اعتبر قانونيون ونشطاء حقوقيون أن حكم محكمة الجنايات التى قضت أمس بالمؤبد لشخصين، و20 عاماً لآخر فى قضية التحرش بفتيات التحرير مناسب لحجم الجريمة التى ارتُكبت، ووصفوا الجريمة بالبشعة التى لم تُرتكب فى حق فتاة التحرير فقط، بل فى حق المجتمع المصرى بأكمله. ورحب الدكتور نبيل مدحت سالم، أستاذ القانون الجنائى فى جامعة عين شمس، بالحكم القضائى، قائلاً: «أرى العقوبة مناسبة للجريمة التى صدرت من الجناة إذا كانوا ارتكبوا الجريمة بالفعل، لأن الجريمة ليست بالمعنى الشائع أنها تحرش جنسى، بل هى جريمة هتك عرض مكتملة الأركان، وشروع فى اغتصاب»، وأضاف سالم ل«الوطن» أن العقوبة المستحقة فى جريمة هتك العرض مؤبد، وبالفعل وقعتها المحكمة. واتفق معه الدكتور محمود كبيش، أستاذ القانون الجنائى بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، فى أن العقوبة التى أصدرتها محكمة الجنايات تطبق على جريمة هتك العرض التى ارتكبها الجناة، قائلاً: «واقعة هتك العرض عقوبتها سجن مؤبد فعلاً إذا ثبت ذلك بالفعل، وحكم القضية ليس له علاقة بحجم الاهتمام الإعلامى الذى حازت عليه القضية، لأن الرئيس السيسى زار بنفسه الفتاة فى المستشفى». وتساءل كبيش، عن وجود حكم ب20 عاماً، قائلاً: «مش قادر أفهم يعنى إيه حكم ب20 سنة، مفيش عقوبة كده»، لكنه استدرك قائلاً، «قد تكون عقوبة عن تهمتين». وقال محمد زارع، الناشط الحقوقى، إن الحكم رادع بالفعل، وإن القضاء احترم حقوق الإنسان، وأضاف: «التحرش ظاهرة لا بد أن تختفى من مجتمعنا، والجريمة لها أبعاد كثيرة، حيث استغل المجرمون تجمعات فى ميدان له قدسية ومكانة خاصة عند المصريين».