تظاهر العشرات أمس، فى ميدان التحرير، تحت شعار جمعة «عزل الفلول»، فى آخر جمعة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة الأربعاء المقبل، للمطالبة بإبعاد رموز النظام السابق عن الانتخابات، وتحولت الخطبة إلى هجوم على عمرو موسى والفريق أحمد شفيق، واعتبرهما الشيخ جمعة محمد -خطيب الميدان- من فلول «الوطنى»، واتهمهما بالتخطيط للحفاظ على استمرار نظام مبارك والقضاء على الثورة، بينما اتهم المعتصمون حكومة الدكتور كمال الجنزورى بالتخطيط لتسليم الدولة «خرابة» إلى الرئيس القادم. وقال جمعة، إن مرشحى الفلول جاءوا لإفساد الأرض بعد إصلاحها، واصفاً موسى بأنه كان جزءاً من النظام وكان عليه السمع والطاعة ومؤيداً لكل أفعال مبارك وشارك معه فى إفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات العشر التى عمل فيها وزيراً للخارجية وبعد ذلك أثناء وجوده فى رئاسة جامعة الدول العربية. وحول شفيق، تساءل خطيب التحرير: كيف يترشح رئيس وزراء حكومة مبارك بعد خروج أكثر من 18 مليون مواطن ضده فى التحرير رافضين بقاءه، متهماً إياه بأنه شريك الرئيس المخلوع فى قتل الثوار وفى بيع أراضى الدولة. ودافع جمعة عن النائب عصام سلطان -الذى تقدم بعدد من الدعاوى للنائب العام يتهم فيها شفيق بإهدار المال العام- قائلا: «لن نصدق كلام شفيق عن سلطان بأنه عميل أمن دولة لأنه هو العميل لأمن الدولة لفترات طويلة، أما سلطان فرجل منا يحاول إظهار حقيقة شفيق أمام الرأى العام»، متهماً المجلس العسكرى بمحاولة شق الصف عن طريق تخوين الثوار والمواطنين الشرفاء وتشويههم. وهاجم جمعة القوى السياسية التى لم تشارك فى جمعة «عزل الفلول»، قائلا: «كان يجب أن تتكاتف كل القوى وتتجنب أيديولوجياتها لكى نعزل الفلول فى انتخابات الرئاسة». على جانب آخر، شهد الميدان رفض المتظاهرين النقاش مع عدد من الأشخاص حاولوا الدفاع عن عمرو موسى، وطالبوهم بمغادرة التحرير، وقالت الإذاعة الرئيسية: «نحن موجودون هنا لاستكمال الثورة وسنقف ضد موسى وشفيق والمجلس العسكرى، لكن من يريد أن يكون معنا فأهلا به ومن لا يريد فليخرج من الميدان لأن الجميع متفق على استكمال الثورة». وأعلنت المنصة الرئيسية إنشاء قاعة مؤتمرات صغيرة داخل الميدان فى خيمة كبيرة أمام مجمع التحرير، لتوعية المواطنين ضد الفلول، مشيرة إلى أنها ستعمل يومياً حتى إجراء الانتخابات. على جانب آخر، قلت أعداد المعتصمين والخيام داخل الميدان، وأشار المعتصمون إلى أن وجودهم غير مرتبط بأى قوى سياسية، وأنهم مُصرون على الاستمرار بسبب عدم تحقيق أهداف الثورة وضياع حقوق الشهداء. ورفع المعتصمون لافتة تطالب المجلس العسكرى بالموافقة الفورية على حق الشباب فى مراقبة الانتخابات الرئاسية ضماناً لعدم تزويرها، وأن يتعهد الرئيس القادم بتحقيق مطالب الثورة والإفراج الفورى عن المعتقلين السياسيين والثوريين منذ 25 يناير، وعن ضباط 8 أبريل، وتطهير جميع مؤسسات الدولة من الفساد وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها من البلطجية والإبقاء على الضباط الشرفاء. وقال مجدى محمد عبدالقادر، أحد المعتصمين ويعمل فى قطع غيار السيارات، إنه معتصم منذ أحداث مجلس الوزراء ولن يرحل إلا بعد انتخاب رئيس جديد يعيد حقوق الشهداء، مؤكداً أن انسحاب القوى السياسية والإخوان وأنصار حازم صلاح أبوأسماعيل لن يؤثر على الميدان لأن الثورة خرجت فى الأساس دونهم. وقال عمرو الشبراوى، أحد المعتصمين، إن اعتقال زملائهم يجعلهم يصرون على البقاء لحين الإفراج عنهم وتحقيق القصاص العادل للشهداء، مؤكداً أن الانتخابات الرئاسية ليست هى الحل لأنه يمكن أن تزور وتأتى برئيس من الفلول يقضى على الثورة. وأكد لطفى الزلبانى أن حكومة الجنزورى تحاول إجبار الشعب على انتخاب الفلول بالتضييق ورفع أسعار السلع الغذائية واختفاء المواد البترولية، متهماً الحكومة بالتخطيط لبيع شركات البترول لتسلم الدولة للرئيس القادم «خرابة».