يؤكد المسئولون عدم وجود أزمة فى البنزين، بل ويزعمون أن السوق به فائض، لكن التصريحات الرسمية لم تنجح في إقناع الناس، لأن ما يعيشونه يوميًا على أرض الواقع، حيث محطات الوقود المكدسة بالسيارات أو شبه المغلقة شاهد عيان، ومن ثم فإن هذه التصريحات تذكرهم بنفس أداء حكومة مبارك فى مثل هذه الأزمات. العاملون في محطات الوقود يؤكدون أن الكميات لديهم تنفذ فى الساعة العاشرة صباحا، وعليهم أن ينتظروا حتى الساعة الثانية صباحا حتى تأتي إليهم سيارات الشركات المحملة بالوقود، والزبائن أكدوا إختفاء البنزين والسولار والمازوت فى محاولة من الحكومة لتعطيش السوق ورفع الأسعار بعد أحاديث طويلة عن رفع الدعم عن البنزين. وبرغم تأكيد المهندس عبد الله غراب ،وزير البترول، فى مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزاري لمناقشة أزمة البنزين، أن الأزمة الحالية ناجمة عن شائعات بأن الحكومة سترفع أسعار البنزين والسولار، نزولا على مطالب صندوق النقد الدولي الذي تقوم بعثة ممثلة له بزيارة مصر، فإن الشارع المصري له رأي آخر. قال طارق محمود، سائق تاكسي، "لو أزمة البنزين فعلا عبارة عن إشاعات مفروض يبقى فيه بنزين فى المحطات"، مضيفا "أنا فضلت يومين أبحث على محطات البنزين فى المعادي ووسط البلد وكوبري القبة علشان أملى بنزين مفيش، طوابير 30 متر وزحمة غريبة، يا إما محطات قافلة وبتقول البنزين خلص الصبح ، مفيش غير النهاردة، لقيت محطة فى المعصرة فيها بنزين، لكن كنت وقفت فى الطابور حوالي ساعة ونصف على ما جاء دوري". وأكد وائل ممدوح، موظف، أن الحكومة فى خطتها لرفع الدعم عن المواد البترولية قامت بتعطيش السوق ثم ستطرح البنزين بوفرة ولكن بأسعار مرتفعة، وسيضطر الجميع لشرائه، قائلا "بنزين 92 ب175 قرش ، وبنزين 95 ب225 قرش ، مش عارف عاوزين يرفعوا الأسعار أكثر من كده أيه؟"، مضيفا "الحكومة بتلاعبنا ومش بتعلن بشكل واضح هي بتعمل أيه ، ويطلع الوزير يقول مفيش أزمة ، لو مفيش أزمة فعلا بيضخوا كميات زيادة ليه زي ما أعلنوا؟ ، ولو مفيش أزمة ليه المحطات مش موجود فيها بنزين وبتقفل؟، الحكومة دي ماشية بأسلوب كل الحكومات أيام مبارك ، يفتعلوا الأزمة ويقولوا الناس هي إللى غلطانة وبتطلع إشاعات ، مش عارفين ربنا هيتوب علينا إمتى". وأشار حسن عادل ،سائق ميكروباص، إلى أن البنزين والسولار مختفي تماما من محطات الوقود ، قائلا "أنا قعدت يوم من غير شغل وركنت الميكروباص تحت البيت لإن مفيش سولار ، والمحطات زحمة على آخرها "، مضيفا "المشكلة إن فيه عربيات فخمة بتروح تملى بنزين 80 علشان سعره 90 قرش ، فكانت قبل كده المشكلة في بنزين 80، بس دلوقتي المشكلة إن مفيش بنزين خالص "، وتابع "وبيقولوا إن المحطات بتخبي البنزين والسولار وبتبيعه للتجار بأسعار أعلى وهم يبيعوه فى السوق السوداء". ومن جانبه، قال أحمد فضل ،عامل بإحدى محطات البنزين بالمعادي، إن الأزمة فى تكالب الزبائن على المحطة ، مضيفا "الكميات إللى عندنا بتخلص الساعة 11 الصبح من الزحمة، وعربة البنزين بتيجي الساعة 2 الصبح وبمجرد ما تنزل البنزين بتبتدي المحطة تتزحم والإقبال كبير ، وبنوصل ل 11 الصبح بيكون كل البنزين خلص". وأشار محمد مجدي ،عامل بإحدى محطات البنزين بمصر الجديدة، إلى أن كميات البنزين التى تأتي المحطة أقل من المعتادة، قائلا " الكمية نسبيا أقل من المعتادة لإن فيه ضغط كبير على البنزين، والعربيات بتيجي متأخرة، فالدنيا بتبقى زحمة جدا فى المحطة، وفيه ناس بتجيب جراكن علشان تملاها بنزين وبيقولوا إن العربية فاضية تماما ومش نافعة تتحرك، بس طبعا ممنوع نملى جراكن" ، مشيرا إلى أن تلك ليست الأزمة الأولى للبنزين ، قائلا "قبل كده كتير حصلت مشاكل بسبب تأخر عربيات نقل البنزين، أو بيكون فيه ضغط على نوع معين من البنزين ، لكن أزمة بالحجم ده أول مرة تحصل".