سرطان الثدي أكثر انتشاراً بين السيدات الاكتشاف المبكر بوابة الوصول لنسب الشفاء العالمية فحص "الماموجرام" من وزارة الصحة يرفع نسب الشفاء يعد سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم، كما يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين السيدات، وقد بلغت حالات الإصابة 1.67 مليون في عام 2012، ويمثل سرطان الثدي حالة من كل أربع حالات سرطان بين السيدات، وفي الشرق الأوسط، تتزايد تحديات سرطان الثدي بشكل ملحوظ، حيث يقل متوسط العمر عند التشخيص بحوالي عشر سنوات مقارنة بأوروبا. وأوضح الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس قسم طب علاج الأورام بجامعة القاهرة، خلال المنتدى الطبي الذي نظمته شركة "ساندوز" التابعة لمجموعة "نوفارتس فارما" للأدوية، أنه على الرغم من ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي في العالم (يمثل قرابة 30- 35 % من أنواع السرطان التي تصيب النساء)،هناك زيادة ملحوظة في معدلات الشفاء. وأشارعبد العظيم أن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يعتبر بوابة الوصول إلى أعلي نسب الشفاء والتي قد تتعدي 90%، مؤكداً أن وزارة الصحة المصرية بذلت جهوداً كبيرة في هذا الصدد خاصةً منذ اطلاق البرنامج القومي للاكتشاف المبكر والذي يتيح للسيدات فحص "الماموجرام" مجاناً، ولكن تظل هناك حاجة ماسة لاستراتيجيات طويلة المدى لتوفير علاجات ما بعد الجراحة وهى ضرورية لمنع تكرار الإصابة بالمرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في مجال العلاجات الكيميائية والبيولوجية التي أدت إلى ارتفاع ملحوظ في نسب الشفاء، ولكن يعد ارتفاع تكاليف علاجات السرطان الحديثة سبباً رئيسياً في عدم حصول عدد كبير من المرضي علي العلاج. تعايش مع سرطان الثدي ومن جانبها، أكدت الدكتورة سناء السخن استشاري أمراض الدم والأورام بالأردن، أن الإصابة بسرطان الثدي لا تعد بمثابة الحكم بالإعدام، ففي معظم الحالات تحصل السيدات على العلاج اللازم ويعشن حياةً صحية ومنتجة. وأشارت السخن إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان في الشرق الأوسط أقل بكثير مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة، حيث تتراوح معدلات الإصابة في 9 دول بالشرق الأوسط ما بين 35 و 175 حالة بين كل 100 ألف شخص، ولكن للأسف انتشار الإصابة في عمر مبكر من أكبر التحديات التي نواجهها، حيث يتم تشخيص المرضى في الوقت الذي تعتمد عائلاتهم ومجتمعاتهم عليهم". وأوضحت الدكتورة سناء أن تكاليف علاج السرطان مازالت ضخمة، موضحةً أن متوسط تكاليف علاج كل حالة سرطان في 6 دول بالشرق الأوسط (البحرين - الكويت - عمان - قطر - السعودية - الإمارات) تبلغ حوالي 34 ألف يورو، ويتم إنفاق حوالي 30% من هذا المبلغ (10 آلاف يورو) على الأدوية فقط. ومن ناحية أخرى، فنصيب الفرد من نفقات الرعاية الصحية في مصر منخفض جداً، حيث يقدر بحوالي 1000 يورو لكل حالة سرطان، وتصل تكاليف الأدوية لكل حالة 250 يورو، ومع الأدوية البيولوجية التي تم تطويرها مؤخرا والتي حققت تحسناً ملحوظاً في نجاة المرضى، ارتفعت تكاليف العلاج 10 مرات على الأقل، مما يؤكد شدة الحاجة لبدائل حيوية فعالة". وأضافت السخن أنه مع الضوابط الصارمة التي تنتهجها بالفعل وزارة الصحة المصرية، يساعد استخدام البدائل الحيوية، ذات الجودة العالية والأسعار الأقل، على الحد من الأعباء المالية الكبيرة مما يساعد أكبر عدد من المرضى للحصول على أفضل العلاجات التي تنقذ حياتهم، ويعد ذلك شرطاً أساسياً لنجاح الإستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان. ومن جانبه، أكد الدكتور ماتي آبرو رئيس المؤتمر وعميد معهد الأورام متعدد التخصصات في "جينولير"، أن البدائل الحيوية المعتمدة من وكالة الأدوية الأوروبية "EMA" آمنة وفعالة، وتساعد على تقليل التكاليف التي تتحملها الهيئات الصحية. وتشير أحد الدراسات الخاصة بسوق البدائل الحيوية الأوروبية، إلى أن حجم التوفير الذي تمثله هذه الأدوية ضخم للغاية، فطبقاً للدراسة يساهم تخفيض 20% من أسعار 6 منتجات دوائية بيولوجية، والتي انتهت فترة حقوق الملكية الخاصة بها، في توفير 1.6 مليار يورو في أوروبا كل عام.