قال الفريق رضا حافظ، وزير الدولة للإنتاج الحربى، إن المجلس العسكرى علم بإقالة قياداته من «التليفزيون»، وإنه لم يكن فى نية كبار قيادات القوات المسلحة عصيان أوامر الرئيس بأى حال من الأحوال. وأضاف الفريق حافظ، الذى كان يشغل منصب قائد القوات الجوية، ل«الوطن»، فى أول حوار صحفى له كوزير، إن الطائرات التى حلقت فى سماء ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير كانت لحماية الثوار وليس «إرهابهم» كما تردد وقتها، وأنه لم يكن لدى القوات المسلحة بديل سوى الوقوف مع الشعب فى ثورته ضد النظام السابق. * بداية، ما أهم ما تتذكره من وقائع اجتماعات المجلس العسكرى أثناء عملكم قائداً للقوات الجوية وعضويتكم بالمجلس؟ - المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتكون، كما هو معروف، من 19 عضواً، إضافة إلى مساعدى وزير الدفاع ورئيس الأركان والوزير، وكان اتخاذ أى قرار يتم بعد نقاش يدور بين أعضاء المجلس، وأذكر أنه أثناء الاجتماعات التى تزامنت مع حدوث توتر فى الشارع وأحداث ساخنة، مثل أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود ومحيط وزارة الدفاع، كنت أتبنى الرأى القائل بحل جميع كل هذه المشاكل سلمياً، وفتح حوار مع المعارضين، وعدم الرد بعنف على الثوار لأنهم أولادنا وأخواتنا ولهم مطالب يجب مناقشتها والسعى لتحقيقها قدر الإمكان. وعندما كانت تتم دعوتى لاجتماع العسكرى بوزارة الدفاع، كنت أذهب إلى الوزارة، وكان مقر عملى الرئيسى فى مقر قيادة القوات الجوية، تأكيداً منى أنى قائد ميدانى لوحدات القوات الجوية، وهو ما فعلته دائماً طوال فترة انضمامى للقوات المسلحة، حتى تولى مسئولية وزارة الإنتاج الحربى. * بمناسبة حديث الثورة والثوار.. أثناء ثورة 25 يناير كانت طائرات تابعة للقوات الجوية تحلق فى سماء ميدان التحرير، لماذا؟ - الطائرات التى كانت تحلق فى سماء ميدان التحرير مثلها مثل المدرعات والدبابات التى كانت فى الميدان والشوارع، كانت لحماية الناس. وبالتنسيق مع قيادات أخرى فى القوات المسلحة، كانت هذه الطائرات لاستطلاع الموقف فى التحرير ومراقبة الميدان وحماية الثوار، كما كان الحال فى الآليات على الأرض، وليس لإرهاب الثوار كما تردد. ولا يعقل أن توجه القوات المسلحة سلاحها إلى الشعب تحت أى بند لأنها ملك الشعب وتحميه، ووجود الطيران فوق ميدان التحرير لم يكن تلميحاً ولا تلويحاً ولا ترويعاً للثوار فى الميدان، ولقد أصدرت أمراً بعدم إطلاق النار رغم تعرض بعض وحدات الجيش للتصفية أو الخطر، ولم يوجه أحد من قيادات القوات المسلحة أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، ولم يحدث ذلك مطلقاً عبر تاريخ القوات المسلحة، على الرغم من أن تعرضنا للتصفية كان أمراً وارداً، ولكن لم يكن لدينا بديل سوى الوقوف مع الشعب. * هل تنبأت بحدوث ثورة أو أمر جليل قبل 25 يناير؟ - قبل ثورة 25 يناير انتشر تسيب وفساد كبير فى العديد من أجهزة الدولة، وكنت أتوقع أن حدثاً قوياً سيقع، وكان ما أراه كافياً لوقوع هذا الحدث الكبير، وهو ما جرى بالفعل فى ثورة 25 يناير التى خرج فيها الشعب المصرى كله ثائراً. * وماذا بعد توليك مسئولية وزارة الإنتاج الحربى؟ - أعتبر نفسى جندياً أخدم الوطن فى أى مهام تسند لى، ولقد رفضت وجود نقطة حراسة دائمة من وزارة الداخلية أمام منزلى لأنى أرغب فى أن أكون على اتصال دائم بالمواطنين، ولا أميز بينهم لأنى فرد منهم، وجميعنا مصريون، لا فرق بين مسلم ومسيحى. * يتردد أن قواد القوات الجوية يدينون بالولاء للرئيس السابق «مبارك» الذى كان قائداً للقوات الجوية؟ - أنا أحد رجال القوات المسلحة وولائى دائماً لها، وفيما يخص الرئيس السابق لا أعتبر نفسى أحد رجاله، ولم أكن أرغب فى الاختلاط به، وكنت دائماً على عقيدة أن ضابط القوات المسلحة يكشف عنه جهده وعمله بتفانٍ وإخلاص، فلم أكن أسعى للوصول أو الحديث مع أى قيادات بمن فيهم مبارك. وأذكر واقعة كانت تحدث دائماً، حينما كان مبارك يتوجه للمركز الرياضى بقيادة القوات الجوية ولم أكن فى استقباله مثلما كان يفعل أسلافى، وكان ذلك ينبع من عقيدة عندى، هى أن العسكرية لها تقاليد يحكمها الانضباط وإطاعة الأوامر والواجب العسكرى الذى لا يعرف المجاملات. وحينما كنت أحضر الاجتماعات مع قيادات القوات المسلحة، وكان يردنى إخطار بتوجه «مبارك» إلى المركز الرياضى بقيادة القوات الجوية، لم أكن أترك الاجتماعات لكى أستقبله، على الرغم من أن بعض القيادات كانت توجهنى لاستقبال الرئيس السابق، ولكننى كنت أرفض ذلك لاحترامى التقاليد العسكرية، وأترك أمر استقبال مبارك لرئيس أركان القوات الجوية. * وما ملابسات إحالتك للتقاعد وتوليك حقيبة الإنتاج الحربى؟ - علمت بخبر إعفائى من قيادة القوات الجوية من وسائل الإعلام، وكان ذلك بعد إعلان إحالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان للتقاعد، ولم تكن هناك أى مؤشرات خلال اجتماعنا فى صباح اليوم نفسه عن قرارات الرئيس. * وهل كان هناك رفض من قيادات القوات المسلحة لقرار الرئيس؟ - لم يكن لدىّ أى نية فى عصيان الرئيس، لا أنا ولا قيادات القوات المسلحة، لأن أهم صفات العسكرية هى الانضباط وإطاعة الأوامر، والرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، حتى وإن لم ينص الإعلان الدستورى المكمل على ذلك، فلا توجد سلطة أعلى من سلطة رئيس الجمهورية الذى جاء عن طريق انتخابات حرة نزيهة. ونحن كعسكريين لم نمارس السياسة من قبل، ولكننا مارسنا دورنا بإخلاص فى الحفاظ على الشعب وحمايته من الأخطار الداخلية والخارجية، وما حدث من أخطاء لم يكن مقصوداً، لكن هذا ليس مبرراً للتغاضى عنها، وهناك تحقيقات جرت وتجرى لتحديد المسئول عن أى أخطاء حدثت. ونحن، العسكريين، لم يكن لدينا اتصال وثيق بالحياة المدنية، وواجهنا كثيراً من التجاوزات ضدنا كأشخاص وهيئات، ولكننا لم نتخذ أى إجراءات استثنائية ضد أحد، وكان كل تفكيرنا أن ننجو بالبلد، ولم يكن لدينا أى دوافع أخرى. * وكيف أُبلغت بتكليفك بحقيبة وزارة الإنتاج الحربى؟ - تلقيت اتصالاً هاتفياً من فريق العمل المعاون للدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، بشأن ترشيحى لوزارة الإنتاج الحربى، ثم تكليفى رسمياً بذلك، وهو ما رحبت به لرغبتى فى خدمة بلادى من أى موقع كان. * وما خططك للارتقاء بأساليب العمل فى وزارة الإنتاج الحربى؟ - للوزارة العديد من المهام، أهمها توفير احتياجات القوات المسلحة من المعدات والأسلحة والذخائر، وسوف أحرص على أن يكون للإنتاج الحربى دور رائد وفعال فى دعم مختلف القطاعات بالدولة، والإسهام بدور بارز فى خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مختلف القطاعات، مثل الصناعة والبيئة والتنمية المحلية والزراعة والكهرباء والتعليم والتدريب والإسكان والبترول والتعدين والنقل والداخلية، كما أسعى إلى زيادة التعاون مع العديد من الدول المتقدمة تكنولوجياً، من خلال الاشتراك فى بحوث التطوير والتدريب والتعليم والتأهيل العلمى، خاصة دول مثل فرنسا وأمريكا والصين وبريطانيا والنمسا وكوريا وإيطاليا وألمانيا وتركيا وروسيا وبلغاريا ورومانيا، وغيرها. كما أن هناك اتفاقيات تسويق مع بعض الدول العربية لمنتجات الوزارة أحرص على زيادتها فى الفترة المقبلة. وهدفى النهائى هو الحفاظ على الطاقة الإنتاجية الحربية للوزارة حتى يكون الإنتاج الحربى هو صمام الأمان للقوات المسلحة، كما أن هناك دوراً آخر للوزارة أحرص عليه وعلى وجوده، وهو حماية المنتجات المدنية ذات الجودة العالية من سياسات الإغراق، وحماية المستهلك من المنتجات متدنية الجودة. * وهل يختلف عملك الحالى فى الإنتاج الحربى عن عملك السابق كقائد عسكرى؟ - عملى فى الإنتاج الحربى يتطلب أن أكون أكثر مرونة عن العمل فى القوات المسلحة، والإنتاج الحربى مر بمراحل عديدة فى نشأته وتطوره حتى أصبح متواكباً مع أحدث التكنولوجيا فى العالم، وهو يحتوى على شق مدنى هو تقديم خدمات عديدة للجماهير، تنفيذاً لبرنامج ال100 يوم الذى أعلن عنه الرئيس، كما أن للإنتاج الحربى 3 مصانع لتدوير القمامة من أجل خدمة المحافظات المختلفة، ونحن نوفر أكثر من مليون أنبوبة بوتاجاز سنوياً لتلبية احتياجات المواطنين.