اقتحمت الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، الخميس، مدينة البوكمال في شرق سوريا، وتتقدم فيها وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين إسلاميين أبرزهم عناصر جبهة النصرة، في سعي للسيطرة على المدينة ومعبرها الحدودي مع العراق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن: «اقتحم عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام فجر اليوم (الخميس) مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، ويخوضون اشتباكات عنيفة مع عناصر جبهة النصرة والكتائب الإسلامية» التي تسيطر على المدينة. وأوضح أن عناصر الدولة الإسلامية «يتقدمون في المدينة، وسيطروا على أحيائها»، مشيرا إلى أن الاشتباكات «أدت إلى مقتل 24 عنصرا على الأقل من الطرفين». وأشار «عبد الرحمن» إلى أن الدولة الإسلامية تسعى إلى «السيطرة على المعبر الحدودي مع العراق»، الذي يربط البوكمال بمحافظة الأنبار التي تعد معقلا أساسيا للدولة الإسلامية في غرب العراق. وتقع البوكمال على الحدود العراقية، في محافظة دير الزور الغنية بآبار النفط. وباتت المدينة منذ نوفمبر 2012 خارج سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكان مقاتلو الدولة الإسلامية انسحبوا في 10 فبراير من كامل محافظة دير الزور بعد 3 أيام من المعارك مع مقاتلين إسلاميين، منهم جبهة النصرة التي تعد ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. وسيطرت النصرة وكتائب إسلامية أخرى على البوكمال في حينه، بعد طرد لواء إسلامي مبايع للدولة الإسلامية كان موجودا فيها. وتأتي هذه الاشتباكات من ضمن المعارك التي تدور منذ مطلع يناير بين التنظيم الجهادي وتشكيلات من المعارضة المسلحة، والتي أدت إلى مقتل قرابة 4 آلاف شخص. وأوضح «عبد الرحمن» أن الدولة الإسلامية تعاود استعادة نفوذها في محافظة دير الزور، عبر التقدم من 3 محاور «هي جنوب الحسكة، والأراضي العراقية، ومنطقة البادية (الصحراء) السورية». وأشار إلى أن الدولة الإسلامية سيطرت قبل أيام على بلدة مركدة في جنوب محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية. كما سيطر التنظيم الجهادي قبل أقل من أسبوعين على بلدة البصيرة وقرى محيطة بها جنوب مدينة دير الزور.