لم يفلح بكاء وصراخ امرأة أو فتاة أو حتى طفلة صغيرة وهى تسقط على الأرض ترجو بوجه ضعيف تغمره دموع سائلة تتوسل لرجل أن يتركها لتذهب وشأنها.. ولا يغتصبها.. لكنه فعل!! نعم هو «رجل».. ولن أطلق عليه اسماً أو معنى أو صفة أخرى.. حتى أَصِمَ صفته ونوعه.. إنه رجل.. إنه رجل وليس وحشاً.. بل هو رجل.. هو عصى على كل معانى الرجولة.. وصحيح أن ليس كل الرجال الشرفاء يستحقون نيل هذا الهجوم الذى يشنه الجميع ليس فى مصر وحدها بل فى العالم كله ولكن سوف يلتصق هذا العار وهذه الوصمة فوق جبين كل رجل صمت ولم يتخذ موقفاً إيجابياً ضد أمثاله من بنى جنسه، وأعلن وعمل على رفضه لهذا القبح الذى يمارسه أصحاب الرجولة الهابطة!! الكرة فى ملعبكم الآن أيها الرجال.. إنها قضيتكم.. ليست قضيتنا وحدنا.. هذا الخجل.. هذا الشعور بالذنب والوصم.. هذا الهروب من العالم والاختفاء منه، لا يصح أن يكون على عاتقنا أو تحمله ظهورنا وأكتافنا فقط!! إنها الآن مسئوليتكم أن تمحوا هذا العار الذى سوف يلتصق بكم.. بكم كلكم لو لم تشاركوا بعمل شىء من أجل إيجاد حل لهذه الجرائم المخزية التى يرتكبها بعضكم.. لكنها تصم معنى «الرجولة» وتحط من شأنه ومعناه وهيبته!! لقد امتنع كثير من الرجال الذين شاركوا فى المؤتمر الأخير الذى عقد فى العاصمة البريطانية لندن منذ بضعة أيام ولأول مرة فى التاريخ ولعب دوراً رئيسياً فيه كل من وزير خارجية المملكة المتحدة وليام هيج مع مفوضة الأممالمتحدة الممثلة الشهيرة أنجلينا جولى وذلك من أجل إدانة ووضع حل لهذا الاغتصاب وهذا الانتهاك الجسدى الذى يتعرض له النساء والأطفال من الذكور والإناث فى أثناء الحروب وغيرها لأنهم شعروا «بالخجل كرجال»!! ولم يوافق بعضهم على الإدلاء بتصريحات للإعلام أو الظهور كثيراً واكتفوا فقط بمشاركة الحضور!! وأنا أقول إن هذا لا يكفى.. لقد حان الوقت أن يتحمل الرجال مسئولياتهم.. عليهم أن يفعلوا شيئاً.. ينطلقوا فى مسيرات جماعية منددة بجرائم الاغتصاب.. يتحدوا مع النساء فى فعاليات عديدة تساعد على تغيير صورة هذا التعاطف الذكورى الذى يستند إليه البعض.. أن يشترك كل الرجال المؤثرين، من نجوم وفنانين ورياضيين وإعلاميين، فى تبنى حملات وفعاليات تؤكد موقفهم ومفهومهم من هذه الجرائم التى تشين جنسهم مع تأكيد أن فاعل هذا الجرم هو ليس «ذكراً»!! بل شخص ضعيف وناقص!! على الرجال أن يعلنوا أن الاغتصاب لا يخزى أو يعيب أو يسبب عاراً للمرأة المغتصبة وإنما العار يقع فقط على المعتدى. على الرجال والنساء معاً أن يتصدوا لتصريحات مخزية كالتى صرح بها الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية قائلاً «الاغتصاب أفضل للحرة من الزنا»!! «مرفوض مرفوض هذا الكلام يا سيادة الشيخ!! أنت تخلط الدماء بالعسل كما تعتقد للأسف!!.. لا يوجد عسل هنا يا سيادة الشيخ!! توجد دماء فقط»!! هذه قضية شرف أيها الرجال وليست القوانين وحدها أو عمليات الردع أو تصريحات المسئولين سوف تحل المشكلة فقط!! إنها نخوتكم وحميّتكم الساخنة هى التى ستساعد هؤلاء الشباب على تغيير مفاهيمهم المغلوطة.. إنه شرفكم هو الذى سيحمى بنات وطنكم.. يحميهم من الدماء المختلطة بالعار وليس بعسله!! للأسف كما يعتقد البعض.. وشكراً!!