انتهى يوم العمل بمعهد المساحة، الساعة الثانية ظهرا، بعدها خرجت بسرعة كل من "رضا سعيد" و"نادية عبدالفتاح" أصدقاء العمل والجيران أيضًا بشارع فيصل، متجهتان إلى مدرسة "أم الأبطال" بالطالبية، والسعادة لا تفارق وجههما، "أهم مدوا يوم كمان حظنا حلو"، قالتها "نادية"، بينما ردت "رضا": "إنتي متأكدة أني هعرف أنتخب؟، أنا بطاقتي مكتوب عليها المنوفية" فردت الأخرى "أيوة يا رضا هينفع هما قالوا إن أصلًا النهاردة للمغتربين". وصلتا اللجنة، بينما فوجئت "رضا"، بمن يقول لها "إيه ده، ده مكتوب في بطاقتك، إنك من المنوفية، ماينفعش تنتخبي حد هنا، كان المفروض تعملي توكيل في الشهر العقاري، والحل الوحيد دلوقت إنك تروحي لجنتك بالمنوفية"، سمعت "رضا" الخبر كالصدمة، ونظرت إلى صديقتها التي تم السماح لها بالدخول إلى لجنتها بالمدرسة. "اشمعنى هي.. أيوة أنا من المنوفية وعايزة أنتخب.. ما أنا ساكنة في فيصل زيها، أسافر إزاي بس، طب ليه مفيش لجان للمغتربين خالص" قالتها رضا، بينما ضحكت "نادية" وبخفة دم قالت "اقابلك لما اطلع ياختي، إنتي اللي حظك كده نعملك ايه" ثم دخلت لجنتها وهي تضحك. "الجو حر أوي، أسافر فين أنا، وعندي شغل بكرة، وفي الاستفتاء انتخبت هنا"، قالتها "رضا"، بينما خرجت نادية وهي تضحك، وتلوح لها بيدها التي عليها الحبر الفسفوري، "إيه مالك غيرانة ليه، ده أنا مش هسيبك، زعلانة عشان أنا انتخبت وانتي لأ"، قالتها بخفة ظل ثم أطلقت ضحكة لتكيد صديقتها. "بس بجد، كان المفروض يبقى الموضوع عادي، وآجي انتخب بالبطاقة بس، لأن كان نفسي أدي صوتي"، فردت عليها "نادية": "المفروض لأن فيه أصوات كتير راحت كده، خصوصا إنها صعب تسافر حتى لو الدولة وفرت سفر ببلاش، وهي كل اللي عايزة تعمله انها تدي صوتها عشان تريح ضميرها، ومعلش بقى ماتزعليش يا رضا" قالتها "نادية" ثم ضحكت ضحكًا هستيريًا.