إعادة تشكيل مجلس الجامعات الأهلية برئاسة وزير التعليم العالي    آخرها طالب من ذوي الهمم.. 3 مواقف إنسانية لوزير التعليم في جولاته بالمدارس    رايات وابتهالات.. استعدادات مكثفة للاحتفال بالليلة الختامية لمولد السيد البدوي    أبطال "WE INNOVATE" يقتنصون المركزين الأول والثالث في تحدي الأمن السيبرانى العربي بجايتكس نورث ستار    وزيرة التنمية المحلية تستقبل أعضاء من لجان الإدارة المحلية والشباب بالبرلمان    "مياه سوهاج" تدعو المواطنين لتركيب القطع الموفرة لترشيد الاستهلاك    نائب رئيس المجتمعات العمرانية يتفقد سير العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها بالعبور الجديدة    وزير الخارجية الإيراني: نقدر الجهود المصرية لتحقيق الاستقرار بالمنطقة    قمة أمريكية أوروبية في برلين الجمعة تجمع بايدن بماكرون وشولتز وستارمر    مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى من باب المغاربة    إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على إحدى النقاط بمدخل مدينة اللاذقية    خبير عسكري: المنطقة تتجه نحو حرب إقليمية طويلة    السيسي ووزير خارجية إسبانيا يؤكدان ضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة للأوضاع في غزة ولبنان    صدام قوي بين موناكو وليل.. ومهمة صعبة لسان جيرمان    بعثة الزمالك تسافر إلى الإمارات استعدادا للسوبر المصري    باريس سان جيرمان لاستعادة توازنه.. وموناكو لتأكيد الصدارة    فرص أمطار خفيفة.. الأرصاد تعلن درجات الحرارة اليوم الخميس    بدون ركاب.. انتشال أتوبيس عقب سقوطه في ترعة الشرقاوية بشبرا| صور    السكة الحديد تفصل سائق قطار لتعاطيه المخدرات وتحيله للنيابة    القبض على عاطلين بحوزتهم 4 آلاف قرص مخدر بالقليوبية    إحالة عاطل بتهمة سرقة الدراجات النارية في المطرية للمحاكمة    يوسف الشريف يعود للدراما بمسلسل جديد والعرض خارج رمضان 2025    أبرز تصريحات محمد هنيدي مع أنس بوخش    بعد اعتذار أحمد سعد.. كيف تعامل «مهرجان الموسيقى العربية» مع غيابه؟    مهرجان «المهن التمثيلية» يكرم اسم الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة    نائب بالشيوخ: النسخة الثانية لمؤتمر الصحة والسكان تسهم في تعزيز السياسات الصحية    لن يتجاوز سعرها 500 ألف جنيهًا.. شروط استيراد سيارات المعاقين (فيديو)    «عبد اللطيف» يتابع انتظام العملية التعليمية بعدد من المدارس في الجيزة    الأمم المتحدة: الدول العربية تساهم ب 5% فقط من الاحتباس الحراري العالمي    ناقد فني: يوسف وهبي ترك الهندسة بسبب حبه للتمثيل.. ومسرحياته تميزت بالتراجيديا    عثمان الخشت: الإيمان في عصر التكنولوجيا يواجه تحديات جديدة    سعر طن الأرز الشعير اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024    تحرير 5 محاضر ل«مخالفات تموينية» في حملات على أسواق قلين بكفر الشيخ    اتحاد الكرة: مكافأة خاصة للاعبي منتخب مصر.. وسنتأهل إلى كأس العالم    إعلان الكشوف النهائية للمرشحين بنقابة الصحفيين الفرعية بالإسكندرية اليوم    "المال الحرام".. أحمد كريمة يرد على عمر كمال والأخير يعلق    من هو رئيس المخابرات العامة الجديد خليفة عباس كامل؟    