أكدت المؤلفة مريم نعوم أنها كانت تنوى تقديم تيمة السجن فى عمل درامى، قبل أن يعرض عليها المنتج جمال العدل تحويل مسرحية «سجن النسا» لفتحية العسال إلى مسلسل. وأشارت «مريم» فى حوارها مع «الوطن» إلى أنها لم تلتزم بالنص الأصلى للعمل، لأنها لا تترجمه، بل تقدمه من وجهة نظرها، وأضافت أنها زارت سجن النساء الحقيقى والتقت عدداً من السجينات والسجانين حتى تتعرف على طبيعة الحياة داخل السجن، وألمحت إلى أن قصص السجينات التى قدمتها فى العمل غير حقيقية، ومن وحى خيالها. ■ لماذا اخترت نص «سجن النسا» للكاتبة فتحية العسال لتقديمه؟ - المنتج جمال العدل هو الذى اختار نص مسرحية «سجن النسا»، وسألنى: هل يمكن أن تحوليه إلى مسلسل؟ فتحمست جداً لأن فكرة كتابة عمل عن «تيمة السجن» كانت فى تفكيرى منذ فترة طويلة، وكنت أستعد لها، ولكنى كنت فى حيرة هل أقدم سجن النسا أم سجن الرجال، لذا وافقت على الفور دون تردد، رغم أننى لم أكن قرأت مسرحية «سجن النسا» من قبل. ■ هل ذهبت إلى أحد السجون لمتابعة المعيشة هناك على الطبيعة؟ - عندما قرأت «سجن النسا» وقفت عند تفصيلة أن النص كان مكتوباً فى الثمانينات، ومعتمداً على فكرة المعتقلات السياسية أكثر، لذا ذهبت لسجن القناطر فاكتشفت أن السجن يختلف كثيراً عما كتب عنه سواء لفتحية العسال أو نوال السعداوى أو سلوى بكر أو غيرهن، وبالتالى كان يجب أن أعيد التفكير فى فكرة السياق العام للسجن، لذا جلست مع عدد من السجانات والسجينات، واستمعت لحكايات كثيرة، إلى أن اكتملت لدى الرؤية فيما سأكتبه فى «سجن النسا»، ولكن قصته لم تكن عن شخص معين، حيث كانت كل شخصيات العمل من خيالى، ولم نتحدث عن شخصيات حقيقية، ■ ولماذا غيرت فى أحداث المسرحية الأصلية ولم تلتزمى بشخصياتها؟ - عندما أعمل على نص من الصعب أن ألتزم به 100% لأننى لا أترجم النص، بل أستوعب كل ما فيه وأعيد تقديمه من وجهة نظرى، وأحياناً أضيف إليه، أو أجرى تغييرات تناسب نوع العمل الذى أقدمه. ■ وما وجه الاختلاف بين تجربتك وتجربة فتحية العسال؟ - فتحية العسال اعتقلت سياسياً فى فترة من الفترات فكتبت تجربتها فى نص مسرحى، ولكنى أنا لم أسجن من قبل، وبالتالى أخذت روح النص «سجن النسا» بالعالم الخاص به، والضغوط التى تمر بها المرأة، وقدمتها من وجهة نظرى. ■ لماذا ركزت على الجانب الجنائى وليس السياسى؟ - هذا كان اختيارى حين بدأت فى كتابة العمل، حيث قررت التركيز على المشاكل الاجتماعية، لأنها بطبيعة الحال تعكس الواقع السياسى، وعندما أدخل فى تفاصيل المجتمع وأرصد مشاكله بعمق، سينعكس ذلك بالضرورة على الواقع الاقتصادى والسياسى فى الفترة التى نتناولها، وبالتالى لست فى حاجة للحديث بشكل مباشر عن الوضع السياسى، بالإضافة إلى أن الأحداث التى طرحتها داخل العمل تبدأ عام 2000 وتنتهى فى نهاية 2010 أى قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011. ■ ولماذا لم تتطرقى إلى ثورة 25 يناير؟ - من الصعب فعل ذلك، فأنا غير مستعدة للكتابة عن الثورة، لأنى لم أستوعب كل ما حدث من يومها وحتى الآن، ولا أستطيع أن أكتب عن شىء غير مفهوم بالنسبة لى. ■ اتهم البعض المسلسل بأنه يشوه صورة المرأة لأن أغلب السجينات مسجلات آداب فما ردك؟ - العمل عن «سجن النسا» ومن الطبيعى أن كل النساء أخطأن وقادهن مصيرهن للدخول إلى السجن، لذا الناس التى تقول إن المسلسل يشوه صورة المرأة عليهم أن يعالجوا الأسباب التى أدت بها إلى هذا المصير. ■ لماذا تعمدت أن يكون العمل كاشفاً لما يحدث فى المجتمع من الجانب السيئ فقط؟ - لأنه لا يصح أن نخفى التراب تحت السجادة طول الوقت، بالإضافة إلى أن كل كاتب له طريقته، ولكنى فى هذا العمل تحديداً قررنا أن نكون مرايا للواقع، فهناك ناس يعانون معاناة رهيبة وكان يجب أن نلقى الضوء عليهم. ■ الألفاظ والحوارات التى استخدمتِها بين السجينات والسجانات كيف وصلتِ إليها رغم أنك من واقع اجتماعى مختلف تماماً؟ - اللغة كانت جزءاً من البحث عن كل ما يختص بسجن النسا، وكان جزءاً من الأسئلة التى طرحتها على السجانات أو السجينات عن بعض الكلمات التى يستخدمنها، وهل هناك لغة معينة يتحدثن بها أم لا، وهذا جزء من عملى. ■ رأى البعض أيضاً أن هناك جرعة من العنف والاكتئاب زائدة على الحد، فهل هذا مقصود أيضاً؟ «سجن النسا» أقرب للمسلسلات الواقعية، ولكن الواقع هو الكئيب وليس نحن، ومن الغريب أن البعض لا يستطيع تحمل دقائق من الكآبة على الشاشة، فماذا يفعل الناس الذين يعيشون هذه الحياة الكئيبة طول الوقت؟ ■ يبدو أنك تشكلين ثنائياً متميزاً مع المخرجة كاملة أبوذكرى بعد نجاحكما العام الماضى فى «ذات»؟ - «سجن النسا» هو التعاون الثالث مع «كاملة أبوذكرى»، وهذا يعود للتفاهم والثقة بيننا، حتى أن تفكيرنا أصبح قريباً من بعضه. ■ هل اختيار أسماء أبطال المسلسل له دلالة أم كان الأمر مجرد صدفة؟ - لم تكن صدفة رغم أنى بدأت قصة العمل بأسماء مختلفة، ولكن بعد أن عملت على الشخصيات وتطورت كان يجب أن أغير الأسماء حتى تتناسب مع الشخصيات. ■ من الممثل الذى لفت نظرك واستطاع نقل إحساسك بصدق من الورق إلى الشاشة؟ - أحمد داود الذى لم أتوقع أن يقدم شخصية «صابر» بهذا الشكل، رغم أن الشخصية على الورق مختلفة عنه تماماً فى الحقيقة.