لا شك أنه كان لمظاهرات 25 يناير 2011 بعض الإيجابيات، منها حق الانتخاب، حيث أصبح من حقنا اختيار الرئيس ومحاسبته، ولا شك أيضاً أنه لا يزال لهذه المظاهرات العديد من السلبيات، وبعيداً عن الآثار الاقتصادية، والبلطجة والفوضى التى لم يسبق لها مثيل، التى كانت ولا تزال من أخطر نتائج ما حدث فى مصر بعد خلع مبارك، فإن ما يفعله مثيرو الفتنة الطائفية يعد الأخطر على الإطلاق، خاصة بعد تزايد نشاط أولئك الذين يلعبون على وتر حقوق النصارى المضطهدين، فهؤلاء ومنهم على سبيل المثال هذه الصحيفة التى يملكها للأسف أحد المسيحيين، ويعمل معه رئيس تحرير يدين ب«الإسلام»، اللذان يروجان معاً لمزاعم اضطهاد الأقباط وعرض الدول حق اللجوء السياسى عليهم، وأتصور أنهما لن ينتهيا عن إثارة الفتنة، وسكب الزيت على النار حتى يحرقوا الوطن، وسيكونان أول من يحترقان بها. وقضية الفتنة الطائفية وأظن الجميع يعلم هذا جيداً ليست جديدة، فقد لعب عليها الاستعمار كثيراً، كما لعب عليها نظام مبارك أيضاً، ونحن هنا لا ننكر وجود مشاكل طائفية، وراءها مسلمون ومسيحيون، ولكن الزعم بأن المسيحيين مضطهدون ليس صحيحاً، فسياسياً الأغلبية هى التى تحكم فى كل أنحاء العالم، وهى التى تضع القوانين، وعلى الأقليات أياً كان دينها أن تلتزم، بل إننا نشاهد فى العديد من دول العالم غير المسلمة اضطهاداً غير مبرر للمسلمين، وصل لحد حرقهم أحياء دون أن تحتج الدول المتشدقة بالدفاع عن الحريات الدينية وحقوق الأقليات، فلا مجال إذن للقول بأن المسيحيين مضطهدون سياسياً، ولا اجتماعياً، أو اقتصادياً بدليل أن صاحب الصحيفة اليومية المسيحى المليونير، يعمل معه رئيس تحرير مسلم، وهناك الآلاف مثله، وهناك مليارديرات يديرون مشروعات ضخمة، ويربحون المليارات، وربما بعضهم يدخل ضمن قوائم أغنى أغنياء العالم، وللأسف من هؤلاء من يسعى أيضاً لبث الفتنة ويمول مظاهرات للأقباط، كما سبق لبعضهم أن أرسل فى أواخر التسعينات خطابات إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وإنجلترا وفرنسا، يطلب فيها منهم تكوين الجيش الصليبى لتحرير مصر من الاحتلال الإسلامى، وهذا يثير الكثير من الغضب لدى أكثر من 95% مواطنى مصر المسلمين. أما ما يحدث من مواجهات تزايدت فى الفترة الأخيرة بين مسلمين ومسيحيين، فأغلبها يكون نتاج خلافات عادية كثيراً ما تحدث بين كل المصريين، لكن تدخل بعض الأطراف خاصة الإعلام، يجعلها تأخذ صور الفتنة، ولو تحدثت عن بعض صور اضطهاد مسيحيين لمسلمين داخل مصر، أو إساءة للإسلام، فسوف أثير مشاعر الكثيرين، وأُتهم عندها بإثارة الفتنة، وما يحدث فى شبرا كثير وخطير، والكارثة الكبرى تلك الدعوة المشبوهة والمرفوضة من دعاة الفتنة المعروفين بأقباط المهجر بإجراء محاكمة لخير الأنبياء بل والخلق كلهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، التى تكشف مدى جرم هؤلاء ومن يساندهم أو يستمع لهم فى الداخل أو الخارج. إننى أدعو المسيحيين إلى عدم الاستماع لمثيرى الفتن من الذين يتاجرون بحقوقهم، داخلياً وخارجياً، وأن يندمجوا فى بلدهم.. ينشغلوا بآلامها ومشاكلها.. يشاركوها أحلامها وآمالها.. يخوضوا معاركها، عليهم أن يتخلوا ومن اليوم عن وصف أنفسهم ب«شعب الكنيسة»، ويعودوا كما كانوا جزءاً من شعب مصر.