جامعة سوهاج تستضيف خبيرًا عالميًا في جراحات القلب    مركز معلومات تغير المناخ يصدر روشتة القمح للموسم الزراعي الجديد    «إنت بتأذي ابنك».. رسائل نارية من شوبير إلى ياسر ريان    التابعي: الأهلي يخسر أمام سيراميكا في هذه الحالة.. ورحيل زيزو عن الزمالك "مرفوض"    أحمد عيد يطير إلى المغرب للانضمام لمعسكر المصرى استعداداً للموسم الجديد    «التعليم» توجّه بحصر أعداد طلاب «أولى ثانوي» لتسليم التابلت    انفوجراف.. الأزهر للفتوى: تطبيقات المراهنات الإلكترونية قمار محرم    «طاقة الشيوخ» تدرس آليات جذب الاستثمارات وتحويل السيارات للعمل بالوقود    مسؤولة أممية: مستوى المعاناة في غزة يتحدى القدرة على الوصف والاستيعاب    تعرف على أماكن القوافل الطبية اليوم وغدا.. الكشف والعلاج مجاني    كيفية تدريب طفلك على تنظيف يديه بشكل منتظم.. لحمايته من الأمراض المعدية    رئيس جامعة القاهرة يوجه بسرعة إنجاز الأعمال بالمجمع الطبي للأطفال    جدول ترتيب هدافي دوري روشن السعودي قبل انطلاق الجولة السابعة    وزير الري يشهد إعداد مشروع إقليمي في مجال التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء    تقسيم ذهب الأم بعد وفاتها: الأحكام الشرعية والإجراءات    حالة الطرق اليوم، احذر زحام خانق بمعظم شوارع وكباري ومحاور القاهرة والجيزة    طرح البرومو الرسمي لفيلم "آل شنب".. وهذا موعد عرضه    بايدن يقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا ب 425 مليون دولار    هل يجوز تأدية صلاة الفجر بعد شروق الشمس.. الأزهر يوضح    5 أدعية نبوية للحماية من الحوادث وموت الفجأة.. بعدانقلاب أتوبيس الجلالة وقطار المنيا    قوى خفية قد تمنحك دفعة إلى الأمام.. توقعات برج القوس اليوم 17 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامح شكرى ل«الوطن»: القرار الأمريكى بإرسال طائرات الأباتشى يؤكد حرص «واشنطن» على علاقتها مع «القاهرة»
سفير مصر السابق فى واشنطن: التوجه نحو روسيا أقلق أمريكا.. واستئناف المساعدات «استغرق وقتاً أطول من اللازم»
نشر في الوطن يوم 25 - 04 - 2014

قال السفير سامح شكرى، سفير مصر السابق لدى الولايات المتحدة فى عهدى محمد حسنى مبارك ومحمد مرسى، فى الفترة من سبتمبر 2008 إلى أغسطس 2012، إن «الإخوان» عمدوا إلى توثيق علاقاتهم بمراكز الأبحاث الأمريكية المقربة من دوائر صناعة القرار الأمريكى للحصول على التعاطف والدعم. وأضاف فى حواره مع «الوطن»، أن السفارة المصرية فى «واشنطن» رصدت زيارات لعناصر «الإخوان» دون إخطار السفارة ودون إبلاغ الجانب الأمريكى للسفارة المصرية بها. وأشار «شكرى» إلى أن تعليق المساعدات الأمريكية المرتبطة بمكافحة الإرهاب «غير منطقى»، مؤكداً أن الربيع العربى لا يزال مستمراً وأن «30 يونيو» جزء منه.
