3 سنوات، أصبح خلالها «الخرطوش» كلمة السر منذ يناير وإلى يونيو وما بينهما وبعدهما، فى البدء كان البلى الصغير سبب الإصابات والقتل، لم يتم استخدام الرصاص الحى بقدر ما جرى استخدام الخرطوش، الذى تربع بطلاً للمرحلة، فى كل الاشتباكات حتى تلك التى تجرى فى مناطق شعبية، فحين يظهر «الفرد» ينتهى الصخب وتبدأ رحلة العذاب. خبرة عميقة اكتسبها المتظاهرون مع الخرطوش الذى يتباهى البعض بأثره فى جسده كعلامة على «الثورية» حتى أضحت علامة الخرطوش «ختم جودة» يميز الثائر الحق عن الثائر الهاوى «بقينا نقدر نعرف خلال المظاهرات إذا كان اللى بينضرب نار حى، ولا خرطوش، الصوت هو اللى بيوضح لأنه بيفرق جداً بين السلاحين» قالتها ماهينور المصرى، إحدى المتظاهرات المخضرمات، مشيرة إلى أن للخرطوش مميزات «الرصاص الحى محتاج قدرة على التنشين والتركيز، إنما الخرطوش يضرب من هنا ويفرش من هنا، كذا بلية بتوقع مصابين كتير، بتدخل فى أى حتة عشان كده أغلب إصابات العيون سببها خرطوش». الخبرة فى المظاهرات تجعل المتظاهر الحريص على حياته بعيداً عن مصادر إطلاق الخرطوش «إذا تم إطلاق الخرطوش من سلاح نارى ذى ماسورة قصيرة، تخرج الطلقات فى اتجاه مستقيم لحوالى 50 سم، بعد هذه المسافة تبدأ الطلقات الموجودة أو «الرش» فى الانتشار، المسافة تكون قاتلة على بعد 50 متراً فأقل، وتقل احتمالات القتل أو الإصابة كلما زادت الملابس التى يرتديها المتظاهر، وكلما زاد عمره، وبُعد موقعه عن الخرطوش» معلومات طبية يقدمها د.فريد حشيش، مدير إدارة الطب الشرعى فى القليوبية إلى المتظاهرين الراغبين فى تفادى الإصابات القاتلة. «الخرطوش فى يد الجميع» جملة معبرة استخدمها «حشيش» لوصف الانتشار الكبير للسلاح الذى أصبح فى يد المواطنين أيضاً، لكنه يعود ليفرق بين نوعى خرطوش: «فيه نوع خاص بالشرطة، البلية بتكون صغيرة والطلقة فيها تقريباً 200، دى احتمالات إصابتها أعلى واحتمالات قتلها أقل، وهناك نوع تانى كان بيستورده قناصة الإخوان فيه 8 بليات بس، وده احتمالات قتله أعلى، وإصابته أقل».