قاد اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، ومساعده اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة وعدد من مساعديه وقيادات مديرية أمن القاهرة والأمن المركزى، فى الساعات الأولى من صباح أمس عمليات إخلاء المتظاهرين من محيط السفارة الأمريكية وميدان التحرير، وطاردت أجهزة الأمن الباعة الجائلين وضبطت 220 متهماً وتخلصت من بعض خيام الباعة الجائلين المنتشرة فى الميدان. وقال وزير الداخلية ل«الوطن» إن الشرطة سوف تتواجد بشكل كامل فى قلب ميدان التحرير، لفرض الأمن به وضبط الخارجين عن القانون، وذلك بعد أن خلا الميدان من جميع القوى والحركات السياسية. وأضاف جمال الدين أن ميدان التحرير سيظل رمزاً وطنياً للبلاد، لذلك سوف يتم التعاون مع الحى التابع له الميدان لإعادة تجميله، مشيراً إلى أن «الداخلية» ستخصص أماكن للتظاهر، ولا يوجد لدى «الداخلية» مانع لتأمين التظاهرات لو طلب المتظاهرون ذلك. وبالتزامن مع عمليات إخلاء الميدان ألقت قوات الأمن القبض على 220 من عناصر الشغب ليرتفع عدد المقبوض عليهم فى الأحداث إلى 350 متهماً. وقال مصدر أمنى إن «الداخلية» اتخذت عدداً من الإجراءات لضبط الخارجين على القانون الذين اتخذوا ميدان التحرير مأوى لهم بهدف تطهير الميدان منهم.وكانت «الداخلية» أعلنت أنها تواصلت مع معظم القوى والتيارات السياسية والثورية واستنكرت جميعها تلك التصرفات وفى ظل إخفاق المبادرات المتتالية لإيقاف تلك الاعتداءات وانطلاقاً من التزام إجهزة الأمن ومسئولياتها عن حفظ الأمن وحماية المنشآت العامة والدبلوماسية والسفارات الأجنبية وذلك وفقاً لالتزامات مصر الدولية ومبدأ المعاملة بالمثل، فإنه يتم الإعداد لاتخاذ إجراءات فاعلة لمواجهة عناصر الشغب، التى لا تمثل أىٍ من القوى أو التيارات أو الحركات السياسية، أو الروابط الرياضية، باعتبارهم خارجين على القانون لقيامهم بالتعدى وإتلاف المنشآت العامة والدبلوماسية. وفى ذات السياق قررت نيابة قصر النيل حبس 48 متهماً جديداً من المقبوض عليهم فى أحداث السفارة الأمريكية، أربعة أيام على ذمة التحقيق، ووجهت لهم تهم مقاومة السلطات وإثارة الشغب، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وتكدير الأمن العام، ووصل عدد المحبوسين إلى 104 متهمين وباشرت نيابتى قصر النيل وبولاق أبوالعلا التحقيقات معهم. وقال المتهمون فى التحقيقات إنهم لم يهاجموا الشرطة بالمولوتوف، وإنهم اشتركوا مع الآلاف الغاضبين فى وقفات احتجاجية أمام السفارة الأمريكية للتنديد بالفيلم المسىء للرسول، إلا أنهم فوجئوا بقوات الأمن المركزى تطلق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وإبعادهم عن مبنى السفارة، فاضطروا للدفاع عن أنفسهم بإلقاء الحجارة وزجاجات المياه على الشرطة، وتسبب إطلاق القنابل فى العديد منهم بحالات اختناق، مؤكدين أنهم كانوا فى حالة دفاع عن النفس عندما رشقوا أفراد الشرطة بالحجارة وزجاجات المياه، وتبين أن المتظاهرين يقومون بتعبئة زجاجات المولوتوف بالبنزين عن طريق الدراجات البخارية.