شارك أكبر خبراء طب الأورام فى العالم بالمنتدى الطبى الذى نظمته شركة «ساندوز»، التابعة لمجموعة «نوفارتس» فارما للأدوية، والتى تعد ثانى أكبر شركات الأدوية المثيلة والبدائل الحيوية فى العالم. وقد انعقد المؤتمر فى سالزبورج فى النمسا، فى التاسع والعاشر من شهر أبريل، وشهد إطلاق برنامج شركة «ساندوز» فى الشرق الأوسط للتعليم الطبى المستمر. وقد ألقى المؤتمر الضوء على أهم التطورات فى مجال التعامل المبكر مع سرطان الثدى، والدور المحورى لأدوية السرطان المثيلة والبدائل الحيوية المتاحة بأسعار فى متناول المرضى. وقال الأستاذ الدكتور حمدى عبدالعظيم، رئيس المؤتمر ورئيس قسم طب علاج الأورام بجامعة القاهرة: «بالرغم من ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدى فى العالم (يمثل قرابة 30 - 35% من أنواع السرطان التى تصيب النساء)، هناك زيادة ملحوظة فى معدلات الشفاء، ويعد الاكتشاف المبكر لسرطان الثدى هو بوابة الوصول إلى أعلى نسب الشفاء والتى قد تتعدى 90%». وأضاف «عبدالعظيم» أن وزارة الصحة فى مصر بذلت جهوداً كبيرة فى هذا الصدد، خاصة منذ إطلاق البرنامج القومى للاكتشاف المبكر، والذى يتيح للسيدات فحص الماموجرام مجاناً، ولكن تظل هناك حاجة ماسة لاستراتيجيات طويلة المدى لتوفير علاجات ما بعد الجراحة، وهى ضرورية لمنع تكرار الإصابة بالمرض. كما شهدت السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً فى مجال العلاجات الكيميائية والبيولوجية التى أدت إلى ارتفاع ملحوظ فى نسب الشفاء، ولكن يعد ارتفاع تكاليف علاجات السرطان الحديثة سبباً رئيسياً فى عدم حصول عدد كبير من المرضى على العلاج. وأشار «عبدالعظيم» إلى أنه فى ظل تزايد الأعباء والقيود المادية على أنظمة الرعاية الصحية، ومع قرب انتهاء فترات حقوق الملكية الخاصة بمجموعة من الأدوية البيولوجية المهمة المستخدمة فى علاج الأورام، تمثل البدائل الحيوية فرصة كبيرة لطرح علاجات حديثة فعالة مقابل تكلفة مادية أقل بكثير. وأضاف: «ومع الضوابط الصارمة التى تنتهجها بالفعل وزارة الصحة المصرية، يساعد استخدام البدائل الحيوية، ذات الجودة العالية والأسعار الأقل، على الحد من الأعباء المالية الكبيرة مما يساعد أكبر عدد من المرضى للحصول على أفضل العلاجات التى تنقذ حياتهم، ويعد ذلك شرطاً أساسياً لنجاح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان». ومن جانبه صرح الدكتور ماتى آبرو، رئيس المؤتمر بالمشاركة وعميد معهد الأورام متعدد التخصصات فى جينولير: «فى ظل عدم قدرة ملايين المرضى على الحصول على أدوية السرطان لارتفاع أسعارها، تؤدى شركة «ساندوز» دوراً مهماً ومحورياً من خلال تقديم علاجات عالية الجودة بأسعار أقل وفى متناول المرضى»، وأضاف «البدائل الحيوية المعتمدة من وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) آمنة وفعالة، وتساعد على تقليل التكاليف التى تتحملها الهيئات الصحية». وتشير إحدى الدراسات الخاصة بسوق البدائل الحيوية الأوروبية إلى أن حجم التوفير الذى تمثله هذه الأدوية ضخم للغاية، فطبقاً للدراسة يساهم تخفيض 20% من أسعار 6 منتجات دوائية بيولوجية، والتى انتهت فترة حقوق الملكية الخاصة بها، فى توفير 1.6 مليار يورو فى أوروبا كل عام. ومن جانبها نوهت الدكتورة سناء السخن، استشارى أمراض الدم والأورام بالأردن «اليوم لا تعد الإصابة بسرطان الثدى بمثابة الحكم بالإعدام، ففى معظم الحالات تحصل السيدات على العلاج اللازم ويعشن حياةً صحية ومنتجة». وأشارت إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان فى الشرق الأوسط أقل بكثير مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة، «تتراوح معدلات الإصابة فى 9 دول بالشرق الأوسط ما بين 35 و175 حالة بين كل 100 ألف شخص. ولكن للأسف انتشار الإصابة فى عمر مبكر من أكبر التحديات التى نواجهها، حيث يتم تشخيص المرضى فى الوقت الذى تعتمد عائلاتهم ومجتمعاتهم عليهن». وأكدت «السخن» أن تكاليف علاج السرطان ما زالت ضخمة، موضحةً أن متوسط تكاليف علاج كل حالة سرطان فى 6 دول بالشرق الأوسط (البحرين - الكويت - عمان - قطر - السعودية - الإمارات) تبلغ حوالى 34 ألف يورو، ويتم إنفاق حوالى 30% من هذا المبلغ (10 آلاف يورو) على الأدوية فقط. ومن ناحية أخرى، فنصيب الفرد من نفقات الرعاية الصحية فى مصر منخفض جداً، حيث يقدر بحوالى 1000 يورو لكل حالة سرطان، وتصل تكاليف الأدوية لكل حالة 250 يورو. ومع الأدوية البيولوجية التى تم تطويرها مؤخراً والتى حققت تحسناً ملحوظاً فى نجاة المرضى، ارتفعت تكاليف العلاج 10 مرات على الأقل، مما يؤكد شدة الحاجة لبدائل حيوية فعالة». يذكر أن سرطان الثدى يعد ثانى أكثر أنواع السرطان انتشاراً فى العالم، كما يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين السيدات، وقد بلغت حالات الإصابة 1.67 مليون فى عام 2012. ويمثل سرطان الثدى حالة من كل أربع حالات سرطان بين السيدات. وفى الشرق الأوسط، تتزايد تحديات سرطان الثدى بشكل ملحوظ، حيث يقل متوسط العمر عند التشخيص بحوالى عشر سنوات مقارنة بأوروبا.