تشهد محافظة دمياط حالة من الغضب والغليان بين صناع الأثاث، بسبب استمرار أزمة قطع التيار الكهربائي، التي باتت أمرًا لا مفر منه منذ عهد الرئيس المعزول ومع توالي الحكومات، ورغم التصريحات التي ظل يطلقها محافظ الأقليم حول استثناء دمياط من خطة تخفيف الأحمال إلا أنه قد تبين أنه حبر على ورق. في قرية الشعراء قلعة صناعة الأثاث بدمياط، رفع الصناع شعار "تعطونا خدمة تأخدوا ثمن الفواتير غير كده لأ". وقال سامي عسيلي، صاحب أحد مصانع الأثاث، إن قطع الكهرباء لم يعد مجرد أزمة بل كارثة تهدد قلعة صناعة الأثاث، خاصة وأنه لا يتم قطع التيار سوى بساعات ذروة العمل، ما أدى لخفض الانتاج بشكل ملحوظ لنقص عدد ساعات العمل، وهو ما يهدد بإغلاق الورش حال استمرار الأزمة. وأضاف عسيلي، قائلًا: "الخسائر الناجمة عن قطع التيار لا يمكننا حصرها.. وعندما يتم قطع التيار تتعطل الماكينات وتتلف الخامات المستخدمة في التصنيع"، مطالبًا بمحاكمة المسؤول عن قطع الكهرباء، قائلًا: "الامتناع عن دفع الفواتير هو الحل حتى تلتزم الحكومة بواجبها تجاه المواطن"، مشددًا على أنه لن يلتزم بدفع فواتير الكهرباء حال استمرار الأزمة. وأوضح صلاح مصباح، القيادي العمالي بدمياط، أن انقطاع الكهرباء جاء ليزيد أزمة صغار المنتجين بشكل كبير، وبات صناع الأثاث محاصرون حصار ثلاثي ممثلًا في كساد حركة البيع وغلاء أسعار الخامات وجشع واستغلال صاحب المعرض لصغار المنتجين ويضاف لهذا الثلاثي الخانق للورش انقطاع الكهرباء، مضيفًا أن أي ورشة لابد كي تحقق أجر العمال أن تستمر في العمل لأكثر من 18 ساعة يوميًا، لذلك يصبح قطع الكهرباء المتكرر يوميًا قتل مباشر لمهنة محاصرة منذ سنوات.