«هدية من أحد الجيران، كانت عبارة عن شريط كاسيت لموسيقى أجنبية»، كانت بداية علاقة طويلة بين أحمد صبحى وموسيقى «الهيفى ميتال»، التى لم يألفها أو يعتدها من قبل، ظن من حوله أن الأمر لن يزيد على اهتمامات «فترة المراهقة»، بينما طالت العلاقة بين أحمد وموسيقاه الأثيرة، وكلما زادت سنوات عمره، زاد معها حبه وتعلقه ب«الميتال». صبحى، يعمل ك«مطور أعمال» فى إحدى شركات الإنشاءات، اهتم بموسيقى الميتال منذ عام 1998، بعدما وصفها ب«هوجة عبدة الشيطان الأولى»، بدأ منذ ثلاث سنوات فى مشروع بحث لإنتاج فيلم تسجيلى يؤرخ لقصة «الميتال» فى مصر، يتناول عادات جمهورها وأخطاء عازفيها، مؤكداً ل«الوطن» أن فكرة الفيلم هدفها تصحيح المفهوم الخاطئ عنها لدى الجمهور المصرى، ويعتمد الفيلم على إجراء حوارات مع الموسيقيين المصريين لبحث رؤيتهم لموسيقى الميتال. أحمد صبحى، صاحب أول فيلم تسجيلى مصرى عن موسيقى الميتال، أوضح أن مشكلة جمهور الميتال فى الشكل الذى يظهرون عليه فى الحفلات، خصوصا أنهم غالبا من المراهقين الذين يسعون دائما للفت الأنظار إليهم، على عكس العازفين الذين يقدرون أهمية وخطورة الأضواء المسلطة عليهم، ويهتمون دائما بنظرة المجتمع إليهم، رافضا الربط بين موسيقى الهافى ميتال وعبدة الشيطان، ووصفها بأنها مجرد أسطورة، مشيراً إلى «الإنجيل الأسود» الذى ينظم معتقدات عبدة الشيطان فى الولاياتالمتحدة، الذى يتناول فى أحد أجزائه بوضوح أن طقوسهم لا تتضمن نوع موسيقى محدداً وأشار إلى أن موسيقى الميتال تتناول موضوعات متعددة، إذ تتحدث عن الحروب والثورات والموت، وصولا إلى الكفر والإلحاد، سواء بالنقد أو التمجيد، وهى الموسيقى الوحيدة التى وصلت إلى الشرق الأوسط وتتناول تلك الفكرة، مما تسبب فى الربط بينها وبين عبدة الشيطان، دون النظر للموضوعات الأخرى التى تتناولها تلك الموسيقى، مؤكداً أن موضوعات الكفر والإلحاد فى موسيقى الميتال لا تمثل سوى 20% من موضوعاتها العامة. ونبه صبحى إلى دور وسائل الإعلام المصرية فى الإساءة لسمعة موسيقى الميتال، خصوصا أن الجمهور المصرى يعتمد بالدرجة الأولى على وسائل الإعلام كمصدر وحيد للمعلومة، عن أى شىء، مشيرا إلى أن «الميتال» تتناول العديد من القصص التاريخية، والقضايا الفلسفية، حيث يتضمن الألبوم «حدوتة واحدة» وكل «تراك» يتناول فصلا من تلك الحدوتة، مقارناً الميتال بموسيقى غربية أخرى مثل «الراب» التى تتناول موضوعات مثل الجنس والمخدرات والمرأة فقط. وأوضح أن موسيقى الميتال لا تعتمد على الصرخات والصخب فقط، وإنما منها ما هو هادئ وبطىء. وكان صبحى شاهد عيان على واقعة حفل «الميتال» الأخير فى ساقية الصاوى، واتهام رواد الحفل بممارسة طقوس عبدة الشيطان، مؤكدا أن ما أثير حول الحفل هدفه حسابات انتخابية وسياسية عامة، وتورط فيها شباب الميتال، مؤكداً أن الحفل لم يكن به أى مظاهر شاذة أو غريبة، معتبرا أن مصير «الميتال» فى الفترة المقبلة، مرتبط بمصير الفن بوجه عام فى مصر، خصوصا فى ظل حكم الإسلاميين.