قال الدكتور طارق عبدالحليم، القيادى بالتنظيم العالمى للجهاد، الهارب إلى كندا، إن ما أعلنه محمد العدنانى، المتحدث الرسمى لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، عن قيام الخلافة، هو «يأس عابث، وأمر لا حقيقة له ولا واقع»، مضيفاً، فى بيان أمس: «أبوبكر البغدادى، الذى أعلنه العدنانى خليفة للمسلمين، يستهين بحق الخلافة ويستصغر أمرها، ويجلب عليها السخرية والازدراء، ويجعل منها مضحكة للناس، فهو لم يعلنها على منهاج النبوة، بل أعلنها على منهاج الفتوة، والخلافة التى حالها هذا ليست خلافة وعد الله بها عباده، بل هى خرافة تفتق عنها عقل به هوسٌ حقيقىّ وتخبط أعمى، لا يعرف فى أى اتجاه يسير». وتابع: «حين سمعت أن الكاذب المُبهت العدنانى أعلن قيام الخلافة، وأن ذلك الرجل، سفاك الدماء البغدادى هو الخليفة لم أتماسك نفسى من الضحك، ثم التعجب، ثم الحزن، ثم الأسى على حال المسلمين، وتصرفات ذلك التنظيم التى ابتلى الله بها الأمة، بما كسبت أيديها، فخرجت من حدّ المعقول إلى وصف المخبول». واستطرد: «أيعتقد البغدادى أن الأسلحة التى تركها جيش الروافض من خلفهم ستدوم معه، يقاتل بها المسلمين من السنة؟ أيظن أن المال الذى اغتصبه ليتاجر به فى شراء الولاء من كلّ خائن وعميل وبعثىّ يرضى أن يسميه الخليفة، سيدوم له؟ داعش جماعة من الخوارج يكذبون، وينافقون ويقتلون مخالفيهم لأنهم يوالون الكفار، ويفعلون ما يقتلون عليه معارضيهم، ويوالون الكفار من البعثيين، وقادة جيش صدّام، بل والله إنهم ليحالفون الشيطان ذاته لكسب شرعية ما سموه خلافة»، مشدداً على أن إعلان التنظيم الخلافة ليس وراءه إلا سفك دماء المسلمين وإعلان الحرب على المجاهدين المخالفين، وتكفيرهم، والتحالف مع البعثيين لدحر السنة. ووصف «عبدالحليم»، «داعش» بأنهم خوارج حرورية، نسبة إلى إحدى فرق الخوارج، وسيعانى منهم أهل السنة فى جميع البلاد، وليس أمام أهل السنة إلا أن يجتمعوا ليقاتلوا عناصر ذلك التنظيم، للتخلص مما وصفه بمثلث الرفض السورى العراقى الإيرانى بقيادة نورى المالكى، رئيس وزراء العراق. وأشار إلى أن أهل السنة فى مأزق مزدوج، فهم إمّا أن ينصروا «داعش» الحرورية الخوارج ضد ما سماه مثلث الرفض، لكن البغدادية الحرورية لا دين لهم ولا أمان لعهدهم، وهم حزب سياسى يبحث عن المال والسلطة أصلاً، ويقتل المخالفين من السُنّة. أو أن ينصروا المالكية ضد الحرورية، وهو أمر لا يتخيله أحدٌ ابتداءً، والحل فى المأزق السنى هو اتحاد مجاهدى السنة الحقة، والعمل على إنهاء وجود الحرورية فى سوريا، بفك حصار الدير أولاً، ثم إخراجهم من الرقة ثانياً، ثم التعاون مع سنة العراق.