أعماهما الطمع في الميراث، ونسيا سنوات طويلة قضاها الأب في التربية والرعاية والعناء للصرف عليهما حتى كبرا وأصبحا رجالا، ليأتي اليوم الذي تسول فيه نفس أحدهما ليمسك حجرا ويقذف به والده فيهشم رأسه من أجل الحصول على الميراث. ففي حادث مأساوي، تخلص شابان في المنيا من والدهما، بضربه بحجر علي رأسه، اليوم الجمعة، مما أدى إلى وفاته، بسبب خلافات على ميراث منزل بإحدى القرى التابعة لمركز المنيا. كان اللواء محمود خليل، مدير أمن المنيا، تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة المنيا، بورود إشارة من المستشفي العام بوصول «صلاح.ع.ع» 65 عاما، خفير نظامي بالمعاش، مقيم بقرية نزلة الفلاحين، التابعة لدائرة مركز المنيا، جثة هامدة، إثر تهشم في مقدمة رأسه وإصابته بارتجاج بالمخ. وبانتقال المقدم محمد منير، رئيس مباحث مركز شرطة المنيا والفحص، تبين أن المجني عليه تشاجر مع ابنيه محمد 30 عاما، يعمل بالكويت، ومصطفى 23 عاما، عاطل، ويقيمان بنفس القرية، وأثناء الشجار رطمه أحدهما بحجر جاري تحديده، مما أدى إلى إصابته في مقدمة الرأس ووفاته متأثرا بجراحه. تم نقل جثة المتوفى إلى مشرحة مستشفى المنيا العام تحت تصرف النيابة التي باشرت التحقيق. وأفادت التحريات الأوليه التي أجراها فريق البحث الجنائي أن مشادة كلامية وقعت بين الأب وابنيه وتطورت المشاجرة بسبب الخلاف على ميراث منزل، وأنه أثناء ذلك رطم أحدهما المجني عليه «الأب» بحجر مما أدى إلى حدوث إصابات بالغة في مقدمة الرأس وتهتك ووفاته عقب ذلك. حُرر عن ذلك المحضر اللازم وجرى القبض على المتهم الأول الابن الأكبر «محمد» أثناء تواجده داخل المستشفى العام بعد نقل والده إليها، فيما تكثف إدارة البحث الجنائي من جهودها لضبط شقيقه الهارب «مصطفى». وبالعرض على النيابة العامة، قررت التحفظ على الجثة لحين انتداب طبيب شرعي لمناظرتها وتوقيع الكشف الطبي عليها وتحديد الإصابات وكيفية ووقت حدوث الوفاة والأداة المستخدمة، كما كلفت النيابة إدارة البحث الجنائي باستعجال إجراء التحريات اللازمة لمعرفة الظروف والملابسات، والتصريح عقب ذلك بدفن الجثة.