■ ما رأيك فى استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر بعد شهور من تعليقها رغم ما تشهده مصر من إرهاب ممنهج؟
- أعتقد أن القرار يدل على أن هناك تطوراً إيجابياً ولكنه استغرق وقتاً أطول من اللازم، لكن فى المجمل العام القرار يؤكد أن الولايات المتحدة ما زالت حريصة على علاقاتها الإستراتيجية مع مصر والحفاظ على مصالحها بالمنطقة، وسيعيد الأمور إلى نصابها خاصة بعد اتخاذ مصر خطوات جادة فى تحقيق المسار الديمقراطى بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأشير إلى أن الولايات المتحدة أدركت خطورة الإرهاب الذى تواجهه مصر ويؤثر على المنطقة من قبل جماعة تهدف لتحقيق أهدافها التى تصدت لها ثورة 30 يونيو.
■ كيف كان شكل العلاقات بين نظام مبارك وواشنطن قبل ثورة 25 يناير، خاصة فى ظل تصريحات مبارك بأنه لم يكن يثق فى الأمريكان؟
- من المؤكد أنه كان هناك توتر ملحوظ فى العلاقات بين مبارك والرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن، خاصة أن «واشنطن» كانت تضغط وتطالب الجانب المصرى بإجراء إصلاحات سياسية، وكانت تستخدم «نبرة عالية» مع نظام مبارك، أدت للتوتر فى الأروقة الرسمية بين البلدين.
وعندما جاء باراك أوباما للحكم فى أمريكا، حاول أن تكون سياسته مغايرة لاحتواء آثار ما جرى بين البلدين فى فترة بوش الابن، وكان مجىء أوباما لمصر لإطلاق خطابه من جامعة القاهرة نوعاً من المصالحة مع العالم العربى والإسلامى، وتجنبت إدارة أوباما أن تخرج للساحة العلنية بانتقاد مصر. وشهد أول عامين من حكم أوباما رفع المشروطية عن المساعدات الأمريكية للقاهرة. كل تلك المؤشرات وقتها كانت دليلاً على أن واشنطن تريد إعادة التوازن للعلاقة القائمة مع مصر بوصفها شريكاً استراتيجياً وقوة إقليمية ضرورية لتحقيق الاستقرار فى المنطقة وتأمين دول الخليج. لكن مع اندلاع مظاهرات الرفض الشعبى ضد نظام مبارك فى 25 يناير، بدأت الولايات المتحدة تتخذ خطوات تدريجية لخدمة مصلحتها.
■ هل كانت هناك علاقة بين زيارة الفريق سامى عنان لواشنطن وقت الثورة، وانحياز الجيش للإرادة الشعبية فى ثورة يناير؟
- زيارة الفريق سامى عنان للولايات المتحدة كانت معدة مسبقاً فى إطار اللجنة العسكرية المشتركة التى تعقد مرة فى مصر ومرة فى أمريكا بشكل دورى، ومهمتها بحث كل العلاقات العسكرية بين البلدين. لذلك فإن وجود الفريق «عنان» فى واشنطن وقت الثورة كان مجرد مصادفة. ظل الفريق «عنان» يتابع الأزمة لمدة يومين خلال وجوده فى أمريكا، قبل أن يصدر تصديق من المشير طنطاوى وزير الدفاع الأسبق، بعودة رئيس الأركان السابق للقاهرة.
وأنا أستبعد تماماً وجود أى نوع من التوجيه الأمريكى للقوات المسلحة، خاصة أن قرار القوات المسلحة المصرية كان داعماً لإرادة الشعب ونابعاً من مسئوليتها الوطنية تجاهه. أما دورى كسفير لمصر لدى واشنطن فى تلك الفترة، فكان يتركز على التواصل مع المسئولين فى الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، وعقدت عدة لقاءات مع نائب مستشار الأمن القومى، وكنت أستخلص رؤية الإدارة الأمريكية حول الأحداث فى مصر، بينما أنقل للجانب الأمريكى ما يحدث فى مصر من تغييرات فى المسار السياسى، وما قام به نائب الرئيس الراحل عمر سليمان من صياغات سياسية لمعالجة الأوضاع على الأرض.
