كعادته فى أيام الدراسة، يبدأ مذاكرته مع رفاقه عندما يحل المساء، لكن سرعان ما يعانده الحظ وتنقطع الكهرباء فى منطقته، يخرج إلى الشرفة مستنشقاً الهواء داعياً ربه: «يا رب تعدّى السنة دى على خير ونعرف نذاكر كلمتين على بعض». عبد الله أشرف، طالب بالثانوية العامة، فشلت محاولته فى الاستماع لنصيحة والدته والمذاكرة على الكشاف «مش عارفين نذاكر ولا نعمل أى حاجة والكشاف آخره نُصاية وبيفصل، فى الأول النور مكنش بيقطع كتير كده، بس دلوقتى بقى يقطع أكتر من مرة وبنفضل بالساعتين مستنيين ييجى لحد ما الواحد بينام على نفسه». السنة التى أصابها عفريت «الإخوان» قد تضيع بسبب «عفريت الكهرباء»، والشكوى لم تعد تجدى، ويبدو أنه أصبح أمراً واقعا،ً ما دفع طالب الثانوى ورفاقه إلى إطلاق حملة «تعايش مع النور المقطوع» بفعاليات بعضها جاد وبعضها مرح، بهدف التخفيف من معاناة الأسر مع انقطاع الكهرباء «مش ناقصين النور يقطع ويكرهنا فيها أكتر، لكننا سنتعايش». يحلم «عبدالله» أن يكون طياراً، الانقطاع المتكرر فى هذا التوقيت مؤشر خطير، يهدد حلمه: «قررت أنا وأصحابى نكون إيجابيين، نحاول نذاكر على ضوء الكشاف، وقررنا منخدش دروس فى السنتر عشان النور لما بيقطع المستر مش بيكمل الدرس وبيمشينا.. بقينا ناخد الدرس فى البيت عندى عشان النور لما يقطع نلاقى كشاف يشرح لنا عليه، ولو الكشاف خلص هنذاكر على ضوء الشموع، مبقاش فيه وقت نضيعه والامتحانات خلاص».