أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوى، أمس، أن الملك خوان كارلوس، البالغ 76 سنة، تخلى عن العرش، لنجله الأمير فيليب. وأضاف «راخوى»، أن «الملك يريد التوجه شخصيا، إلى الإسبان، قبل ظهر اليوم». ودعا رئيس الحكومة الإسبانية إلى انعقاد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، مذكراً بأنه «من الضرورى، التصديق على قانون أساسى، لعملية التنازل عن العرش». مضيفا أنه يأمل أن يتمكن الكونجرس الإسبانى من المصادقة على اعتلاء الأمير فيليبى، البالغ من العمر 46 سنة، العرش. مؤكداً أن «الملك خوان كارلوس، كان المحرك الأكبر لديمقراطيتنا، وإنه أفضل رمز لحياتنا معاً، فى سلام وحرية». واعتلى كارلوس العرش، إثر وفاة فرانشيسكو فرانكو، فى نوفمبر 1975، وكسب شعبيته، بنقله إسبانيا إلى الديمقراطية، قبل أن تلاحقه المتاعب الصحية، والفضائح، فى نهاية عهده. حيث شهدت شعبيته تراجعاً ملحوظاً فى السنوات الأخيرة، وبلغت أدنى مستوياتها فى العقدين الأخيرين، بعد عدة مشاكل وصدمات هزت كيان العائلة الملكية. وفقد الإسبانيون ثقتهم فيه بسبب توجيه اتهامات بالفساد لابنته الشابة، الأميرة كريستينا فيديريكا، وزوجها بسبب الاحتيال الضريبى وغسل الأموال. كما تراجعت شعبية الملك نتيجة لعدد من الفضائح التى شابت أفراد الأسرة الملكية، كان من بينها رحلة لصيد الأفيال فى أفريقيا قام بها الملك نفسه أثناء الأزمة المالية التى شهدتها البلاد والتى شوهت من صورة العرش. وأظهر استطلاع فى وقت سابق من هذا العام نشرته جريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن أكثر من 60% من الإسبان يرغبون فى أن يتنازل الملك عن العرش لصالح ابنه ولى العهد، وأكثر من 40% دعوا إلى إلغاء الملكية تماماً.