■ وهل نقلتم للإدارة الأمريكية صورة واضحة لتوجهات الشارع المصرى فى تلك الفترة؟
- نقلت توجهات الشارع المصرى بالفعل، وفعلت ذلك دون توجيهات من أحد، بل إننى شعرت أن الساحة كانت خالية من المسئولين المصريين المطلوبين لشرح الأوضاع فى القاهرة فى وسائل الإعلام الأمريكية، خاصة أن تلك الفترة شهدت اهتماماً إعلامياً لم يسبق له مثيل فى تاريخ الولايات المتحدة.
■ شهدت المرحلة الانتقالية أخطاء وتجاوزات صعبّت من إدارة المجلس العسكرى لها، كيف كانت السفارة تنقل الصورة للإدارة الأمريكية؟
- كانت الفترة الانتقالية صعبة، والأصعب أنه كان يظهر خلالها قدر عال من الاضطراب والتشاحن السياسى بين الأطراف المختلفة، وكان على السفارة أن تستخلص وسط تلك الاضطرابات حقيقة ما يحدث ونقل الصورة للإدارة الأمريكية القلقة بشأن التطورات على الأرض فى مصر. وفى تلك الفترة، كانت واشنطن ترغب فى استثمار علاقاتها الوثيقة مع المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى، والذى كان يُنظر إليه على أنه رأس السلطة الحاكمة فى البلاد. وشرحت السفارة تطورات الأوضاع، وقامت بتقريب وجهات النظر السياسية بين الجانبين.
■ ماذا عن قضية التمويل الأجنبى التى أثارت انتقاد الأوساط السياسية بعد خروج المتهمين من مصر بصورة غير مفهومة أقرب إلى التهريب خلال الفترة الانتقالية السابقة؟
- القضية متشعبة وفيها تفاصيل كثيرة ولن أخوض فيها. لكن تطوراتها كانت غير مريحة وأسلوب معالجتها كان فيه كثير من القصور. ولا أجد أى مبرر لخروج المتهمين الأمريكان بهذه الطريقة من مصر.
■ وماذا عن الحديث الذى تردد وقتها عن وجود صفقة بين المجلس العسكرى السابق بقيادة المشير «طنطاوى» والإدارة الأمريكية، بهدف تسليم الإخوان مقاليد الحكم، مقابل حماية التنظيم الدولى الإخوانى مصالح واشنطن فى مصر والمنطقة؟
- أستبعد حدوث صفقة بين المجلس العسكرى وواشنطن. لكن ربما كانت الولايات المتحدة ترجح أن الإخوان سيحظون بأغلبية فى الانتخابات البرلمانية، وبناء على ذلك اهتم المسئولون الأمريكان بتوثيق علاقتهم بهم. وشهدت مصر زيارات عديدة من نواب الكونجرس لمسئولى الإخوان ومرشدهم العام، لضمان الحفاظ على المصالح الأمريكية فى حالة وصول الإخوان للحكم. ومما لا شك فيه أن الإخوان والأمريكان توصلا لصيغة تفاهم ورضا حول المصالح المشتركة التى تجمع بينهما، ولا أتصور أن هناك أى دور قام به المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى هذا التفاهم بين الطرفين، خاصة أنه كان يظهر دائماً أنه جهة محايدة وأن القوات المسلحة تحمى كافة أبناء مصر.
