تتواصل المعارك بين جبهة النصرة وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) اليوم في ريف دير الزور في شرق سوريا، على الرغم من المبايعة التي قام بها مقاتلو فصيل من الجبهة ل"داعش" في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد الكتروني "تشهد مناطق في بلدة البصيرة (في محافظة دير الزور) التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام قصفاً من جبهة النصرة بقذائف الهاون"، مشيرا إلى معارك بين مقاتلي جبهة النصرة وكتائب أخرى في المعارضة السورية من طرف و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" من طرف آخر في المنطقة الواقعة بين كوع العتال وقرية الطكيحي التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية أخيرا مع 3 قرى أخرى هي الحريجي والضمان وماشخ في دير الزور. في المقابل، وفي منطقة أخرى من دير الزور، تستمر مفاعيل المبايعة التي أعلنها أمس مقاتلو جبهة النصرة في البوكمال ل"داعش"، على الرغم من اعتراض الفصائل المنضوية تحت لواء الجيش الحر في المدينة على المبايعة، وتحذيرها من دخول التنظيم إلى المدينة. وبث ناشطون على موقع "يوتيوب" شريط فيديو تظهر فيه سيارات وشاحنات صغيرة تحمل أعلام "الدولة الإسلامية" السوداء وهي تدخل المدينة، بعضها عليها رشاشات ثقيلة. وكتب موالون للتنظيم على موقع "تويتر" تعليقات بينها "عربات الدولة الإسلامية تجوب البوكمال بعد فتحها"، و"دخول عربات الدولة الإسلامية الى البوكمال اليوم- الله أكبر ولله الحمد". وجاء في بيان صادر عن "أمير جبهة النصرة في منطقة البوكمال" تم تناقله على حسابات جهاديين على "تويتر" وموجه إلى أهالي البوكمال "نهنئكم بإعلان مدينتنا كقطاع تابع للدولة الإسلامية في العراق والشام". وأضاف "توحدنا على دولة الإسلام من أجل حقن الدماء وتجنب منطقتنا وريفها خطر الحرب والتهجير"، متحدثا عما سببته الحرب في البوكمال من تدمير للبنى التحتية و"كتائب مسلحة وزعامات طامعة في الدعم والمال" وولاءات متنوعة بين قطر والغرب وتركيا. وتوجه إلى الكتائب المسلحة التي كانت النصرة تقاتل إلى جانبها ضد الدولة الإاسلامية في البوكمال قائلا "نحن تنازلنا لإخواننا من أجل حقن الدماء. نسأل الله أن تحذوا حذونا وتخمدوا نار الفتنة". وقال الخبير الفرنسي في الحركات الجهادية رومان كاييه، ردا على سؤال لوكالة "فرانس برس" إن أعضاء جبهة النصرة الذين يرفضون الولاء لتنظيم "الدولة الإسلامية" غادروا المدينة، مشيرا إلى أن ما حصل هو بمثابة "انشقاق عن النصرة لصالح الدولة الإسلامية". وأضاف أن هذا الانشقاق يعود إلى "قوة التنظيم، والخشية التي تثيرها، وتنامي نفوذه في الأوساط الجهادية، لا سيما بعد تقدمه الأخير في العراق". وأوضح أن هذه المبايعة لا تزال تقتصر على البوكمال، بينما المعارك مستمرة في مناطق أخرى.