على طريقة «خالف تعرف» قررت بعض القوى السياسية التى تظن أنها مؤثرة فى الشارع السياسى مقاطعة الانتخابات الرئاسية. برغم أن الناخب فى الانتخابات الرئاسية أمام أربعة احتمالات، الأول أن يدعم السيسى والثانى أن يدعم حمدين والثالث أن يشارك ويبطل صوته والرابع ألا يشارك فى الانتخابات، فإن بعض القوى السياسية -التى لا وجود لها فى الشارع وخسرت تعاطف الناس معها وبدت وكأنها معزولة عن المجتمع- قررت أن تأخذ موقف المخالف واجتمع مكتبها السياسى وهيئتها العليا وقرروا عدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية! المدهش أن قيادات حزب مصر القوية بعد اجتماعات مطولة قررت منذ فترة عدم ترشيح أحد أعضائها فى انتخابات الرئاسة ثم قررت بعد ذلك عدم المشاركة فى الانتخابات، وكأنها بذلك تقرر الانتقام من ثورتى 25 و30 ولو كان لديها مرشح يحقق مكسباً فى الانتخابات لقدمته ولو كان د.عبدالمنعم أبوالفتوح قادراً على العطاء ولديه شعبية تؤهله للمنافسة لتقدم للانتخابات لكنه وحزبه يعرفون أنه لن يحصد حتى الأصوات التى حصل عليها فى الانتخابات السابقة وحتى يحفظ ماء وجهه وماء وجه حزبه الذى ليس له أى أثر فى الشارع قرروا عدم المشاركة فى الانتخابات المقبلة. والسؤال بالعكس هل مشاركتهم سوف تقلب الموازين أم أن مقاطعتهم لها سوف تؤثر على فرص السيسى أو حمدين؟ لعلى أذكّر حزب مصر القوية بأن الأصل فى الأحزاب السياسية هو المشاركة والتفاعل فى الحياة السياسية ولا بد أن أذكرهم أيضاً بأن الأصل فى العمل الحزبى الوصول إلى الحكم.. لكننا نشاهد فى السنوات الأخيرة أحزاباً تلعب أدواراً حسب الطلب، وهى فى كل الأحوال غير مؤثرة لأنها غير موجودة فى الشارع السياسى. يبقى أن نقول إن أعداد المصريين الأعضاء فى الأحزاب السياسية التى يصل عددها بعد الثورة إلى 83 حزباً يقترب من المليون عضو، وهو يمثل نحو واحد على خمسين من أعداد الناخبين المقيدين فى جداول الانتخابات. ثورتا 25 يناير و30 يونيو لم تقم بها أحزاب بل قام بها الشعب، وفى يونيو قادت حركة «تمرد» الثورة على الإخوان وعزلتهم. إذن، علينا ونحن نفكر فى «الشو» الإعلامى ونعلن المقاطعة فى وكالة أنباء الأناضول أن نعرف حجم حزب مصر القوية ودوره بدلاً من أن تأخذنا شهوة الأضواء، ربما على حزب مصر القوية أن يعيد النظر فى هيئته العليا ومكتبه السياسى حتى يمكنه أن يلعب داخل الملعب ولمصلحة مصر بعيداً عن الأجندات الخارجية. لن أتحدث عن حركة «6 أبريل» وهى الوجه الآخر لهذه الأجندات لأنها فقدت أى تأييد أو تعاطف من الشعب وانشق أعضاؤها الذين لم يكن يتجاوز عددهم ستة آلاف عضو، حسب المتحدث باسمهم، لكن الصورة بدأت تتضح وتتشكل ليظهر الخبيث من الطيب.