بعد النجاح الذي حققه فريق عمل مسلسل «ذات» العام الماضي، قررت إحدي شركات الإنتاج استغلال ذلك النجاح، وتقديم عمل جديد بعنوان «سجن النسا» بنفس فريق العمل وهم: المخرجة كاملة أبوذكري والمؤلفة مريم ناعوم والفنانة نيللي كريم. وبالرغم من أن ذلك المشروع كان قد تم تأجيله أكثر من مرة بسبب مشاكل إنتاجية وعدم استكمال كتابة الحلقات، فإن فريق «ذات» قرر خوض التجربة وقام بالانتهاء من تصوير جزء كبير من العمل للمشاركة في الموسم الرمضاني القادم. عن المسلسل وأوجه التشابه والخلاف مع المسرحية المأخوذ عنها العمل تحدثت المؤلفة مريم ناعوم، قائلة: استوحيت من مسرحية «سجن النسا» التي كتبتها الكاتبة الكبيرة فتحية العسال فكرة السجن فقط، وقمت بكتابة العمل من جديد بشكل مختلف تماماً، ولم أطلع علي الحلقات التي كتبت من قبل ولا أعرف ماذا كتب فيها، ولكنني ذهبت إلي سجن النسا وجلست من عدد كبير من السجينات وسمعت قصصهن، وقمت بكتابة عمل اجتماعي معاصر يعكس مشاكل المجتمع في فترة ما قبل ثورة يناير. وأضافت: كانت الشخصية الرئيسية هي من وحي خيالي، والشخصيات الثانوية نماذج حقيقية رأيتهن في السجن، الذي كنت أعتقد أنه مكان أقبح مما هو عليه، فكان في مخيلتي أنه مكان غير آدمي مثلما نشاهد في الأعمال التليفزيونية وغيرها من الحكايات التي نسمعها ولكن حقيقة الأمر كانت عكس ذلك. وعن تعاملها مع كاملة أبوذكري، عن غيرها من المخرجين، قالت: تعاملت مع كاملة أبوذكري ومحمد ياسين فقط، ولكل منهما أسلوب وشكل وتعلمت الكثير من العمل معهما، ولكن مع «كاملة» نستطيع معاً أن نبني العمل ونطوره بالشكل المطلوب، فأنا لم أختر العمل معها في «سجن النسا» ولكن الشركة المنتجة أرادت استغلال نجاح مسلسل «ذات» الذي قدمناه معاً العام الماضي. قالت ناعوم: لا يوجد لدي مانع في عمل تعديلات علي السيناريو أكثر من مرة ما دام ينصب ذلك في مصلحة العمل، بجانب أن ثقتي في المخرج تجعلني أقوم بذلك دون تفكير. وبسؤالها عن تناول العمل الأحداث السياسية التي مررنا بها، قالت: «سجن النسا» عمل يشبه الدنيا التي نعيشها بكل مشاكلها وكآبتها، فنلقي الضوء علي أيام عصيبة مررنا بها، ومع ذلك فالسياسة داخل العمل في خلفية الأحداث، وليست هي البطل الرئيسي معي. وعن وجود المرأة كبطل أساسي في أعمالها، قالت: تناولنا لمشاكل المرأة في أعمالنا غير مقصود بشكل مباشر، ولكننا نشعر بمشاكلها بشكل أكبر وقربنا منها، بجانب أنه توجد أعمال درامية معظم أبطالها رجال، بل يأخذون مساحات كبيرة في أغلبية الأعمال الدرامية والسينمائية، وليس معني ذلك أن هناك هجوماً علي الجنس الآخر، نحن نلقي الضوء علي استغلال النساء من الطبقة الكادحة في المجتمع، فأنا من خلال هذا العمل أوجه اللوم علي المجتمع وليس الرجل لأنه أيضاً مجني عليه ويقع ضحية للظروف. وتحدثت «مريم» عن شعورها من ردود أفعال الجمهور، قائلة: أشعر دائماً بالخوف أثناء كتابة العمل والتحضير له، ولكن بمجرد مشاهدة رد فعل الجمهور واستحسانه للنتيجة يذهب ذلك الشعور، وهذا ما حدث العام الماضي مع مسلسل «ذات» أو «موجة حارة» بالرغم من مهاجمة الكثير للجزء الثاني من «ذات» الذي أخرجه الأستاذ خيري بشارة، فكان الهجوم عليه قاس لأنه في النهاية جاء لإنقاذ الموقف، وساهم في خروج العمل للنور، وكان من الطبيعي أن يكون هناك فرق بين الحلقات الأولي التي أخرجتها كاملة والأخيرة التي أخرجها بشارة لأنهما مخرجان مختلفان لكل منهما رؤية ووجهة نظر. وواصلت حديثها قائلة: «سجن النسا» عمل مختلف تماماً عن «ذات» أتمني أن ينال نفس النجاح الذي حققناه العام الماضي.