كانت مصر حاضرة مع «داعش» من البداية، إذ إن وزير دفاعها الأول الذى قتل عام 2010، عبدالمنعم عزالدين بدوى، من سوهاج، هو أحد مؤسسيها، كما أن 3 مصريين أعضاء فى مجلس شورى الجماعة التى امتدت الآن من الرقة فى سوريا إلى الموصل فى العراق. وفى إطار الحرب المستعرة بين أيمن الظواهرى وأبوبكر البغدادى على قيادة الشبكة العالمية للجهاديين المسلحين، نجح الأخير فى أن يضم تنظيمات إقليمية وشخصيات كبرى بتنظيم القاعدة إلى دولته فى العراق والشام، إذ أعلن «أبوالهدى السودانى» فى اليمن انضمامه إليه، كما أعلنت «شبكة شموخ الإسلام» انضمامها ل«داعش»، وكشف عمر بكرى، القيادى السلفى اللبنانى، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى ال«الفيس بوك» أن دولة الإسلام فى العراق والشام «داعش» تضع على أجندتها سيناء، لأن «البغدادى» يعتبرها جزءاً من بلاد الشام. وفى إطار توسيع التنظيمات الإقليمية التى تبايع «البغدادى»، دعا 3 من قيادات «داعش»، المصريين فى فيديو نُشر على موقع «اليوتيوب»، أتباع الجماعات الإسلامية إلى الانضمام إلى الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وقتال الجيش المصرى. وسعى «البغدادى» لضم «أنصار بيت المقدس»، وكان هدفه استغلال التنظيمات الصغيرة كوسيلة سياسية فى إطار الصراع الدائر بينه وبين زعيم القاعدة أيمن الظواهرى. واستغل «البغدادى» التمويل، ووفر الدعم اللوجيستى لضم «أنصار بيت المقدس»، وفى تسريب لأحد التسجيلات لعادل حبارة اعترف أنه ذبح جنود رفح كهدية منه لأبوبكر البغدادى، وأنه تلقى 10 آلاف دولار كدفعة أولى من الدعم المالى. وفى فيديو آخر، دعا أحد أعضاء حركة «داعش» المصريين إلى الجهاد لتطبيق الشريعة قائلاً: «هيهات أن يطبق الإسلام فى مصر بغير جهاد طويل ومرير، لأن التجربة الديمقراطية أثبتت فشلها فى بلدان المسلمين، ولأنها فكرة مشوهة». وكشف موقع «لونج وار جورنال»، المهتم بالجماعات الإرهابية، عن فيديو ل«داعش» موجه إلى جهاديين فى سيناء، يدعوهم فيه إلى «التعاون من أجل إنشاء دولة الله، نحن وأنتم واحد»، وأكد أنه يجب عليهم الصبر لتحقيق مسعاهم، وأضاف: «الجهاد وسيلة تأسيس دولة الله». وتداول عدد من النشطاء فيديو للقيادى الإخوانى وجدى غنيم الذى هدد فيه الجيش ب«داعش» قائلاً: «بإذن الله اللى حصل فى العراق هيحصل فى الجيش المصرى، وما يحدث فى مصر حرب على الإسلام، والبركة فى الصليبيين فى مصر». ولا يعبر كل ما سبق عن وجود «داعش» فى مصر، إذ إن الدولة نجحت مؤخراً فى توجيه ضربة قاصمة ل«أنصار بيت المقدس»، كما ألقت القبض على أكثر من 260 من أعضاء السلفية الجهادية، الذين كانوا يجهزون لمجموعة من العمليات الإرهابية. ووفق القواعد العامة المعروفة التى قررها أبومصعب السورى فى كتابه «حرب العصابات»، فإن طبيعة الأرض، والشعب، والحركة، عناصر أساسية فى الدولة المرشحة للعنف، وعلى هذا فإن الأرض المستوية لا تنفع لحروب الخلايا، ولا الشعب المصرى الذى يكره التطرف سينصر عناصره، ولا الحركة التكفيرية التى فاقت فى تطرفها كل أفكار الجماعات فى مصر، ستكون قادرة على وضع قدم لها فى أرض النيل. مصر التى هزمت الإرهاب من قبل فى التسعينات، وهزمته الآن، ستهزمه بإذن الله، ولن تكون محطة فى يوم من الأيام لتنظيم التكفير والدم «داعش». الأخبار المتعلقة «داعش».. المؤامرة الأمريكية لتقسيم المنطقة مركز أبحاث كندى: التنظيم ليس إلا «أداة» لخدمة مصالح «واشنطن» حكايات لعب الكرة ب«رؤوس القتلى» فى «الدولة الإسلامية» «التنظيم».. من الانهيار والتفكك إلى دولة الخلافة هكذا انشأ ابن «القاعدة» العاق: معركة على الزعامة وسرقة «أسلحة».. وحتى تكفير «الظواهرى» دولة.. على «أطلال» الإمبراطورية العباسية «البغدادى» كما صنعه الأمريكان: عنيد.. انتهازى.. وقاسٍ لا يرحم