أكد خبراء الاقتصاد أن مبادرة المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح للانتخابات الرئاسية، بتأسيس صندوق بقيمة 100 مليار جنيه مساهمة من رجال الأعمال المصريين بالداخل والخارج فى دعم فقراء مصر جيدة شكلاً، ولكن فى نفس الوقت يجب أن تتضمن آلية وكيفية التطبيق وتحديد أوجه صرف أموال الصندوق. وقال فخرى الفقى، الخبير الاقتصادى، إن فكرة طرح الصندوق لدعم فقراء مصر ليست بفكرة جديدة وهى ملاذ المسئولين عند الأزمات ويتم الدعوة إليها فى وقت الأزمات مثلما حدث فى فترة الستينات والسبعينات تحت اسم «المجهود الحربى» فى الفترة التى أعقبت نكسة 1967، وأيضاً تمت الدعوة إليها فى الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير. وفى الولاياتالمتحدةالأمريكية طُبقت الفكرة فى أكثر من مناسبة، ولكن كانت تستند إلى رجال الأعمال والشركات التى لديها أزمات ومشاكل مع الدولة أو الحكومة الأمريكية مثل المتهربين ضريبياً أو الشركات ورجال الأعمال الذين يعملون فى الظل أو الاقتصاد غير الرسمى وتم تحصيل نسبة محددة وتم التصالح بين الحكومة الأمريكية ورجال الأعمال ووُضعت المبالغ التى تم تحصيلها فى صندوق يسمى «من أجل أمريكا» وكان له أثر طيب على الاقتصاد الأمريكى آن ذاك. وأكد «الفقى» ل«الوطن» أن فى ظل ما تفرضه الحكومة فى الفترة الحالية من ضرائب وآخرها ضريبة الدخل على الأغنياء بنسبة 5% وإن كانت محددة بمدة معينة فإنها ستمثل على رجال الأعمال عبئاً، وتقريباً رفضت كل جمعيات واتحادات الأعمال تطبيق الضريبة الجديدة، فكيف سيطلب منهم 100 مليار جنيه. وأشار «الفقى» إلى أنه يجب على المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى أن يترك تأسيس هذا الصندوق إلى مجلس الشعب المقبل لكى يقره لأن صندوقاً بمثل هذا الحجم يجب أن يصدر بقانون من مجلس الشعب، حيث من الممكن أن يرفض مجلس الشعب المقبل فكرة تأسيس صندوق. ومن جانبه قال رشاد عبده إن فكرة الصندوق هى مبادرة جيدة من رجل يحب مصر، ولكن تطبيقها وجمع 100 مليار جنيه من رجال الأعمال بالداخل والخارج ليس بالأمر الهين، فهل لدينا، سواء فى مصر أو فى الخارج، 100 رجل أعمال لديهم قدرة على دفع مليار جنيه فى ظل أزمة اقتصادية طاحنة تمر بها مصر. وأضاف «عبده» أن رجال الأعمال فى كل دول العالم لهم فكر اقتصادى واحد وهو إدارة أموالهم بالأسلوب الذى يعظم ربحية ثرواتهم، بمعنى: سأضخ مالاً لأجل أن أحصد مالاً، ولذلك يجب على المشير السيسى عند طرح المبادرة أن يوضح لرجال الأعمال ما هى المشروعات أو العوائد الاقتصادية التى سوف يجنونها، موضحاً أن تأسيس صندوق بهذا الحجم من الأموال أمر ليس باليسير أو الهين، فيجب أن يتم إصدار قانون يحدد مجلس أمناء لإدارة الصندوق من ذوى الخبرة والكفاءة، وكذلك يحدد عدد المشروعات القومية التى سيتم استثمار أموال الصندوق فيها.