، قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إن التواجد الإسرائيلى فى قطاع غزة وتدميرها الأنفاق خلال فترة الهدنة أمر غير مقبول. وأضاف مشعل فى مقابلة مع شبكة سى إن إن الإخبارية الأمريكية أن حماس لم ولن توافق على اتفاق هدنة يتضمن وجود قوات إسرائيلية فى غزة وتدميرها الأنفاق، مؤكدا علم الجانب القطرى بذلك، والذى نقل شعور حماس لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عن طريق وزير الخارجية القطري. وأكد مشعل أن الهدنة هى الهدنة لذا فأى تواجد إسرائيلى داخل القطاع يعنى تصعيدا، لأن القوات الإسرائيلية تعتبر داخل الأراضى الفلسطينية. وأكد مشعل أن حماس لم تضلل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ولم تضلل الجانب الإسرائيلى ، فالفلسطينيون يقاتلون بشرف. وقال: منذ البداية، أخبرنا الجميع أن هذا هو موقفنا، ونحن سنكون مسئولين عنه.