■ ما أبرز التحركات والاتصالات التى رصدتها السفارة المصرية فى واشنطن بين الإخوان والمسئولين الأمريكان فى مرحلة المجلس العسكرى؟
- جاءت لواشنطن وفود ممثلة عن حزب «الحرية والعدالة» المنبثق عن جماعة الإخوان، وكانت زياراتهم بتنسيق مع السفارة، وجاء أفراد آخرون غيرهم ينتمون لجماعة الإخوان، بدعوة من مراكز الأبحاث الأمريكية لعقد ندوات ولقاءات فيها. أما دور السفارة المصرية فكان يتلخص فى شرح الأوضاع فى المشهد السياسى المصرى لواشنطن بشكل سليم، وقمنا بترتيب لقاءات بين ممثلى حزب الحرية والعدالة، باعتبارهم حزباً موجوداً على الساحة مثل حزب الوفد وأى حزب آخر، مع الجانب الأمريكى لعرض وجهات النظر المختلفة، وفى الوقت نفسه كانت هناك زيارات أخرى من أعضاء الإخوان أو وجوه مرتبطة ب«الحرية والعدالة»، تمت دون تنسيق مع السفارة، ودون إبلاغنا رسمياً بها، ولم تخطرنا بها الإدارة الأمريكية بالمقابل.
■ هل كان «عصام الحداد»، مستشار «مرسى» للشئون الخارجية، ضمن الأسماء التى زارت واشنطن فى تلك الفترة؟
- أتحفظ على ذكر الأسماء، ولم نعلم بوجود «عصام الحداد» وتحركاته فى واشنطن حتى مغادرتى للسفارة فى سبتمبر 2012.
■ ما رأيك فى تأكيد محللين أن الإخوان عملوا على توثيق علاقاتهم بمراكز الأبحاث القريبة من دوائر صنع القرار الأمريكى لخدمة مصلحتهم؟
- بالتأكيد بعد ثورة 25 يناير روّج الإخوان لأنفسهم فى مراكز الأبحاث، وتعاملت معهم تلك المراكز بنوع من التعاطف بعد الترويج بأنهم «مضطهدون» منذ 80 عاماً وأنهم عملوا على تنشيط العمل الخيرى ونبذ الإرهاب وبذلوا جهداً كبيراً فى دعم العمل التطوعى، وأنهم استطاعوا كسب تأييد الشعب ويحتاجون فتح قنوات خارجية، وأنهم يدعمون الممارسة الديمقراطية من خلال اعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وما زالت مراكز الأبحاث تنظر إليهم باعتبارهم قوة لها تأثيرها فى الشارع المصرى، وكل أحداث العنف التى تتعرض لها مصر مبعثها تغيير النظام الحالى والعودة للنظام السابق، وأمريكا استخدمت معايير مزدوجة ولم تُقدر أنه لم يكن هناك نظام ديمقراطى ممثل فى البرلمان يمكنه عزل الرئيس، وأنه لا يمكن استمرار هذا النظام لمدة 4 سنوات رغم أنه أخفق فى إدارة الدولة.
■ ما السبب الرئيسى لدعم واشنطن للإخوان بهذه الدرجة القوية؟
- لأن واشنطن لديها مصالح فى مناطق غير مصر، لها مصالح فى تونس وليبيا وربما سوريا، وهو ما يجعلها حريصة على عدم اتخاذ موقف حاسم فى معارضتها للممارسات الإخوانية، وهو ما يؤثر على علاقتها ومصالحها فى تونس وليبيا. واشنطن استثمرت فى الإخوان ووجدت من يوفر احتياجاتها فيهم، وهى تشعر الآن أنها فقدت شيئاً مهماً وهناك اضطراب فى المشهد السياسى المصرى، وهذا الاضطراب قد يؤدى لعودة الإخوان، ولكن الولايات المتحدة تعمل فى إطار المصالح المشتركة وستتعامل مع نظام الحكم الذى يختاره الشعب.
