مع تطورات الأوضاع في الصين حول فيروس "كورونا" الجديد، لاسيما في الصين، لترتفع أعداد الوفيات إلى 213 شخصا، وتأكد وقوع 2000 إصابة جديدة في جميع أرجاء البلاد، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن تفشي فيروس كورونا في الصين يشكل الآن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا. وأعلن "تيدروس أدهانوم"، مدير عام منظمة الصحة العالمية القرار بعد اجتماع لجنة الطوارئ بالمنظمة، وهي لجنة خبراء مستقلة، وسط أدلة متزايدة على انتشار الفيروس في حوالي 18 دولة. وأضاف مدير عام المنظمة أنه لا يرى سببا للحد من الرحلات والتبادل التجاري مع الصين، رغم إعلانها حال الطوارئ الصحية على الصعيد الدولي، لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، قائلا: "المظمة لا توصي بالحد من الرحلات وعمليات التبادل التجاري وحركة (الأفراد) وتعارض حتى فرض أي قيود على الرحلات إلى الصين".
ماذا تعني حالة طوارئ صحية عالمية؟ تعتبر تلك هي المرة السادسة التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية، حالة طوارئ صحية، منذ تأسيسها في 7 أبريل 1948، حيث أعلنتها بعد انتشار إنفلونزا الخنازير في عام 2009، وشلل الأطفال في عام 2014، وزيكا في 2016، وإيبولا في عامي 2014 و2019. وتتكون لجنة الطوارئ من خبراء دوليين يقدمون المشورة الفنية إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من أجل "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا"، حيث تضطلع المنظمة بدور أساسي في دعم الدول الأعضاء للتأهب للطوارئ التي لها عواقب على الصحة العمومية والاستجابة لها والانتعاش منها، بحسب موقعها الرسمي. وعرفت اللوائح الصحية الدولية لعام 2005 الصادرة عن المنظمة، ذلك الوضع على أنه: "حدث غير عادي يشكل خطرا على الصحة العامة بالنسبة للدول الأخرى من خلال الانتشار الدولي للمرض، وبما يتطلب استجابة دولية منسقة". وتم وضع إطار للاستجابة للطوارئ من أجل توضيح أدوار المنظمة ومسؤولياتها في هذا الصدد وإتاحة نهج مشترك لعملها في حالات الطوارئ، على أن يتسم عملها بالسرعة والقدرة على التنبؤ كي تخدم السكان المتضررين من الطوارئ على أفضل وجه وتكون مسؤولة إزاءهم.
تصنيفات الطوارئ بحسب منظمة الصحة العالمية، يوجد تصنيف للطوارئ، الذي يعني عملية داخلية متبعة في المنظمة لأداء عدة مهام، هي "إخطار المنظمة بنطاق الدعم التنظيمي و/أو الخارجي اللازم ومدى تعقيده ومدته؛ حث جميع مكاتب المنظمة على جميع المستويات على الاستعداد لتكييف استخدام الموارد بغرض توفير الدعم؛ ضمان اتسام عمل المنظمة بالسرعة الملائمة، واضطلاع المنظمة بتعبئة الموارد الملائمة لدعم الاستجابة للدولة العضو المتضررة والجهات الشريكة ومكتب المنظمة القطري". وتشمل أيضا "حفز إجراءات الاستجابة للطوارئ وسياسات الطوارئ في المنظمة؛ تذكير رئيس مكتب المنظمة القطري بتطبيق إجراءات المنظمة التشغيلية الموحدة، وفقاً لمذكرة المدير العام الصادرة في 15 يناير 2008؛ تسريع وتيرة إجراءات التصريح والنشر الخاصة بالاتصالات الداخلية والخارجية". كما تشمل "فيما يجب أخذ العوامل التالي ذكرها في الاعتبار، لا يتوقف تصنيف الطوارئ عليها مباشرة، حيث يجب التشاور مع الدول الأعضاء؛ وتوجيه طلبات رسمية للحصول على المساعدة الدولية".
