الخامسة عصراً، تحرك الشاب بسيارته نحو محطة البنزين، الأخبار تتوالى عبر الهواتف المحمولة تنبئ بتطبيق الأسعار الجديدة فى منتصف الليل، يسرع الشاب للحاق بآخر تفويلة، ليفاجأ بطابور انتظار طال أمام محطة البنزين الكائنة فى شارع اللاسلكى بمنطقة المعادى، تمر ساعة تلو الأخرى ويقترب ميعاد الإفطار، ينظر بين الحين والآخر، أمامه بدا الطابور ثابتاً لا يتحرك، وخلفه الأعداد تزيد والسيارات تتكدس. لا يرفض «عبدالرحمن» الزيادة «أنا مع الزيادة لتحرير البلد اقتصادياً بس مش لدرجة أنهم يزودوا ثمن البنزين 75 قرشاً مرة واحدة، ده غير أنها جاية فى وقت مش صح وفى شهر الناس كلها كفرانة فيه». خمس ساعات، الوقت الذى انتظره «عبدالرحمن» أمام المحطة «أول ما لقيت الأخبار بتزيد والحوار طلع بجد نزلت على العصر وقلت أفطر فى الشارع بس لازم أفول العربية آخر مرة قبل ما يزيد البنزين، المغرب أذن والمحطة قفلت وفضلت جوه العربية مستنى ساعتين لحد ما العمال فطروا، وجيه دورى أخيراً على التراويح»، مضيفاً: «الناس كانت بتموت نفسها على آخر اليوم عشان توصل لمكنة البنزين، ومحدش عارف هيعمل إيه فى الزيادة دى بعد كده». يرى «عبدالرحمن» أن زيادة الوقود كانت لا بد منها، لكن من وجهة نظره لديه حل آخر مناسب مع هذه الفترة، «مش معنى إنى مختلف فى القرار ده مع الرئيس السيسى إنى مختلف معاه فى كل حاجة، ده رجل الصعاب وقرار الزيادة كان لازم يحصل وفعلاً صح، بس كان ممكن يزود مثلاً ال92 بدل ما هو 1.85 يبقى 2.10، مقبولة ومبلوعة إنما الزيادة لما توصل 40% دى زيادة مستفزة»، مشيراً «فى النهاية أنا مش معترض على قرار الرئيس أنا معترض على خطة الحكومة فى رفع الدعم». اصطحب أطفاله معه للبنزينة، رحلة اعتادها كل يومين، لكنه هذه المرة تحرك قبل موعده، ليحصل على فرصته الأخيرة فى تفويل سيارته وفقاً للأسعار القديمة، تحرك الرجل بعد الإفطار بدقائق، فوجد طابوراً طويلاً استسلم له أشرف عبدالمقصود، مقررا «ولو هتسحر هنا برضه مش ماشى»، لم يؤرقه سوى وجود صغاره «هنا وآياد» معه، وقف «أشرف» من الحادية عشرة مساء إلى الثالثة فجرا، وبعد 4 ساعات قضاها كاملة فى أطول طابور بنزين، وصل ليفاجأ بمشرف المحطة يقول له: «آسفين شطبنا». لم يعلم «الرجل الثلاثينى» أن لعربته ربع النقل فائدة أخرى غير نقل البضائع «فرشت بطانية على ضهر العربية وقلت أنام شوية والعيال تلعب علشان ميزهقوش»، يعمل «أشرف» سائقاً على سيارته فى نقل البضائع حسب الطلب فى 6 أكتوبر، 4 ساعات كاملة قضاها «أشرف» فى البنزينة حاول أن يشغل وقته فأخذ يقرأ بعض آيات من القرآن الكريم ويكلم بعض زملائه ليعرف منهم أن الطوابير تملأ جميع المحطات الموجودة فى أكتوبر. «أيام مرسى كان فى طوابير ومكنش فى بنزين السنة دى فى طوابير بس البنزين غالى»، يعتقد «أشرف» أن حكومة المهندس إبراهيم محلب لديها خطة وأن هناك أسباباً مقنعة لرفع الدعم ستعرض علينا فيما بعد، حسب قوله، «الحكومة هتقطع من هنا وتوصل من حتة تانية»، ويقول «أشرف»: «يا ريت التموين سعره يقل ما دام الدعم اتشال من البنزين يبقى أكيد هينعكس على مرتباتنا والسلع التموينية». الأخبار المتعلقة: الحكومة والشعب فى «نفق الدعم» رئيس الوزراء: تحريك الأسعار هدفه العدالة الاجتماعية.. و«لن نخشى الصوت العالى» أسعار الوقود الجديدة.. ارتباك وغضب فى محطات البنزين المصرية للاتصالات: لن نرفع سعر الخدمات و«شركات المحمول»: ندرس القرار السائقون يضاعفون أجرة نقل الركاب.. واشتباكات فى مواقف السيرفيس وأسعار السلع تشتعل فى المحافظات «الإحصاء»: المواطن يتحمل من 2 إلى 7% زيادة فى تعريفة المواصلات بعد رفع أسعار الوقود المصانع ترحب بزيادات الوقود وتتعهد بعدم رفع الأسعار جمعيات النقل ترفع تعاقداتها مع الموردين 15% رداً على القرار «الببلاوى»: رفع أسعار الوقود هو «العلاج المر» لمواجهة عجز الموازنة «خبطتين فى الراس توجع»: كهرباء وبنزين ولا عزاء ل«محدودى الدخل»