■ كيف قام الإخوان بالترويج لأنفسهم فى الولايات المتحدة بعد ثورة 25 يناير؟ وماذا رصدت السفارة المصرية فى واشنطن فى هذا الإطار؟
- كانت الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم ترصد الأوضاع فى مصر، ولا ينكر أحد أن «الحرية والعدالة» أخذ زخماً شعبياً فى الانتخابات البرلمانية وحصلوا على أكثر من 70% من البرلمان، وشكلوا كتلة سياسية لا يستهان بها، وعلى هذا فتحت لهم الولايات المتحدة الباب وأبدت الرغبة فى إقامة العلاقات مع الجانب الذى يحافظ على مصالحها، ولكن دون أن تفرض إرادتها على الشعب المصرى. الانتخابات كانت نزيهة وخضعت لمراقبة دولية ومحلية، وما حدث فى «30 يونيو» كان رغبة المصريين فى التغيير، خاصة بعد أن أدرك الشعب أن ادعاءات الإخوان ما هى إلا أكاذيب، والإخوان كانوا طامعين فى السلطة وليست لديهم الكفاءة والكوادر والقدرة على إدارة دولة بحجم مصر، وقد أثبتت الأيام عدم جدارتهم إلى أن وصلت نقطة الصدام النهائى فى «30 يونيو». قد تكون واشنطن دعمت الإخوان سياسياً أو مالياً لتحقيق ما تراه فى مصلحتها، ولكن الكلمة فى النهاية للشعب.
■ هل كانت هناك تدخلات من الإخوان فى إدارة عمل السفارة المصرية فى واشنطن خلال فترة حكمهم؟
- لم أتلق فى أى وقت توجيهاً مباشراً من الرئاسة، ومن غير الوارد طبعاً أن أتلقى من حزب «الحرية والعدالة» أى توجيهات، ولكننى تشاورت مع عصام الحداد فى الأمور المرتبطة بالعلاقات الأمريكية المصرية، ولم تكن هناك توجيهات محددة وإنما مجرد مشاورات مرتبطة بزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى يوليو 2012، وكانت أول زيارة لمسئول أمريكى على هذه الدرجة بعد تولى «مرسى» الرئاسة، ولهذا كان طبيعياً إحاطة الرئاسة بالرؤية الأمريكية.
■ هل قمت بترتيب زيارة هيلارى كلينتون لمصر بعد فوز مرسى بالرئاسة؟
- كانت مبادرة من الجانب الأمريكى ومصر رحبت بها وحضّرنا لها جيداً وما استشعرته عدم وجود ثقة من جانب مؤسسة الرئاسة التى يديرها الإخوان لمن لا ينتمى لهم بشكل مباشر. لم يتولد لدىَّ أن هناك ثقة فيما يطرح عليهم من رؤى لعدم وجود الانتماء، وأوصيت بشىء وشعرت بأنهم يتعاملون مع توصياتى بقدر من الريبة والتشكك، وأسلوب التعامل مع أجهزة الدولة كان سبباً فى إخفاقهم.
■ ما كواليس زيارة «مرسى» ل«واشنطن» وتأجيلها؟ وما حقيقة ادعاءات الإخوان بأنها كانت بناءً على رغبة الرئيس الأمريكى؟
- حينما عدت إلى مصر، تلقيت رغبة ملحة من «مرسى» لزيارة الولايات المتحدة، وبالفعل نقلتها لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، وقد استقبلتها بقدر من الإيجابية.
■ ما ردك على تصريحات الإخوان بأن سفراء مصر فى الخارج يعملون لحساب نظام مبارك ووصفهم ب«الجواسيس»؟
- أرفضه بالتأكيد، وسفراء مصر فى أى عصر يخدمون المصلحة المصرية فقط.
■ ماذا عن التخبط الدائر داخل الإدارة الأمريكية بشأن مصر؟
- الإدارة الأمريكية تضع قراراتها بالتنسيق مع «الكونجرس» والبيت الأبيض ووزارتى الخارجية والدفاع ومراكز البحث، جميعهم يتشاورون للوصول إلى موقف أمريكى رسمى. وهناك سياسة واضحة متمثلة فى التصريحات الرسمية الصادرة عنها، وإذا كان هناك خلاف فى الرؤى، فإن هذا الأمر لا يعنى مصر فى شىء لأنها تتعامل مع الموقف الرسمى فقط وهو المعروف الآن.
