ما بين زغاريد السيدات وبكائهن، شهدت قرية أبوخليفة بمركز ومدينة القنطرة غرب، التابعة لمحافظة الإسماعيلية، أمس، مشاعر متناقضة يلفها الحزن، أثناء مراسم الجنازة العسكرية، للشهيد إبراهيم السيد، أمين شرطة، 45 عاماً، الذى اغتيل أمام منزله فى مدينة العريش. داخل مسجد أبوالمعاطى، التابع للقرية، تجمع المئات من النساء والرجال والشيوخ، والأطفال، امتلأ المسجد عن آخره، وصلى المئات بالساحة الخارجية بجوار محافظ الإسماعيلية، الذى تلقى عزاء الشهيد بنفسه. ابنا الشهيد، محمود السيد «17 عاماً»، وأحمد «18 عاماً»، طالبان بكلية الهندسة جامعة سيناء، طالبا قيادات الشرطة بمساعدتهما فى الدخول إلى كلية الشرطة وترك الهندسة للثأر لوالدهما، واستكمال مسيرته. وقال ابن الشهيد «أحمد»: أثناء وجود والدى أمام باب منزلنا بالعريش، حيث محل إقامتنا، فوجئنا ب3 عناصر ملثمة ومسلحة يتوجهون ناحيتنا، قاموا بإنزاله من سيارته الخاصة، وعندما حاولت الدفاع عنه والتصدى له، كتفونى وأبعدونى بالقوة، وأطلقوا 4 رصاصات بسلاح آلى على رأسه وتركوه جوارى، ثم لاذوا بالفرار. وأضاف وهو يبكى بحرقة: «قتلوه قدام عينى ولم أستطِع الدفاع عنه، مات بابا ومعرفتش أعمل له أى حاجة، غير إنى أصرخ من قلبى: منهم لله، حسبى الله ونعم الوكيل». «ماجدة»، زوجة الشهيد، طالبت بالقصاص العاجل، والقبض على الذين قتلوه، وإعدامهم على الملأ، قائلة: «ذنبه إيه زوجى، وأبو عيالى يموت الموتة دى، وقدام عين ابنه، احنا فى مصيبة، موت وخراب ديار». وقالت أمه: «لن تطفأ حرقة قلبى، إلا لما أشرب من دم الخونة الإرهابيين اللى قتلوه، ابنى حبيبى اللى كان بيصرف عليّا، كان كلمنى الساعة 3 العصر، واطمأن علىّ، وقال لى شدى حيلك يا ماما فى الصيام». وطالبت والدة الشهيد وزير الداخلية محمد إبراهيم بأن يستجيب لمطلبها، ويعين إخوته الشباب «تامر» و«عامر»، حتى يكملا المشوار، قائلة: «عايزاه يرد علىّ ويقول لى حاضر يا أم السيد، يا أم الشهيد اللى مات وحرق قلبك».