"العريس من أصل طيب والعروسة كمان أصيلة، والحبايب جونا يهنوا والعزول هيموت بغله" في غرف مغلقة، تجتمع النسوة وأطفالهن، على دف يضربن نغمات منتظمة لأغان يحفظنها عن ظهر قلب، هكذا تكون الحنة والأفراح لدى الجعافرة في أسوان، حيث للأفراح نجمات من سيدات امتهن الغناء في الأفراح والليالي الملاح. "والحنة السوداني في أوضة النوم حاجة تاني.. ميل عليا وقال لي بحبك يا أسمراني" هذه الأغنية واحدة من 160 أغنية أخرى جرى تجميعها في عمل توثيقي بعنوان "كنز الستات"، مشروع عمل عليه العديد من النشطاء في مجال الثقافة والتراث، وجهات مثل مؤسسة 100 نسخة، وأستوديو عماد الدين، وفريق أضف. "المشروع استغرق ستة أشهر، ذهبنا خلالها إلى 12 قرية في منطقة الجعافرة وهما سِلوي، الحجندية، بانبان، الخطارة، المنصورية قبلي وبحري، إدفو قرية علم الدين، دراو، العقبة، الجعافرة ومركز أسوان" تتحدث مها منيب، أحد القائمين على المشروع. أسماء عديدة أثرت في فريق العمل من بينهم الست فواكه، ذات ال45 عام، التي توفي زوجها حين كانت في ال30 من عمرها تاركًا لها ثلاثة أبناء عملت السيدة الجعفرية على تربيتهن وحدها، كانت هي الوحيدة التي تمتهن الغناء في ليالي الحنة والزفاف والحج والعمرة، تقول مها: "الست دي سجلنا معاها في شهر 10 اللي فات وكانت من أعظم الستات اللي قدرنا نجمع منها أغاني، في الحقيقة الستات كلهن عظيمات ولكن دي كانت ليها معزة في قلبي من قصة كفاحكها وتربيتها لولادها، للأسف هي اتوفت إلى رحمة الله في حادث ميكروباص اتقلب على الطريق حزنًا عليها كلنا". غناء للعريس والعروسة من فم نساء تحمل كل منهن قصة خاصة في جعبتها: "الحاجة فوزية، ست عظيمة ودمها خفيف وروحها مرحة جدًا ورغم الحر اللي كنا بنسجّل معاها فيه أبدعت وتألقت في كل الغنى" المشروع الذي بدأ في أسوان أخرجه فريق العمل في فيلم توثيقي عن الرحلة، ويستعدون حاليًا إلى عمل أرشيف مفتوح المصدر بحسب وصية الراحل علي شعث، الذي تبنى المشروع وأوصى باستكماله حفاظًا على التراث وتخليده.