يرى مؤسس حركة «تمرد»، ووكيل مؤسسى حزب «الحركة الشعبية العربية تمرد»، أن مصر مقبلة على مرحلة حاسمة، مليئة بالخير، وأضاف أن مصر ترى لأول مرة فى تاريخها وزراء ومسئولين يتحركون فى الشوارع لرصد أزمات المواطنين والعمل على حلها، وهو ما لم يحدث من قبل قط، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى ما زال يبهره، خاصة بعدما أعلن تنازله عن نصف راتبه للدولة، وكذلك تنازله عن نصف الثروة التى ورثها، وهو ما اعتبره دليلاً على توازن عقلى وإنسانى. واعتبر «بدر»، فى حوار ل«الوطن»، أن الحركات السياسية التى أعلنت الخروج فى 3 يوليو للتظاهر ضد النظام بجانب الإخوان مجموعة من المهرجين، مؤكداً أن حركة «تمرد» لم تكن ملكاً لأحد، ولم تكن أبداً صنيعة أى جهات، كما وجهت لها اتهامات من قبل. ولفت إلى أنه يخوض الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى، معتمداً على رغبته الصادقة فى خدمة أبناء بلده، وإيمان الشباب بأنه خير من يعبر عنه وعن طموحاته، موضحاً أنه سيسعى إلى تحقيق دوره الكامل كنائب مهمته التشريع ومراقبة الحكومة، ولكن ذلك لن يمنعه عن تقديم كل ما يستطيع لخدمة أهالى دائرته «شبين القناطر». ■ بداية دعنا نسألك.. مع اقتراب 30 يونيو 2014.. كيف تقيِّم ما وصل إليه حال مصر الآن؟ - أرى أن مصر تمضى الآن إلى المستقبل بخطى واثقة مطمئنة، بعد فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بكرسى الرئاسة، وأرى أيضاً أن هناك كثيراً من الخير سيأتى إلى مصر، ليس من خلال دعم الأشقاء العرب فحسب، ولكن أيضاً من خلال عمل الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى، على دفع المصريين إلى العمل والإنتاج. ■ لم يمر شهر كامل حتى الآن على انتخاب عبدالفتاح السيسى رئيساً لمصر.. هل ترى أن هناك ما يمكن تقييمه حتى الآن؟ - هناك الكثير مما يمكن تقييمه بالفعل، فهذا الرجل «السيسى» لم يكف عن إبهارى لحظة واحدة، بتصرفاته الإنسانية والسياسية والاجتماعية العقلية المتوازنة تماماً، ويكفى أن يعلن الرئيس تنازله عن نصف راتبه للدولة، ولا يكتفى بذلك، بل يعلن أيضاً التنازل عن نصف ما ورثه عن أبيه، وهى سابقة لم يفعلها رئيس من قبل. يكفى أن نرى لأول مرة فى تاريخ مصر، الوزراء والمسئولين، بقيادة المهندس إبراهيم محلب، أنشط رئيس وزراء عرفه التاريخ المصرى الحديث، يتجولون فى الشوارع والمؤسسات، ويرصدون أزمات المواطن المصرى، ويتدخلون لحلها، بروح تملؤها إرادة العمل والعزيمة على تحقيق انتصار للشعب. ■ هل ستقيم حركة «تمرد» أى احتفالات فى الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو؟ - حتى الآن لم تخطط حركة «تمرد» لأى احتفاليات أو فعاليات، نظراً للأوضاع الحالية المشحونة بالتوتر من جهة، بسبب عدم القضاء بشكل تام على الحركات الإرهابية، وأيضاً بسبب مناخ العمل الجاد الذى أصبح يشغل حيزاً كبيراً فى مصر الآن. ■ ماذا تقول للقوى السياسية التى أعلنت أنها ستخرج يوم 3 يوليو للتظاهر ضد النظام وهو اليوم نفسه الذى أعلنته جماعة الإخوان ك«ثورة»؟ - من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه كيفما يرى، ولكن لا يصح أبداً أن تتعاون أى حركة أو تنظيم مع جماعة الإخوان بحجة الاحتجاج، فالإخوان لا همَّ لهم سوى إسقاط الدولة، وهدفهم هو الحكم «الظلامى» فقط، وبالتالى من أعان خائناً لوطنه فهو خائن مثله، وأرى أن من أعلنوا «التعاون» مع الإخوان مجموعة من المهرجين. ■ مثلما كانت حركة «تمرد» مثيرة للجدل فى بدايتها.. ما زالت تثير تساؤلات حتى الآن.. هل ترى أن «تمرد» على الطريق الصحيح؟ - بالطبع، وأؤكد أن «تمرد» لم تحد عن درب الثورة لحظة واحدة، والاتهامات التى طالت الحركة منذ نشأتها وحتى الآن كانت لها أسبابها فى كل مرحلة، فى المرحلة الأولى، وهى الانطلاق، كان الإخوان مصدر الشائعات والاتهامات، التى طالتنى بشكل شخصى بعيداً عن السياسة، وكان الإخوان وقتها يحاربون بأساليب «رخيصة» كعادتهم للحفاظ على المكسب الذى لم يكونوا يحلمون به أبداً، وهو كرسى الرئاسة، وفى مراحل لاحقة، طالتنا اتهامات من بعض رفقاء الدرب والثورة، لأننا انحزنا إلى إرادة الشعب المصرى وقررنا دعم المشير عبدالفتاح السيسى فى سباق انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو ما لم يرض الكثيرين ممن اختاروا أن يتبعوا السيد حمدين صباحى، المرشح الرئاسى الخاسر. ■ وما موقف الحركة من كل هذه الاتهامات؟ - فى البداية لم نرد على اتهامات الإخوان لأننا ركزنا على هدفنا الرئيسى وهو إسقاط نظام «مرسى»، الذى كان على وشك أن يعيد مصر إلى عصور الظلام وعهد الجاهلية الأول، وبعد ذلك أيضاً فضلنا ألا ننجر إلى صراعات لن تجدى نفعاً، ولن تحقق أى مصلحة للمصريين، وقررنا بالفعل التركيز على انتخابات الرئاسة ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما حدث بالفعل وكنا جزءاً مهماً من نجاح المشير. ■ هل ما زال لدى الحركة ما تقدمه فى الفترة المقبلة؟ - الحركة فى الفترة المقبلة -كما أعلنا من قبل- ستتحول إلى حزب سياسى، وهو حزب «الحركة الشعبية العربية»، الذى شرفنى زملائى فى الحركة بأن أكون وكيل مؤسسيه، يضم كافة أطياف الشعب المصرى، وينافس فى كافة المجالات، بداية من انتخابات الرئاسة وحتى الانتخابات المحلية، ونعد الشعب المصرى بأننا سنكون خير عون وسند له فى المرحلة المقبلة من تاريخ مصر، وكما وعدناهم بإزاحة الإخوان، نعدهم بأن نظل على العهد سائرين وثائرين، لا نتخلى أبداً عن مطالبهم، ندعم حقوق الفقراء فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ولا نرتضى الظلم أو القهر أبداً. ■ هل ترى أن «تمرد» تمكنت بالفعل من تحقيق وعودها وأهدافها كاملة؟ - بالفعل حققنا وعودنا للشعب المصرى كاملة، فأسقطنا نظام الإخوان الجاهلى، وحققنا مبدأ الدستور أولاً، ووضعنا دستوراً أكثر من رائع يمكن أن يساهم بقوة فى تقدم مصر، وكذلك أوفينا بتنفيذ الاستحقاق الثانى وهو الانتخابات الرئاسية المبكرة، وما زالت أمامنا الانتخابات البرلمانية، التى بها تكتمل خارطة الطريق، التى كانت «تمرد» جزءاً من صناعتها، وتمكنت من فرضها بقوة الشعب المصرى الذى نزل إلى الميادين العامة فى 30 يونيو وواصل نومه فى الشوارع وعلى الأرصفة لحين سقوط نظام الإخوان. ■ دعنا نعود إلى فترة 30 يونيو لنرد على سؤال شغل الكثيرين.. هل «تمرد» صنيعة المخابرات؟ - ببساطة، هل استجابت «تمرد» لنداء الشعب المصرى بضرورة التخلص من نظام الإخوان، أم أنها استجابت للجهات «المخابراتية»، كما ادعى أنصار الإخوان؟ الإجابة أن «تمرد» حركة شعبية خرجت من قلب الشعب المصرى ورفعت مطالبه وحصرتها فى ورقة صغيرة جمعت عليها توقيعات الشعب المصرى نفسه، ولكن الذى لا يفهمه الكثيرون أن «تمرد» لم تكن لها أى اتصالات بأى جهات رسمية طوال الفترة من 28 أبريل 2013 وحتى 3 يوليو 2013، وهى الفترة التى استغرقتها الحركة فى جمع 22 مليون توقيع من المصريين على استمارة «تمرد»، وبعدها بدأت مرحلة استجابة القوات المسلحة إلى الشعب العظيم الذى نزل إلى الميادين محققاً معدلاً مهولاً وغير مسبوق فى تاريخ الثورات من حيث الكثافة العددية. ■ تحدثت أكثر من مرة عن تواصلك مع القوات المسلحة فى 3 يوليو.. هل هناك تفاصيل لم تعلنها من قبل؟ - كنت يوم 3 يوليو ضيفاً لديكم فى مقر جريدة «الوطن»، لحضور مؤتمر صحفى لإعلان الخطوات التى تمت والخطوات المنتظرة فى الفترة المقبلة، حال عدم استجابة نظام الإخوان لمطالب الشعب والجيش، الذى كان أمهل الرئيس المعزول 48 ساعة للاستجابة لمطالب المصريين، وردتنى وقتها عدة اتصالات لم أتمكن من الرد عليها، لعدم معرفتى بصاحبها، ثم هاتفنى الزميل محمد نبوى، المتحدث الإعلامى للحركة، وأخبرنى بأن المتحدث العسكرى، العقيد أحمد محمد على، يهاتفنى وطلب منى أن أرد على الرقم، وأخبرنى وقتها المتحدث العسكرى أن الفريق أول -وقتها- عبدالفتاح السيسى يريدنى، فذهبت إليه بصحبة أحد مؤسسى الحركة، ووفر لنا الأستاذ مجدى الجلاد، رئيس تحرير «الوطن»، سيارة أوصلتنا إلى مقر وزارة الدفاع، واجتمعنا وقتها بالسيسى، ثم استكملت الثورة خطواتها كما نعرفها جميعاً، لذلك أؤكد أن الاتصال الأول بينى وبين القوات المسلحة كان ظهر يوم 3 يوليو، ولم يحدث أى نوع من التواصل وقتها. ■ قيل أكثر من مرة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى اقترح فى 3 يوليو فكرة طرح استمرار «مرسى» فى استفتاء شعبى؟ - الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يقترح الفكرة ليتمسك بها، وإنما كان يستعرض بعض الحلول التى كانت مطروحة على الساحة وقتها، وكانت بالفعل فكرة الاستفتاء مطروحة، ولكن «مرسى» كان يرفضها، ثم قبلها لاحقاً عندما وجد أن مطالب «تمرد» ومن خلفها الشعب المصرى تحتم رحيله. وقتها قلنا للسيسى إن الشعب المصرى لم يفوضنا للتحدث باسمه والموافقة على الاستفتاء، وإنما خرج يدعمنا فى الشوارع لأننا طرحنا خطة أو خريطة طريق أول خطوة فيها هى الانتخابات الرئاسية المبكرة والدستور الذى يعبر عن الشعب بشكل حقيقى. ■ كيف تقيِّم الحملة الانتخابية للرئيس عبدالفتاح السيسى باعتبارك كنت جزءاً منها؟ - أظن أن هذه الحملة كانت غير مسبوقة، فالرئيس اعتمد على التحرك والانتشار بين الجماهير معتمداً على الشعبية القوية التى يتمتع بها قبل أى شىء. ■ كيف يمكن المقارنة بين حملتى «السيسى» و«صباحى»؟ - مع كامل احترامى للسيد حمدين صباحى، إلا أن حملة «السيسى» كانت أقل فى الإنفاق بكثير، ومع ذلك تمكنت من إحراز معدل تصويتى لفت انتباه العالم كله إلى شعبية الرئيس، وأنا هنا لا أتحامل على «حمدين»، فقد وجهت له ولحملته رسالة من قبل، مفادها أنه سواء كان حمدين صباحى أو أى شخص آخر فى مصر سينافس الرئيس عبدالفتاح السيسى، فإنه لم يكن ليحصل إلا على النتيجة نفسها، فعندما أعلنا رهاننا على شعبية «السيسى»، وأنها ستكون كلمة السر فى اكتساحه للانتخابات، نلنا انتقادات لاذعة من أنصار «حمدين»، الذين اعتبروا كلامنا ليس فى محله، ولكننا كنا على عكسهم، نعمل على قياس الشارع، وكانوا هم يستطلعون آراء أصدقائهم الداعمين لحمدين دون اللجوء إلى الشارع المصرى، الذى هو مصدر القوة الحقيقى. «حمدين» كان دائماً ما يردد كلمة الزعيم عبدالناصر «الشعب هو القائد والمعلم»، ولأن الشعب المصرى كذلك بالفعل، فقد اختار من رأى فيه صورة أخرى من عبدالناصر. ■ أنت مقبل على تجربة خوض الانتخابات البرلمانية فى دائرة شبين القناطر.. ما الآليات التى تملكها حالياً؟ - ما أملكه حالياً هو عزيمة مخلصة على أن أسعى لخدمة أبناء دائرتى فى مركز شبين القناطر فى محافظة القليوبية، فبلدتى ظلت مهمشة لسنوات طويلة. ■ هل تعنى أنك ستكون نائب خدمات؟ - لا أعنى ذلك، فأنا أدرك تماماً الفارق بين الدور التشريعى والرقابى لنائب البرلمان، وبين الدور الخدمى المنوط بأعضاء الوحدات المحلية، ولكن حتى الآن لم يستطع المصريون تحقيق الفصل بين «التشريع والخدمات». ■ وهل ترى أنك تستطيع أن تحقق مطالب «شبين القناطر» كنائب؟ - بالطبع، وأنا بالفعل بدأت بالسعى لعدد من الحلول لأزمات موجودة بقوة، منها مثلاً أزمة الصرف الصحى، فاتفقت مع المهندس إبراهيم محلب على البدء فى مشاريع الصرف الصحى فى 11 قرية، واستجاب رئيس الوزراء مشكوراً للطلب، وبدأ العمل بالفعل فى هذه القرى كمرحلة أولى، كما وضع رئيس الوزراء حجر الأساس لإنشاء 3 آلاف وحدة سكنية لمحدودى الدخل فى شبين القناطر، كما تمكنت من الاتفاق مع وزارة الداخلية على تخصيص مكتب لاستخراج «فيش سريع»، بعدما كان أهالى شبين القناطر يضطرون للسفر لمسافات طويلة لاستخراج الفيش السريع، بدلاً من أن يضطروا للانتظار لفترة طويلة جداً، بجانب السعى مع وزير الصحة ومحافظ القليوبية لإنشاء مستشفى متخصص فى علاج أمراض الكبد، ومراكز طبية متخصصة فى القرى. أخبار متعلقة تمرد «الورقة» التى أسقطت الإخوان الطريق إلى «30 يونيو»: 22 مليون «لا» فى وجه جماعة الدم والإرهاب حسن شاهين: «السيسى» رفض عزل «مرسى».. و«صبحى» أصر مع الشباب على رحيله هنا «جولد ستار».. محل ميلاد حركة «تمرد» د. يحيى القزاز يروى ل«الوطن» تفاصيل مولد الحملة رئيس حزب النور ل«الوطن»: إذا عاد بنا الزمان إلى 30 يونيو الماضى لاتخذنا نفس القرارات