■ ما زالت واشنطن تتدخل فى شئوننا وتنصّب نفسها حكماً على مصر والعديد من الدول من خلال تقارير حقوق الإنسان واعتبارات الديمقراطية.. ما تعليقك؟
- أمريكا تنصّب نفسها حكماً على العالم وليس مصر فقط، وهى تصدر تقارير لا نعلم من أين حصلوا على تفاصيلها. مركز الولايات المتحدة فى العالم ربما جعلها تشعر بأنها حكم على الجميع. والتدخل فى الشأن المصرى مرفوض تماماً.
■ ماذا عن الشركات الأمريكية التى تتعاقد معها مصر للتواصل مع «الكونجرس» لدعم القرارات الخاصة بمصر؟
- مهمة هذه الشركات هى دعم السفارة المصرية فى واشنطن للتفاعل مع أعضاء «الكونجرس» نظراً لعلاقاتها معهم، وهى تسهل فتح أبواب وإتاحة لقاءات مع أعضاء «الكونجرس»، ولكن فى النهاية دورها هو دور مساعد. بشكل عام، لا يستطيع طرح وجهة النظر المصرية سوى المسئولين المصريين.
■ هل شاركت أو أى من أعضاء السفارة المصرية فى جلسات «الكونجرس» للرد على أى استفسارات بشأن الأوضاع فى مصر؟
- أعضاء السفارة يشاركون بصفة مستمرة فى الجلسات المفتوحة، كما أن لجنة العلاقات الخارجية تدعو الشهود للإدلاء بشهاداتهم فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، وهى جلسات مفتوحة للحضور العام، وهناك لقاءات أجريها مع أعضاء «الكونجرس» فى مكاتبهم وتكون جلسات مغلقة لشرح الأوضاع فى مصر والاهتمام بالعلاقات الثنائية.
■ ما رأيك فى عدم تعيين واشنطن سفيراً لها فى مصر بعد سحب آن باترسون فى سبتمبر الماضى؟ وهل هذه الخطوة بسبب عدم الاعتراف بالسلطة المؤقتة فى مصر؟
- عدم تعيين سفير أمريكى جديد يزيد من اضطراب العلاقات، ولا أفهم الأمر فى الحقيقة لأنه لا يتلاءم مع شريك استراتيجى له مصالح معنا. الاستمرار بدون سفير يشير إلى موقف سياسى غير إيجابى، وهو أن الولايات المتحدة تحاول أن تبتعد عن واقع الأمور.
■ بعد «30 يونيو» توجهت مصر إلى روسيا مؤكدة أنها لا تسعى لاستبدال طرف بآخر.. ولكن البعض يرى أن الخطوة أثارت قلق «واشنطن».. فهل ترى ذلك بالفعل؟
- بالطبع أثارت قلق «واشنطن»، وإذا لم تكن أثارت القلق فلماذا أصدرت «واشنطن» بيانها من الأساس؟
■ هل يوجد الآن لوبى عربى يسعى لمواجهة تحركات أمريكا الداعمة للإخوان فى المنطقة خاصة بعد 30 يونيو؟
- الربيع العربى لم يتوقف ولا يزال مستمراً، و30 يونيو جزء منه. ولاتزال تطلعات الشعوب التى سميت «الربيع العربى» مستمرة، وأكدت «30 يونيو» أن التوجه السياسى ومن تولوا الحكم فى تلك الفترة لم يكونوا مؤهلين ولم يحققوا أهداف ثورة 25 يناير. بعيداً عن المسميات سواء «ربيع عربى» أو غيره، ما حدث هو ابتعاد عن الأهداف الأساسية وجاءت «30 يونيو» لتصحيح المسار وإعادة الأهداف التى كان يطالب بها الشعب، والخليج يخشى ممارسات تنظيم الإخوان، ولذلك يسعى بكل قوة لصده مع مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة