أكثر من 13 طلقة خرطوش تستقر فى رأسه منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالتحديد فى عام 2011 عندما وقعت اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين فى ميدان التحرير، لا يعلم مصطفى توفيق، صاحب الخمسين عاماً، كيف أصيب، من أين باغته «بلى» الخرطوش الذى أفقده وعيه ليسقط بعدها مغشياً عليه، ثم يفيق فيجد نفسه فى أحد المستشفيات الحكومية، وقتها لم يكن يعلم أنه مهدد بالموت فى أى لحظة إذا ما اخترقت إحدى «البليات» الجمجمة ووصلت إلى المخ. يقول «مصطفى»: «الدكاترة فى المستشفى قالوا لى البلى اللى فى دماغك مش هنقدر نخرجه، لأن كل بلية محتاجة فتح 2 سنتيمتر فى الرأس، ولو فتحنا على كل بلية هتدخل فى عمق أكبر فى راسك، وممكن توصل للمخ أو مناطق خطر، عشان كده، أنا قلت الحمد لله على قد كده، وعايش بقالى 3 سنين بالبلى». الرجل الذى كان يعمل «نجار مسلح» ليكسب قوت يومه، وهو العائل الوحيد لأسرته، أصبح غير قادر على العمل، بعد أن أصابته طلقات الخرطوش، إذ يتسبب تعرضه لأشعة الشمس فى إصابته بنوبات مرضية من جراء تأثير البلى الحديدى المستقر فى رأسه. يقول «مصطفى»: «لما بقف فى الشمس شوية بدوخ وبحس بصداع جامد قوى، وممكن أقع على الأرض مغمى عليّا». لم يؤثر الخرطوش على مصدر الدخل الوحيد للرجل، بل أثر على مزاولة حياته الطبيعية، فيقول «أنا ما بقدرش أمضغ الأكل بأسنانى، وبحس بوجع شديد لما الفك بيتحرك، لأن بلى الخرطوش بيضغط على دماغى وكل حركة فى وِشى بتحرك البلى من مكانه». يسكن «مصطفى» فى أحد البيوت البسيطة بمنطقة بولاق الدكرور، التى تؤوى عدداً من الخارجين عن القانون، يقول «مصطفى» إنه يراهم يتاجرون فى نفس السلاح الذى أصيب هو به «عندنا فى المنطقة العيال الصيع والبلطجية بيبيعوا فرد الخرطوش عادى، والشرطة مقصرة فى القبض عليهم»، يستدرك الرجل قائلاً: «الشرطة بقى تركيزها على الإرهاب ونسيت الإجرام اللى فى المناطق الشعبية وتجارة المخدرات والسلاح، الخناقات عندنا لازم تنتهى بموت ناس، وده بقى شىء عادى».