جلباب أبيض يبرز جمال وجوههم السمراء الممزوجة بطمى النيل، ممسكين بالدف ومجموعة آلات موسيقية نوبية مع رقصات اشتهرت بها بلاد الذهب.. كانت طريقتهم لنقل تراث بلاد النوبة للعالم أجمع من خلال فرقة كونوها، وأطلقوا عليها اسم "نوبة نور" أو أضواء النوبة. "الدف، الطنبور، والعود".. آلات استخدمتها فرقة نوبة نور لتقول "النوبة حتة من مصر.. اعرفوا تراثها"، من خلال مجموعة من الأغانى النوبية القديمة والتراثية، حيث انتقلت الفرقة، وبدأت من القاهرة للحفاظ على تراث النوبة من الإندثار. "بدأت فكرة الفرقة معنا منذ عام 1992، حيث قررنا نقل تراثنا إلى أهل القاهرة، وانتقلنا إليها وقدمنا حفلاتنا فى عدد من الأماكن والمركز الثقافية والمسارح بمصر مثل: ساقية الصاوى، مركز المصطبة ومسرح الضمة".. بهذه الكلمات تحدث أسامة بكرى، مؤسس فرقة "نوبة نور"، ليحكى عن قصة بداية الفرقة. ويقول أسامة، إنهم بدأوا فى تقديم أغانيهم وحفلاتهم فى مهرجانات عالمية فى بريطانيا، الدانمارك وغيرهما من الدول، حتى إن آخر حفلاتهم سوف تكون يوم 25 فبراير المقبل فى إنجلترا. "أغانى ليلة الحنة والفرح.. التقاليد فى الزراعة والحصاد.. التهجير".. نماذج للأغانى التى تقدمها فرقة نوبة نور، فهم يقومون بغناء أغانى ليلة الحنة والفرح باللهجة النوبية مثل: أغنية "ألا لون يالون لولا يا للونا" بمعنى "زفوا العروسة والأهل حواليها"، وكذلك أغنية "جوريدييه أنينيتو" وتعنى "افرح يا عريس وارقص"، مضيفاً أن من بين عاداتهم فى ليلة الفرح ذبح خروف أو عجل وبعد العشاء يغنوا ويرقصوا مع العروسين. ويوضح أسامة، أنهم يقدمون أغانى الحصاد والزراعة، وفى موسم جنى البلح، وهو ما حرصوا على غنائه فى حفلاتهم، مضيفاً أن أغانى التهجير من بين أغانيهم الأساسية فى التراث، فهم يرغبون فى العودة مرة ثانية لبلاد النوبة القديمة بعد أن تم طردهم منها أثناء بناء السد العالى. وترتدى الفتيات فى "نوبة نور" الجرجار النوبى، وهو زى نوبى تقليدى، فى حين يرتدى الرجال الجلباب الأبيض مع العمة، بحسب ما يقول أسامة، مضيفاً أنهم يقدمون رقصاتهم النوبية الشهيرة، وهى رقصة السمكة "برى"، والتى تكون برفع مشط الرجل وغيرها من الرقصات الجميلة.