في الوقت الذي يستعد فيه تيار الاستقلال - الداعم للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي - للترويج والدعاية له ب"طائرتين نفاستين" ألقت عشرات "الأعلام" وصورًا للمشير لدعم ترشحه رئيسًا للجمهورية في صعيد مصر بمحافظات "الفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا"، كان أطفال بحري بالإسكندرية يروجون للمرشح ذاته بطائراتهم الخاصة، الورقية، ربما استنادًا إلى سياسة الترشيد التي أعلنها المشير - لكن الأطفال لا يمتلكون أموالًا لشراء أو استئجار طائرات حتى يقتصدون أو يرشدون - كانت طائرة صورة السيسي حاضرة في المشهدين، عند الفقير والغني وال"والطائرة النفاسة والورقية". "طيارة ورق ل"السيسي" في السما".. قالها أطفال منطقة "الأنفوشي بحري" - بالإسكندرية - رغبة في الدعاية والترويج للمشير، خرجت منهم برغم صغر أعمارهم وعدم بلوغهم السن القانونية التي تسمح لهم بالتصويت في الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجرى في يومي 26 و27 مايو الجاري. الطفل ممدوح حسين، (12 عامًا)، قال ل"الوطن": "أنا بحب السيسي وعايزه يكون رئيس لمصر، وعلشان كدة اشتريت بمصروفي ورق وبوص وخيط، وجيبت صورته من على باب شقتنا وعملت بيهم طيارة ورق، وطيرتها على كورنيش القلعة، علشان اللي رايح واللي جاي يشوفها وينتخبه". أمَّا محمد عمر، (13 عامًا - صاحب طائرة ورق) يقول: "أنا مش بعرف أقنع حد كبير إنه ينتخب السيسي، لكن بالطريقة دي بقدر أخلي الفكرة تعجبه وتعلق معاه، علشان يروح يديله صوته في الانتخابات، ونفسي أكبر بسرعة علشان أعرف أروح أصوت وأدي صوتي للي يستحقه". شقيقة محمد عمر تدعى (سمر - 10 أعوام)، علقت هي الأخرى: "مرة كنا بنطير الطيارة الورق بتاعة السيسي، في السما، وشافنا واحد وزعقلنا وقالنا هاضربكم لو عملتو كدة تاني، علشان السيسي دا مش بيحب ربنا، واللي يعلي صورته يبقى هو كمان مش بيحب ربنا، لكن بابا زعقله وقاله مالكش دعوة، واحنا خوفنا منه جدًا لكن طيرنا الطيارة تاني علشان بنحب السيسي". الرحلات الترويجية التي نظمها تيار الاستقلال (الذي يضم 20 حزبًا سياسيًا، بينها التجمع والسلام الديمقراطي والناصري ومصر القومي والثورة المصرية)، تحمل الطائرة الأولى على متنها أحمد فضالي، مؤسس تيار الاستقلال، وعددًا من السياسيين والمؤيدين للسيسي، فضلاً عن عدد من الإعلاميين. وتحمل الطائرة الثانية كمال الهلباوي، أحد القيادات المنشقة عن جماعة الإخوان، وعددًا آخرًا من السياسيين والإعلاميين. وما بين الطائرة الورقية والطائرتان الأخرتين مساحة شاسعة، توضح تناقضات كانت سببًا في اندلاع ثورتين، فإلى أيهما ينظر المشير طائرة الغلابة، الورقية، أم الأغنياء، النفاسة.. الوقت يقترب لإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية ولمعرفة أيضًا إلى أيهما ينظر السيسي.