أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أنه من الضروري أن نعتمد على أكثر من مصدر لإنتاج وقود الطاقة بكميات كبيرة، موضحًا أن كميات الوقود الموجودة قليلة لاستخراج الطاقة، لافتًا إلى أن أسعار الأسمنت زادت بطريقة مبالغ فيها والمصانع أصبحت تتوقف وإنتاج الغاز أصبح ضعيفًا. وقال محلب، خلال استضافته ببرنامج "السادة المحترمون"، الذي يقدمه الإعلامي يوسف الحسيني، إن "البعض أثار أزمة الفحم بصورة مبالغ فيها"، مرجعًا سبب قلة إنتاج الغاز إلى التوقف عن الاستكشافات لمدة ثلاث سنوات. وأضاف "علينا أن نبحث عن أمور أخرى مثل الدخول في المزيج- أي استخدام بدائل- لإنتاج الطاقة، بحيث يصبح الاعتماد على الفحم جزء من إنتاج الطاقة، وعلينا أيضًا استغلال المخالفات، وخصوصًا في مصانع الأسمنت". وتابع رئيس الوزراء أن هناك دولاً كثيرة في العالم مثل ألمانيا وروسيا متقدمة بسبب اعتمادها على استخدام الفحم وفقًا لاشتراطات معينة تحفظ سلامة البيئة، منوهًا بأن مصر يجب أن تحذو حذو هذه الدول ونضع لأنفسنا نفس المعايير الموضوعة لضمان سلامة الحفاظ على البيئة. ولفت محلب إلى أن الدول المتقدمة تستخدم الفحم بنسبة 50% من الصناعة، نافيًا أن تأخذ الحكومة المصرية قرارًا يضر بمصلحة الشعب، قائلًا: "هناك مصلحة لهذا البلد كبيرة في استخدام الفحم، ولن نسمح بتوقف الصناعات ولن ندخل في ظلام"، موضحًا أنه تم وضع اشتراطات وسيتم استخدام أحدث التكنولوجيا لعدم تلوث البيئة وسنرصد جميع الانبعاثات الضارة. وتحدث رئيس الوزراء عن أن هناك منظومة يوجد بها خلل شديد في مسألة دعم الطاقة للناس، لافتًا إلى أن هناك طبقات ذات دخل مرتفع يصل إليها الغاز في منازلهم وتدفع مقابله 3 جنيهات فقط، بينما لا يحصل آخرون على الغاز ويشترون أنابيب غاز ويستحقون الدعم، فهناك سوء في توزيع الدعم على مستحقيه. وواصل قائلاً: "الصراحة والمكاشفة والإيمان بالله ستصلح الأمور، ونحن في مرحلة دراسة حتى يتقبل المجتمع ما نفعله". وأشار محلب إلى أن ربع موازنة دعم الطاقة تصل لغير مستحقيها، منوهًا بأن الإنتاج هو الحل لجميع المشاكل وليس الحد الأدنى والأقصى هو الحل، لأن بزيادة الإنتاج سترخص جميع الأشياء، مضيفًا: "كلما زاد الإنتاج على الاحتياج زاد الدخل والعكس صحيح". وقال رئيس الوزراء إن ربع الموازنة العامة للدولة تذهب إلى خدمة الدين، مطالبًا بضرورة أن يقل الدين بطريقة تقليل الطلب حتى لا يكون هناك عجز بالموازنة، لافتًا إلى أنه من الضروري أن يرتبط الدعم بعملية إنتاجية ملموسة واستغلال طاقات الدولة المهدرة. وأضاف محلب: "توفير مناخ استثماري آمن وهدوء سيعود بعدها مجال السياحة إلى طبيعته وستعمل الفنادق وقتها بكثافة"، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك مسؤولون يتخذون القرار الصائب بجرأة، موضحًا أن هناك عددًا كبيرًا من المشاكل تم حلها. وأوضح رئيس الوزراء أن مصر بيئة جاذبة للاستثمار، مؤكدًا أن عجلة التحسن بدأت في التحرك، مشيرًا إلى أن هناك تواصلاً مع المجتمع الداخلي والخارجي، مضيفًا: "النقلة الكبيرة هي الوصول للهدف المرجو وهو استكمال خارطة الطريق". ولفت إلى أنه سيكون هناك رئيس منتخب للبلاد بإرادة شعبية بمنتهى الشفافية والحيادية، مؤكدًا أن مصر تلتزم الحياد والشفافية بخصوص هذه المسألة. وتحدث محلب عن أن معنويات رجال الشرطة في تزايد مستمر، موضحًا أن قوات الأمن تبذل أقصى قدراتها لمواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هناك مداهمة قوية لأماكن البلطجة وأوكار المخدرات، قائلًا: "كل من تعدى على أراضي الدولة الزراعية لن نتركه لأن التعدي على أراضي الدولة هو التعدي على حق الشعب". وتابع قائلاً: "أي منتمي للجماعات الإرهابية يعاقب طبقًا لقانون الإجراءات الإرهابية الخاص بالإرهاب"، موضحًا أنه لو شخص منتمي للجماعة الإرهابية التي قتلت وخرّبت وفجّرت ومصمم على هذا الانتماء فوقتها القانون يتعامل معه. وبسؤاله عن قضية المياه وسد النهضة الإثيوبي، قال محلب إن هذا الموضوع يجب أن يتم تناوله بحذر وبأبعاد كثيرة، مشيرًا إلى أنه من الضروري أن تتم معالجة ملف المياه في مصر أولًا بسبب إهدار المياه الموجود بالنيل، قائلًا: "هناك منظومة بدأناها في إدارة مياه النيل". وأشاد رئيس الوزراء بقوة علاقة الشعبين المصري والإثيوبي، موضحًا أن العلاقات مع إثيوبيا طيبة، منوهًا بأنه يجب خلق مناخ متوازن لتحقيق المصالح المشتركة لكلا الطرفين. وأكد محلب أن هناك خلفية وأرضية مصرية، ونستطيع من خلال الذكاء المصري أن نحل جميع المشاكل، خصوصًا في ظل وجود علاقات تاريخية بين الشعبين المصري والإثيوبي.
