سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سامح شكرى ل«الوطن»: القرار الأمريكى بإرسال طائرات الأباتشى يؤكد حرص «واشنطن» على علاقتها مع «القاهرة» سفير مصر السابق فى واشنطن: التوجه نحو روسيا أقلق أمريكا.. واستئناف المساعدات «استغرق وقتاً أطول من اللازم»
قال السفير سامح شكرى، سفير مصر السابق لدى الولاياتالمتحدة فى عهدى محمد حسنى مبارك ومحمد مرسى، فى الفترة من سبتمبر 2008 إلى أغسطس 2012، إن «الإخوان» عمدوا إلى توثيق علاقاتهم بمراكز الأبحاث الأمريكية المقربة من دوائر صناعة القرار الأمريكى للحصول على التعاطف والدعم. وأضاف فى حواره مع «الوطن»، أن السفارة المصرية فى «واشنطن» رصدت زيارات لعناصر «الإخوان» دون إخطار السفارة ودون إبلاغ الجانب الأمريكى للسفارة المصرية بها. وأشار «شكرى» إلى أن تعليق المساعدات الأمريكية المرتبطة بمكافحة الإرهاب «غير منطقى»، مؤكداً أن الربيع العربى لا يزال مستمراً وأن «30 يونيو» جزء منه. ■ ما رأيك فى استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر بعد شهور من تعليقها رغم ما تشهده مصر من إرهاب ممنهج؟ - أعتقد أن القرار يدل على أن هناك تطوراً إيجابياً ولكنه استغرق وقتاً أطول من اللازم، لكن فى المجمل العام القرار يؤكد أن الولاياتالمتحدة ما زالت حريصة على علاقاتها الإستراتيجية مع مصر والحفاظ على مصالحها بالمنطقة، وسيعيد الأمور إلى نصابها خاصة بعد اتخاذ مصر خطوات جادة فى تحقيق المسار الديمقراطى بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأشير إلى أن الولاياتالمتحدة أدركت خطورة الإرهاب الذى تواجهه مصر ويؤثر على المنطقة من قبل جماعة تهدف لتحقيق أهدافها التى تصدت لها ثورة 30 يونيو. ■ كيف كان شكل العلاقات بين نظام مبارك وواشنطن قبل ثورة 25 يناير، خاصة فى ظل تصريحات مبارك بأنه لم يكن يثق فى الأمريكان؟ - من المؤكد أنه كان هناك توتر ملحوظ فى العلاقات بين مبارك والرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن، خاصة أن «واشنطن» كانت تضغط وتطالب الجانب المصرى بإجراء إصلاحات سياسية، وكانت تستخدم «نبرة عالية» مع نظام مبارك، أدت للتوتر فى الأروقة الرسمية بين البلدين. وعندما جاء باراك أوباما للحكم فى أمريكا، حاول أن تكون سياسته مغايرة لاحتواء آثار ما جرى بين البلدين فى فترة بوش الابن، وكان مجىء أوباما لمصر لإطلاق خطابه من جامعة القاهرة نوعاً من المصالحة مع العالم العربى والإسلامى، وتجنبت إدارة أوباما أن تخرج للساحة العلنية بانتقاد مصر. وشهد أول عامين من حكم أوباما رفع المشروطية عن المساعدات الأمريكية للقاهرة. كل تلك المؤشرات وقتها كانت دليلاً على أن واشنطن تريد إعادة التوازن للعلاقة القائمة مع مصر بوصفها شريكاً استراتيجياً وقوة إقليمية ضرورية لتحقيق الاستقرار فى المنطقة وتأمين دول الخليج. لكن مع اندلاع مظاهرات الرفض الشعبى ضد نظام مبارك فى 25 يناير، بدأت الولاياتالمتحدة تتخذ خطوات تدريجية لخدمة مصلحتها. ■ هل كانت هناك علاقة بين زيارة الفريق سامى عنان لواشنطن وقت الثورة، وانحياز الجيش للإرادة الشعبية فى ثورة يناير؟ - زيارة الفريق سامى عنان للولايات المتحدة كانت معدة مسبقاً فى إطار اللجنة العسكرية المشتركة التى تعقد مرة فى مصر ومرة فى أمريكا بشكل دورى، ومهمتها بحث كل العلاقات العسكرية بين البلدين. لذلك فإن وجود الفريق «عنان» فى واشنطن وقت الثورة كان مجرد مصادفة. ظل الفريق «عنان» يتابع الأزمة لمدة يومين خلال وجوده فى أمريكا، قبل أن يصدر تصديق من المشير طنطاوى وزير الدفاع الأسبق، بعودة رئيس الأركان السابق للقاهرة. وأنا أستبعد تماماً وجود أى نوع من التوجيه الأمريكى للقوات المسلحة، خاصة أن قرار القوات المسلحة المصرية كان داعماً لإرادة الشعب ونابعاً من مسئوليتها الوطنية تجاهه. أما دورى كسفير لمصر لدى واشنطن فى تلك الفترة، فكان يتركز على التواصل مع المسئولين فى الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، وعقدت عدة لقاءات مع نائب مستشار الأمن القومى، وكنت أستخلص رؤية الإدارة الأمريكية حول الأحداث فى مصر، بينما أنقل للجانب الأمريكى ما يحدث فى مصر من تغييرات فى المسار السياسى، وما قام به نائب الرئيس الراحل عمر سليمان من صياغات سياسية لمعالجة الأوضاع على الأرض. ■ وهل نقلتم للإدارة الأمريكية صورة واضحة لتوجهات الشارع المصرى فى تلك الفترة؟ - نقلت توجهات الشارع المصرى بالفعل، وفعلت ذلك دون توجيهات من أحد، بل إننى شعرت أن الساحة كانت خالية من المسئولين المصريين المطلوبين لشرح الأوضاع فى القاهرة فى وسائل الإعلام الأمريكية، خاصة أن تلك الفترة شهدت اهتماماً إعلامياً لم يسبق له مثيل فى تاريخ الولاياتالمتحدة. ■ شهدت المرحلة الانتقالية أخطاء وتجاوزات صعبّت من إدارة المجلس العسكرى لها، كيف كانت السفارة تنقل الصورة للإدارة الأمريكية؟ - كانت الفترة الانتقالية صعبة، والأصعب أنه كان يظهر خلالها قدر عال من الاضطراب والتشاحن السياسى بين الأطراف المختلفة، وكان على السفارة أن تستخلص وسط تلك الاضطرابات حقيقة ما يحدث ونقل الصورة للإدارة الأمريكية القلقة بشأن التطورات على الأرض فى مصر. وفى تلك الفترة، كانت واشنطن ترغب فى استثمار علاقاتها الوثيقة مع المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى، والذى كان يُنظر إليه على أنه رأس السلطة الحاكمة فى البلاد. وشرحت السفارة تطورات الأوضاع، وقامت بتقريب وجهات النظر السياسية بين الجانبين. ■ ماذا عن قضية التمويل الأجنبى التى أثارت انتقاد الأوساط السياسية بعد خروج المتهمين من مصر بصورة غير مفهومة أقرب إلى التهريب خلال الفترة الانتقالية السابقة؟ - القضية متشعبة وفيها تفاصيل كثيرة ولن أخوض فيها. لكن تطوراتها كانت غير مريحة وأسلوب معالجتها كان فيه كثير من القصور. ولا أجد أى مبرر لخروج المتهمين الأمريكان بهذه الطريقة من مصر. ■ وماذا عن الحديث الذى تردد وقتها عن وجود صفقة بين المجلس العسكرى السابق بقيادة المشير «طنطاوى» والإدارة الأمريكية، بهدف تسليم الإخوان مقاليد الحكم، مقابل حماية التنظيم الدولى الإخوانى مصالح واشنطن فى مصر والمنطقة؟ - أستبعد حدوث صفقة بين المجلس العسكرى وواشنطن. لكن ربما كانت الولاياتالمتحدة ترجح أن الإخوان سيحظون بأغلبية فى الانتخابات البرلمانية، وبناء على ذلك اهتم المسئولون الأمريكان بتوثيق علاقتهم بهم. وشهدت مصر زيارات عديدة من نواب الكونجرس لمسئولى الإخوان ومرشدهم العام، لضمان الحفاظ على المصالح الأمريكية فى حالة وصول الإخوان للحكم. ومما لا شك فيه أن الإخوان والأمريكان توصلا لصيغة تفاهم ورضا حول المصالح المشتركة التى تجمع بينهما، ولا أتصور أن هناك أى دور قام به المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى هذا التفاهم بين الطرفين، خاصة أنه كان يظهر دائماً أنه جهة محايدة وأن القوات المسلحة تحمى كافة أبناء مصر. ■ ما أبرز التحركات والاتصالات التى رصدتها السفارة المصرية فى واشنطن بين الإخوان والمسئولين الأمريكان فى مرحلة المجلس العسكرى؟ - جاءت لواشنطن وفود ممثلة عن حزب «الحرية والعدالة» المنبثق عن جماعة الإخوان، وكانت زياراتهم بتنسيق مع السفارة، وجاء أفراد آخرون غيرهم ينتمون لجماعة الإخوان، بدعوة من مراكز الأبحاث الأمريكية لعقد ندوات ولقاءات فيها. أما دور السفارة المصرية فكان يتلخص فى شرح الأوضاع فى المشهد السياسى المصرى لواشنطن بشكل سليم، وقمنا بترتيب لقاءات بين ممثلى حزب الحرية والعدالة، باعتبارهم حزباً موجوداً على الساحة مثل حزب الوفد وأى حزب آخر، مع الجانب الأمريكى لعرض وجهات النظر المختلفة، وفى الوقت نفسه كانت هناك زيارات أخرى من أعضاء الإخوان أو وجوه مرتبطة ب«الحرية والعدالة»، تمت دون تنسيق مع السفارة، ودون إبلاغنا رسمياً بها، ولم تخطرنا بها الإدارة الأمريكية بالمقابل. ■ هل كان «عصام الحداد»، مستشار «مرسى» للشئون الخارجية، ضمن الأسماء التى زارت واشنطن فى تلك الفترة؟ - أتحفظ على ذكر الأسماء، ولم نعلم بوجود «عصام الحداد» وتحركاته فى واشنطن حتى مغادرتى للسفارة فى سبتمبر 2012. ■ ما رأيك فى تأكيد محللين أن الإخوان عملوا على توثيق علاقاتهم بمراكز الأبحاث القريبة من دوائر صنع القرار الأمريكى لخدمة مصلحتهم؟ - بالتأكيد بعد ثورة 25 يناير روّج الإخوان لأنفسهم فى مراكز الأبحاث، وتعاملت معهم تلك المراكز بنوع من التعاطف بعد الترويج بأنهم «مضطهدون» منذ 80 عاماً وأنهم عملوا على تنشيط العمل الخيرى ونبذ الإرهاب وبذلوا جهداً كبيراً فى دعم العمل التطوعى، وأنهم استطاعوا كسب تأييد الشعب ويحتاجون فتح قنوات خارجية، وأنهم يدعمون الممارسة الديمقراطية من خلال اعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وما زالت مراكز الأبحاث تنظر إليهم باعتبارهم قوة لها تأثيرها فى الشارع المصرى، وكل أحداث العنف التى تتعرض لها مصر مبعثها تغيير النظام الحالى والعودة للنظام السابق، وأمريكا استخدمت معايير مزدوجة ولم تُقدر أنه لم يكن هناك نظام ديمقراطى ممثل فى البرلمان يمكنه عزل الرئيس، وأنه لا يمكن استمرار هذا النظام لمدة 4 سنوات رغم أنه أخفق فى إدارة الدولة. ■ ما السبب الرئيسى لدعم واشنطن للإخوان بهذه الدرجة القوية؟ - لأن واشنطن لديها مصالح فى مناطق غير مصر، لها مصالح فى تونس وليبيا وربما سوريا، وهو ما يجعلها حريصة على عدم اتخاذ موقف حاسم فى معارضتها للممارسات الإخوانية، وهو ما يؤثر على علاقتها ومصالحها فى تونس وليبيا. واشنطن استثمرت فى الإخوان ووجدت من يوفر احتياجاتها فيهم، وهى تشعر الآن أنها فقدت شيئاً مهماً وهناك اضطراب فى المشهد السياسى المصرى، وهذا الاضطراب قد يؤدى لعودة الإخوان، ولكن الولاياتالمتحدة تعمل فى إطار المصالح المشتركة وستتعامل مع نظام الحكم الذى يختاره الشعب. ■ كيف قام الإخوان بالترويج لأنفسهم فى الولاياتالمتحدة بعد ثورة 25 يناير؟ وماذا رصدت السفارة المصرية فى واشنطن فى هذا الإطار؟ - كانت الولاياتالمتحدة وغيرها من دول العالم ترصد الأوضاع فى مصر، ولا ينكر أحد أن «الحرية والعدالة» أخذ زخماً شعبياً فى الانتخابات البرلمانية وحصلوا على أكثر من 70% من البرلمان، وشكلوا كتلة سياسية لا يستهان بها، وعلى هذا فتحت لهم الولاياتالمتحدة الباب وأبدت الرغبة فى إقامة العلاقات مع الجانب الذى يحافظ على مصالحها، ولكن دون أن تفرض إرادتها على الشعب المصرى. الانتخابات كانت نزيهة وخضعت لمراقبة دولية ومحلية، وما حدث فى «30 يونيو» كان رغبة المصريين فى التغيير، خاصة بعد أن أدرك الشعب أن ادعاءات الإخوان ما هى إلا أكاذيب، والإخوان كانوا طامعين فى السلطة وليست لديهم الكفاءة والكوادر والقدرة على إدارة دولة بحجم مصر، وقد أثبتت الأيام عدم جدارتهم إلى أن وصلت نقطة الصدام النهائى فى «30 يونيو». قد تكون واشنطن دعمت الإخوان سياسياً أو مالياً لتحقيق ما تراه فى مصلحتها، ولكن الكلمة فى النهاية للشعب. ■ هل كانت هناك تدخلات من الإخوان فى إدارة عمل السفارة المصرية فى واشنطن خلال فترة حكمهم؟ - لم أتلق فى أى وقت توجيهاً مباشراً من الرئاسة، ومن غير الوارد طبعاً أن أتلقى من حزب «الحرية والعدالة» أى توجيهات، ولكننى تشاورت مع عصام الحداد فى الأمور المرتبطة بالعلاقات الأمريكية المصرية، ولم تكن هناك توجيهات محددة وإنما مجرد مشاورات مرتبطة بزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى يوليو 2012، وكانت أول زيارة لمسئول أمريكى على هذه الدرجة بعد تولى «مرسى» الرئاسة، ولهذا كان طبيعياً إحاطة الرئاسة بالرؤية الأمريكية. ■ هل قمت بترتيب زيارة هيلارى كلينتون لمصر بعد فوز مرسى بالرئاسة؟ - كانت مبادرة من الجانب الأمريكى ومصر رحبت بها وحضّرنا لها جيداً وما استشعرته عدم وجود ثقة من جانب مؤسسة الرئاسة التى يديرها الإخوان لمن لا ينتمى لهم بشكل مباشر. لم يتولد لدىَّ أن هناك ثقة فيما يطرح عليهم من رؤى لعدم وجود الانتماء، وأوصيت بشىء وشعرت بأنهم يتعاملون مع توصياتى بقدر من الريبة والتشكك، وأسلوب التعامل مع أجهزة الدولة كان سبباً فى إخفاقهم. ■ ما كواليس زيارة «مرسى» ل«واشنطن» وتأجيلها؟ وما حقيقة ادعاءات الإخوان بأنها كانت بناءً على رغبة الرئيس الأمريكى؟ - حينما عدت إلى مصر، تلقيت رغبة ملحة من «مرسى» لزيارة الولاياتالمتحدة، وبالفعل نقلتها لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، وقد استقبلتها بقدر من الإيجابية. ■ ما ردك على تصريحات الإخوان بأن سفراء مصر فى الخارج يعملون لحساب نظام مبارك ووصفهم ب«الجواسيس»؟ - أرفضه بالتأكيد، وسفراء مصر فى أى عصر يخدمون المصلحة المصرية فقط. ■ ماذا عن التخبط الدائر داخل الإدارة الأمريكية بشأن مصر؟ - الإدارة الأمريكية تضع قراراتها بالتنسيق مع «الكونجرس» والبيت الأبيض ووزارتى الخارجية والدفاع ومراكز البحث، جميعهم يتشاورون للوصول إلى موقف أمريكى رسمى. وهناك سياسة واضحة متمثلة فى التصريحات الرسمية الصادرة عنها، وإذا كان هناك خلاف فى الرؤى، فإن هذا الأمر لا يعنى مصر فى شىء لأنها تتعامل مع الموقف الرسمى فقط وهو المعروف الآن. ■ ما زالت واشنطن تتدخل فى شئوننا وتنصّب نفسها حكماً على مصر والعديد من الدول من خلال تقارير حقوق الإنسان واعتبارات الديمقراطية.. ما تعليقك؟ - أمريكا تنصّب نفسها حكماً على العالم وليس مصر فقط، وهى تصدر تقارير لا نعلم من أين حصلوا على تفاصيلها. مركز الولاياتالمتحدة فى العالم ربما جعلها تشعر بأنها حكم على الجميع. والتدخل فى الشأن المصرى مرفوض تماماً. ■ ماذا عن الشركات الأمريكية التى تتعاقد معها مصر للتواصل مع «الكونجرس» لدعم القرارات الخاصة بمصر؟ - مهمة هذه الشركات هى دعم السفارة المصرية فى واشنطن للتفاعل مع أعضاء «الكونجرس» نظراً لعلاقاتها معهم، وهى تسهل فتح أبواب وإتاحة لقاءات مع أعضاء «الكونجرس»، ولكن فى النهاية دورها هو دور مساعد. بشكل عام، لا يستطيع طرح وجهة النظر المصرية سوى المسئولين المصريين. ■ هل شاركت أو أى من أعضاء السفارة المصرية فى جلسات «الكونجرس» للرد على أى استفسارات بشأن الأوضاع فى مصر؟ - أعضاء السفارة يشاركون بصفة مستمرة فى الجلسات المفتوحة، كما أن لجنة العلاقات الخارجية تدعو الشهود للإدلاء بشهاداتهم فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، وهى جلسات مفتوحة للحضور العام، وهناك لقاءات أجريها مع أعضاء «الكونجرس» فى مكاتبهم وتكون جلسات مغلقة لشرح الأوضاع فى مصر والاهتمام بالعلاقات الثنائية. ■ ما رأيك فى عدم تعيين واشنطن سفيراً لها فى مصر بعد سحب آن باترسون فى سبتمبر الماضى؟ وهل هذه الخطوة بسبب عدم الاعتراف بالسلطة المؤقتة فى مصر؟ - عدم تعيين سفير أمريكى جديد يزيد من اضطراب العلاقات، ولا أفهم الأمر فى الحقيقة لأنه لا يتلاءم مع شريك استراتيجى له مصالح معنا. الاستمرار بدون سفير يشير إلى موقف سياسى غير إيجابى، وهو أن الولاياتالمتحدة تحاول أن تبتعد عن واقع الأمور. ■ بعد «30 يونيو» توجهت مصر إلى روسيا مؤكدة أنها لا تسعى لاستبدال طرف بآخر.. ولكن البعض يرى أن الخطوة أثارت قلق «واشنطن».. فهل ترى ذلك بالفعل؟ - بالطبع أثارت قلق «واشنطن»، وإذا لم تكن أثارت القلق فلماذا أصدرت «واشنطن» بيانها من الأساس؟ ■ هل يوجد الآن لوبى عربى يسعى لمواجهة تحركات أمريكا الداعمة للإخوان فى المنطقة خاصة بعد 30 يونيو؟ - الربيع العربى لم يتوقف ولا يزال مستمراً، و30 يونيو جزء منه. ولاتزال تطلعات الشعوب التى سميت «الربيع العربى» مستمرة، وأكدت «30 يونيو» أن التوجه السياسى ومن تولوا الحكم فى تلك الفترة لم يكونوا مؤهلين ولم يحققوا أهداف ثورة 25 يناير. بعيداً عن المسميات سواء «ربيع عربى» أو غيره، ما حدث هو ابتعاد عن الأهداف الأساسية وجاءت «30 يونيو» لتصحيح المسار وإعادة الأهداف التى كان يطالب بها الشعب، والخليج يخشى ممارسات تنظيم الإخوان، ولذلك يسعى بكل قوة لصده مع مصر.