كان لافتاً أن تعود الفنانة الكبيرة سميحة أيوب إلى شاشة السينما، بعد 17 عاماً من الغياب، كما كان لافتاً أيضاً أن تعود بفيلم كوميدى، هو «تيتة رهيبة»، وفى دور لم يعتده الجمهور منها. حول هذه العودة إلى السينما من ناحية، وإلى الكوميديا من ناحية أخرى، وحول مستقبل المسرح والسينما والتليفزيون والفن عموماً فى ظل «الإخوان»، وحول آخر أعمالها المقبلة، يدور هذا الحوار مع سميحة أيوب، التى يبدو أن عين الحسود أصابتها بعد نجاح فيلمها الجديد، الذى حقق أعلى الإيرادات فى عيد الفطر، فأصيبت بكسر فى قدمها استلزم بقاءها فى السرير عدة أيام. * كيف عدتِ إلى السينما بعد غياب طويل؟ - تلقيت اتصالاً من المخرج سامح عبدالعزيز، والمؤلف يوسف معاطى، والنجم محمد هنيدى، والذين طلبوا منى الاشتراك فى فيلم «تيتة رهيبة»، فاعتذرت لأننى أرفض العمل فى السينما منذ سنوات، فطلبوا منى عدم التعجل بالرفض إلا بعد قراءة السيناريو، ففكرت بينى وبين نفسى: لماذا لا أتغير، وخاصة أننى كنت أرفض السينما بسبب تفاهة الأفكار التى كانت تعرض علىّ، لكن حالياً الوقت تغير، والدنيا تغيرت، وهناك الآن مخرجون شباب موجودون، وأنا فعلاً معجبة بموهبتهم، ولهذا قرأت السيناريو فأعجبنى ووافقت على الاشتراك فى الفيلم. * ولكن العودة بفيلم كوميدى أثارت الدهشة والاستغراب عند الجميع؟ - اقتنعت أن الفنان لا يجب أن يثبت على شكل واحد، بل يجب أن ينوّع ويجدد، ولا يقف جامداً على خط واحد، كما أن سيناريو فيلم «تيتة رهيبة» مفيد ومحترم ولا يوجد به لفظ خادش ولا كلمة بذيئة، وكله من خلال المواقف الكوميدية. * وما رأيك فى سينما الكوميديا التى تعرض حالياً؟ - لو كانت كوميديا موقف مثل «تيتة رهيبة»، لا توجد بها ألفاظ خارجة ولا تورية جنسية، ولو كان الفيلم نظيفاً والضحك فيه من خلال الموقف، ويقدم رسالة فى نهايته، تكون هذه هى السينما الكوميدية كما يجب أن تكون. * لماذا انتعشت فى رأيك سينما الهلس بعد ثورة 25 يناير؟ - لأن المسألة كلها هلس، والأحداث سريعة، وغير متوقعة، والسينما تعتبر جزءًا من كل، وتعبيراً عما يدور فى المجتمع، لكن المشكلة الأكبر أن الفنانين تركوا أنفسهم لتجار الفن، ليهبطوا بذوق الجمهور، بدلاً من الارتقاء به. * فى مشهد المحاكمة فى فيلم «تيتة رهيبة»، وهو المشهد «المستر سين»، ما هى الرسالة التى كنتم تريدون توصيلها؟ - أن الإنسان أحياناً يخطئ التعبير، ويبعث بالرسالة الخاطئة، فقد يكون هناك أشخاص تحبينهم، ولكنك لا تعرفين كيف توصلين الرسالة المناسبة التى تعبر عن هذا الحب، ولهذا كانت رسالتنا فى هذا المشهد هى أنه يجب على كل إنسان أن يحاول إيجاد لغة تواصل مع كل من حوله، وكل من يحبه. * حدثينا عن كواليس العمل مع النجم محمد هنيدى وسامح عبدالعزيز فى فيلم «تيتة رهيبة»؟ - على المستوى المهنى هم فنانون ذوو موهبة كبيرة، وعلى المستوى الإنسانى رائعون وفى منتهى الأدب والاحترام والروح الجميلة، وقد كنت سعيدة جداً بالعمل معهم. * هل كنت تتوقعين نجاح الفيلم؟ - لا أحب أن أتوقع شيئاً، وأهم شىء بالنسبة لى هو العمل بإخلاص، لأنى أومن بالمثل القائل: «من جدّ وجد». * سميحة أيوب سيدة المسرح العربى.. فأين المسرح الآن؟ - الثورة والاضطراب الموجود فى البلاد أوقفا كل شىء ولا بد من إعادة ترتيب كل الأوراق. * وهل نراك على خشبة المسرح قريباً؟ - بالتأكيد، ولكن بعد هدوء الأوضاع. * ما رأيك فى كم المسلسلات الدرامية التى عُرضت فى رمضان؟ - كانت كثيرة جداً، وأريد أن أقول إن الدراما ليست إعلانات، وإن رمضان ليس السنة كلها، وإن هناك أحد عشر شهراً آخر، ولا بد من توزيع المسلسلات على مدار العام، لأن هناك أعمالاً كثيرة ولنجوم كبار تتعرض للظلم. * وما هى المسلسلات التى لفتت انتباهك؟ - «عرفة البحر»، و«باب الخلق»، و«قضية معالى الوزيرة». * وما جديدك فى الفترة المقبلة؟ - قمت بتصوير نصف مشاهدى فى مسلسل «مولد وصاحبه غايب»، وعندما أتعافى سوف أصور باقى مشاهدى إن شاء الله. * وما رؤيتك لمستقبل الفن فى زمن «الإخوان»؟ - لا بد ألا نسبق الأحداث وننتظر لنرى ماذا سيفعلون، بعدها يكون لكل حادث حديث. * ما رأيك فى القضايا المرفوعة ضد عادل إمام ووحيد حامد وغيرهما؟ - هناك كثيرون من عاشقى الشهرة الذين يرفعون هذه النوعية من القضايا، علماً بأن كثيراً منها كان يرفع قبل الثورة أيضاً. * وما ردك على الإساءة التى وُجهت ضد إلهام شاهين من الشيخ عبدالله بكر على إحدى القنوات الفضائية؟ - «راجل قليل الأدب»، وهو مسئول مسئولية كاملة عن نفسه، والنظام الحالى غير مسئول عنه. * أخيراً، كيف تتوقعين شكل الفن فى الدستور الجديد؟ - لا أتوقع شيئاً، ولكن يجب عدم الاقتراب من حرية الإبداع بأى شكل من الأشكال.