مستويات الطوارئ تعرّف المنظمة المستويات على النحو التالي، وهو: - حدث غير مصنف في مستوى: حدث تقيمه المنظمة أو تتبعه أو ترصده غير أنه لا يتطلب استجابة المنظمة له لدى ظهوره. - حدث من المستوى 1: حدث قطري وحيد أو متعدد ينطوي على عواقب دنيا على الصحة العمومية، ويتطلب استجابة دنيا من مكتب المنظمة القطري أو استجابة دولية دنيا من المنظمة، ويحتاج مكتب المنظمة القطري إلى دعم تنظيمي و/أو خارجي أدنى، ويتولى مركز اتصال في المكتب الإقليمي تنسيق الدعم المقدم إلى مكتب المنظمة القطري. - حدث من المستوى 2: حدث قطري وحيد أو متعدد ينطوي على عواقب معتدلة على الصحة العمومية ويتطلب استجابة معتدلة من مكتب المنظمة القطري و/أو استجابة دولية معتدلة من المنظمة، ويحتاج مكتب المنظمة القطري إلى دعم تنظيمي و/أو خارجي معتدل، ويتولى فريق للدعم الطارئ ينطلق من المكتب الإقليمي تنسيق الدعم المقدم إلى مكتب المنظمة القطري (لا ينطلق فريق الدعم الطارئ من المقر الرئيسي إلا في حال تضرر أقاليم متعددة). - حدث من المستوى 3: حدث قطري وحيد أو متعدد ينطوي على عواقب واسعة النطاق على الصحة العمومية ويتطلب استجابة واسعة النطاق من مكتب المنظمة القطري و/أو استجابة دولية واسعة النطاق من المنظمة، ويحتاج مكتب المنظمة القطري إلى دعم تنظيمي و/أو خارجي واسع النطاق، ويتولى فريق للدعم الطارئ ينطلق من المكتب الإقليمي تنسيق الدعم المقدم إلى مكتب المنظمة القطري.
معني تصنيف "كورونا" ضمن الحالات الطارئة بموجب ذلك التصنيف يصبح لمنظمة الصحة العالمية قدرات حقيقية للتأثير على مسار أي وباء، من خلال سرعة الاستجابة بطرق مختلفة، فيما تسعى الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم، جاهدة لاحتواء المرض، حيث يوجه ذلك التصنيف رسالة مفادها بأن الوضع الصحي في العالم طارئ وجدي، لذلك يحث الدول على التعاون قدر الإمكان مع المنظمة من خلال تنسيق الإمكانيات البشرية والمالية وغيرها من الموارد، بحسب ما أورده موقع "الحرة" الأمريكي. كما أنه يساعد المنظمة العالمية على إقناع مواطني البلدان المصابة باتباع توصياتها الصحية، ويمنحها السلطة لإصدار تنبيهات وتحذيرات بشأن السفر للمدن والمناطق والبلدان المتأثرة بالمرض، مثلما حدث في عام 2003 بعد تفشي مرض "سارس" في 29 دولة، وتسبب في وفاة 774 شخصا خلال أشهر. ويمكن أيضا منظمة الصحة من مراجعة تدابير الصحة العامة التي اتخذتها مختلف البلدان لضمان أوضاعها الصحية، حيث إنه إذا فرضت دولة قيودا على السفر أو التجارة تتجاوز توصيات المنظمة، مثل رفض دخول المرضى المشتبه بهم، فيمكن لها أن تطلب تبريرات علمية.
ما هو الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ؟ يهدف الصندوق إلى توفير خدمات المعونة الإنسانية بشكل فعال وعاجل للمناطق المعرّضة لمخاطر المرور بأزمة إنسانية أو تلك التي تشهد فعلاً أزمة من هذا القبيل، علماً بأنه يمكن لوكالات الأممالمتحدة والهيئات الشريكة معها الاستفادة من أموال ذلك الصندوق في غضون الساعات الاثنتين والسبعين الحرجة الأولى، وسرعان ما أصبح الصندوق من آليات التمويل الأساسية التي تعتمد عليها منظمة الصحة العالمية فيما تقوم به من أنشطة طارئة. تولى الأمين العام للأمم المتحدة، رسميا في 9 مارس 2006، إطلاق الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، وفي ديسمبر 2006 بلغ مجموع التعهّدات المُعلن عنها لفائدة الصندوق 345 مليون دولار أمريكي، حيث مثّلت تلك التبرّعات التي قدمها الصندوق 24% من الأموال الموظفة لأغراض العمل الصحي الذي تضطلع به المنظمة إبّان الأزمات، أي أكثر من 24 مليون دولار أمريكي تم تخصيص 14 مليون دولار منها لعمليات الاستجابة السريعة و10.4 مليون دولار لحالات الطوارئ التي تعاني من نقص الموارد المالية.