أعلن جودة الله عثمان، مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم السودانية، أن «الهيئة تخطط لتصدير المياه النقية من نهر النيل إلى عدد من دول الخليج مستقبلاً». وأوضح «عثمان» فى تصريحات لصحيفة «سودان تريبيون» الصادرة فى الخرطوم، أمس، أن «الهيئة تعانى مشكلات مالية كبيرة، وتسدد نحو مليون جنيه ثمناً للوقود فقط شهرياً لمحطات البترول، بينما إيرادات المياه تبلغ شهرياً 17 مليون جنيه، تسدد منها 4 ملايين لوزارة الكهرباء». من جانبه، قال مصدر مسئول بوزارة الموارد المائية والرى «إن محطات قياس المياه فى النيل الأزرق والأبيض معطلة منذ فترة طويلة، ولا يمكن فى ظل هذا الوضع الجزم بأن هناك فائضاً فى حصة السودان المائية البالغة 18.5 مليار متر مكعب، يمكن تصديره للخارج». وأوضح المصدر ل«الوطن» أن «هذه المحطات تحتاج إلى حوالى 20 مليون جنيه لإصلاحها، كما أن «السودان دولة فقيرة مائياً، على عكس دولة جنوب السودان التى تستقبل كميات كبيرة من الأمطار». من جهته، قال الدكتور نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى الأسبق، «إن السودان يستهلك حصته المائية كاملة منذ 5 سنوات، وهو يعانى فقراً مائياً فى كثير من المناطق، ومن المستحيل نقل المياه إلى دول الخليج، وفى حال نقلها ستصبح تكلفة النقل أعلى من تكلفة تحلية مياه البحر بكثير». فيما قال الدكتور هانى رسلان، مدير وحدة السودان ب«مركز الأهرام للدراسات السياسية»: «إن السودان لا يمكنه نقل المياه دون موافقة باقى أعضاء دول حوض النيل نظراً لمخالفة ذلك للقانون الدولى». وأوضح «رسلان» ل «الوطن» أن «ما ذكره موظف يشغل منصب مدير هيئة المياه بولاية الخرطوم لا يشكل مصدر قلق، لأنه لم يصدر عن مسئول له وزن كبير فى الحكومة السودانية».