استضاف الإذاعي الراحل وجدي الحكيم، في 26 يوليو 1973، العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في برنامجه الشهير "منتهى الصراحة"، وتحدث العندليب فيه عن أسباب الخلاف الذي وقع بينه والملحن كمال الطويل في نهاية حياته، وعن علاقته بفريق العمل المساعد، والمطربين الذين يلفتون نظره. سأله الحكيم عن سر إصراره على تقديم أغانيه الجديدة في حفلات أمام الجمهور، فقال: "لو المطرب مكنش في أحسن حالاته سواء بيسجل أو على المسرح بلاش يغني، والمفروض يكون حريص على الأداء، ولو لقى نفسه مش قادر يؤدي أحسن أداء يوم الحفلة يعتذر". الحوار كشف فيه العندليب عن سر خلافه الشديد مع صديق عمره الملحن كمال الطويل، وأعرب عن حزنه لتصريحاته حول مقاطعته للوسط الفني والفنانين: "أنا زعلت من كلمة قالها، إنه زهق أو قرف من الوسط الفني، كلمة كبيرة إنها تطلع من إنسان زي كمال الطويل، لأن الفن هو اللي عمله، وكل علاقاته مع الفنانين، وهو بيعمل أغاني ويديها للإذاعات فا هو مضطر يتعامل مع الوسط اللي هو قرفان منه". وعن المنافسات التي انتشرت خلال فترة السبعينات، رفض عبد الحليم حصر منافسته مع مطرب بعينه، بل قال إن كل إنسان بيغني في الشارع منافس، وإن ما يهمه هو تطوير أغنياته والتفوق على نفسه: "يبقى إزاي مستكترين عليّ إني أبقى عايز أتفوق ع الآخرين"، وأكد أنه لم يلجأ للغناء الشعبي لركوب الموجة المنتشرة آنذاك "لكن ده كانت فكرة عندي أنا وبليغ حمدي إننا نحول الأغاني الفولكلورية لأغاني عصرية عشان الناس ماتنساش إن في فولكولور مستمد منه الأغاني دي"، مضيفا أن أحب الأغنيات الفولكلورية إلى قلبه "سواح". الإذاعي وجدي الحكيم حاول الاستفسار عن خلافات العندليب مع الملحن محمد الموجي، فأجاب: "لا يمكن أن يكون هناك أي خلافات من ناحيتي مع الموجي، لكن هو كان ساعات بيتصور أشياء وينشرها خلافات، لكن أنا لا يمكن أتخيل إن يكون فيه خلاف بيني وشخص بحبه وبديت طريقي معاه". وعن اقتصار تعاملاته على عدد من الملحنين بعينهم، أكد العندليب الأسمر أنه يجد أُلفة روحية مع الملحنين الذين يتعامل معهم مثل بليغ والموجي ومنير مراد والطويل وعبد الوهاب، وأنه حاول التعامل مع ملحنين آخرين مثل عبدالعظيم محمد، وإبراهيم رجب ولكنه شعر بأنه "زي الغريق، وحسيت إن مش دي المزيكة المتطورة". حليم نفى تماما أن يكون له أي تدخل في أي لحن يغنيه، وأن الشيء الوحيد الذي يفعله هو أن يطور أداءه ويضفي عليه شيئا جماليا: "مش معقول أنا اللي بادور على التطور في الأغاني، هلاقي جملة حلوة من الموجي أو بليغ أو الأستاذ عبد الوهاب وأغيرها أو زي ما بيقولوا أدخلها في قناة خاصة بي". فيما يتعلق بمشكلة تدخله في فيلم "أبي فوق الشجرة" شدد العندليب على أنه لم يتدخل بأي شكل من الأشكال في إخراج العمل، وأن دوره اقتصر على رأيه في السيناريو والقصة والأمور التقنية المتعلقة بالصوت مثلا: "أنا في البلاتوه كالكلب المطيع، واحد من العاملين في الفيلم"، مضيفا أن الأفلام التي أظهرت موهبته التمثيلية هي "حكاية حب، والخطايا، وأبي فوق الشجرة". سأله الحكيم عن المطربين الذي يلفت إنتاجهم نظره، فأجاب "محمد رشدي ومحمد قنديل"، وأكد أن الثنائي يستطيع أن يغني أغنيات الآخر، وأنه يمكن أن يتبادل بعض الأغاني مع قنديل كما حدث في أغنية "الغورية" التي غناها حليم قبله. العندليب في نهاية حواره، أجاب على عدة أسئلة حول رأيه في بليغ حمدي كمطرب، وأجاب: "كويس"، وعن الأشهر في عبدالحليم المطرب والممثل وأجاب: "عبدالحليم المطرب هو الباقي"، وترجى جماهيره التي تحضر حفلاته أن تمتنع عن التدخين داخل الصالة، لتأثيره الضار على صحته التي تمنى أن تدوم ليستمر في إسعادهم.